وقع المواطن بدر الشمري ابن منطقة حائل، الذي لم يتجاوز العقد الثالث من العمر، ضحية جديدة لإهمال الأطباء؛ فأمام معاناته من السمنة المفرطة لجأ إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الترهلات، غير أن الجراح أهمل في خياطة الجرح وغادر إلى خارج المملكة.
وقال الشمري إن أزمته بدأت عندما قدم من منطقة حائل باتجاه العاصمة الرياض لإجراء عملية قص ترهلات في أسفل البطن من قبل طبيب من دولة عربية متخصص بالجراحة التجميلية، يعمل في عيادة متخصصة بالجراحة التجميلية بالرياض، حسب "الشرق"، الثلاثاء (15 سبتمبر 2015).
وأضاف: "ذهبت لإجراء عملية قص ترهلات في أسفل البطن (عملية تجميلية) وخرجت منها مشوهًا غير قادر على الحركة وأعاني تقرحات والتهابات نتيجة عدم إتقان الطبيب الجراح خياطة مكان العملية التي لم تصمد خيوطها يومًا واحدًا، ولم تكن كافية لالتئام جرح العملية".
وذكر الشمري أن إهمال الطبيب دمَّره، رغم أنه لم يجادل في المبلغ الذي طلبه منه مقابل إجراء العملية، وهو 30 ألف ريال، قائلًا: "بعد إفاقتي من البنج، فوجئت بآلام غير طبيعية، وكتب لي الطبيب المعالج بعض المسكنات، وصرح لي بالخروج في اليوم نفسه، على الرغم من أنني قلت له إنني لا أستطيع الخروج وأنا بهذه الحالة، فطلب مني أن أدفع 1200 ريال لليوم الواحد إذا جلست في المستشفى".
وواصل الشاب الحائلي حديثه، قائلًا: "دفعت له أجرة يومين، إلا أنه بعد ذلك أعاد أجرة اليومين وأصر على خروجي بحجة وجود مريض آخر ولا بد من إجراء عملية له؛ لعدم توافر سرير في المستشفى، فاضطررت إلى الخروج من المستشفى واستأجرت شقة مفروشة ومكثت بها 4 أيام، ثم عدت إليه لأطلب منه أن ينظر على الأقل إلى جرح العملية الذي كان يؤلمني، وأشعر أنه مفتوح".
واستطرد الشمري: "رغم معاناتي، كان يحيلني إلى الممرض لكي يراني ويغير على الجرح و لم يعرني أي اهتمام، وكان يقول إن موضوعي بسيط و(الجرح يلتئم بنفسه)".
وأضاف: "بسبب أسلوب الطبيب يئست منه، وعدت إلى حائل، وكانت أسرتي مصدومة من وضعي؛ لما تشاهده من تقرحات وصديد وفتح في جرح العملية، وفي كل مرة أكلم الطبيب وأرسل له الصور كان يتهرب مني".
وتحدث "الشمري" عن أنه تحامل على نفسه وعاد إلى الرياض، متوقعًا أن يكون الطبيب في استقباله، إلا أنه فوجئ به يهرب عصر اليوم نفسه إلى بلاده، واستقبله الممرض قبل أن يتولى المدير المناوب في المستشفى حالته، مبادرًا بإنهاء إجراءات دخوله وتنويمه، نافيًا هروب الدكتور اللبناني، قائلًا إن لديه عيادة في بيروت يذهب إليها عادةً أيام الأربعاء والخميس والجمعة.
واختتم "الشمري" حديثه قائلًا: "لا أزال في غرفة التنويم ولم يأتني أحد سوى الممرضين الذين يأتون لـ(الفُرجة) على عمليتي وجرحي المفتوح، ولم يعد أمامي سوى التوجه إلى الله، ثم إلى القضاء السعودي العادل لمحاكمته على الضرر الذي ألحقه بي".
من جانبه، قال الطبيب الذي أجرى العملية للشمري، الدكتور شادي الحايك: "لم أهرب، صحيح أنني موجود حاليًّا في لبنان لكنني لم أهرب؛ فأنا عادةً أكون في بيروت 3 أيام في الأسبوع؛ لدي عيادة هناك، والوضع بالنسبة لعملية الشمري لا يدعو للقلق، وسيغيِّر الممرض على الجرح وسنتابع حالته".