واشنطن (أمريكا)
كالعادة، تتصدر السعودية وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، أجندة السياسة الخارجية لأي مرشح رئاسي أمريكي، لتحقيق مكاسب سياسية في لعبة الانتخابات.
المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، بيرني ساندرز، الذي لا يوجد في برنامجه الانتخابي جزءٌ متعلق بالسياسية الخارجية، قال -في تصريحات لمحطة "إيه بي سي"- إن على الولايات المتحدة ألا تتدخل عسكريًّا في منطقة الشرق الأوسط مجددًا، وأن تترك الأمر للسعودية صاحبة ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم.
وكان المرشح الرئاسي يدلي بهذه التصريحات، للتدليل على أسباب رفضه تدخل الجيش الأمريكي في سوريا أو ضد تنظيم الدولة "داعش" في العراق.
من جانبه، حاول موقع "بوليتيفاكت" التحقق من زعم ساندرز، بأن المملكة صاحبة ثالث أكبر ميزانية عسكرية في العالم، وقال إن مصدر المعلومات هو معهد الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، الذي تشير إحصاءاته إلى أن السعودية حلّت ثالثة بعد الولايات المتحدة والصين بإنفاق عسكري تجاوز 80 مليار دولار للعام 2014، متخطية روسيا(70 مليار دولار) التي كانت في المركز الثالث في الأعوام السابقة.
وقال الموقع أيضًا، إنه وفقًا لتقديرات معهد أبحاث السلام في ستوكهولم الذي وضع ترتيبًا للإنفاق العسكري لـ171 دولة، فإن السعودية احتلت المركز الرابع، بعد الولايات المتحدة والصين وروسيا.
ويُعزى هذا الاختلاف، إلى أن روسيا أنفقت 84 مليار دولار على العتاد العسكري، خلال العام 2014، بزيادة 14 مليار دولار عن تقديرات معهد الدراسات الاستراتيجية، وأن السعودية أنفقت فقط 80 مليار دولار في نفس العام.
ولكن معهد استوكهولم، أشار إلى أن حساب الإنفاق العسكري السعودي، ربما لا يتضمن المساعدات العسكرية التي قدمتها الرياض للبنان ومصر، والتي تم الإعلان عنها في 2013، و2014.
وقال التقرير، إن الإنفاق السعودي على العتاد العسكري نما بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، من 20 مليار دولار في عام 2004 إلى 80 مليار في 2014، وتعكس هذه الزيادة سعي السعودية لتطوير قدرتها العسكرية وسط تنامي الاضطرابات في الشرق الأوسط.
ويؤكد تقرير استوكهولم أن الإنفاق العسكري لكل من إيران وكوريا الشمالية، أقل بكثير من الإنفاق العسكري السعودي. وعرف ساندرز، بمواقفه المتناقضة في قضايا السياسة الخارجية، فقد عارض حرب الخليج التي قادتها واشنطن ضد صدام حسين عام 1991 لتحرير الكويت، ولكنه أيد الحرب الأمريكية ضد أفغانستان، عقب أحداث سبتمبر، وها هو يعارض التدخل الأمريكي ضد "داعش" في العراق، التي يؤكد الخبراء أن ظهورها جاء نتيجة الأخطاء الأمريكية في العراق بعد غزوها عام 2003، وفي نفس الوقت يؤيد المرشح الديمقراطي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.