لما ياصاح اخطأت الطريق
لما أبدلت بالدرب الرفيق؟
لما أسلمت للشر انقيادآ
وخاطبت الغواني والنعيق؟
لقد نبئت عن نفس جموح
إلى الشهوات دنست الخلوق
وخضتم في بحار اللهو عشقآ
واظن البحر ياصاح عميقآ
ومن طلب اللذاذة في حرام
تجرج كأسها كدرآ وضيقا
وأردتك المفاتن ذا افتراس
وبالامس القريب فتى رقيقآ
أتذكر امسنا احييت غرقآ
فأما اليوم قد صرت الغريق
اتذكر اذا تلوت الاي عذبآ
فأسعدت المجالس والصديق
أتذكر اذ مددت إلي كفا
وأذا عاهدتني عهدآ وثيقا
بأن إخاءنا في الله باق
ولكن العهود بدت بريقا
لكم قاسمتني في الله حبآ
شدوت به على الدنيا مفيقا
لكم وسيتني في الضيق تجلو
غمام الهم عن حالي شفيقا
لكم بتنا سويآ وارتحلنا
قصدنا مكة البيت العتيق
رفعناها اكفا ضارعات
أيا رباه ظلك والرحيق
فيا الله من خل عجيب
تقلب حاله يبكي الصديق
أما قد ان ياصاح رجوعا؟
فقد اكثرت للدنيا الصفيق
دع الدنيا وما حملت وأقبل
إلى الرحمن غفارآ رفيقا