تتلاشى اوتتقزم مرتبة شيخ كالعريفي الذي يحرص كثيرا على الظهور تحت فلاشات الإعلام حين تتحول مواعظه لهذا النوع السطحي والخالي من أي لمسة إبداع أو موهبة . حين قام بتأليف كتاب موجه للنساء انتشر في المجتمع السعودي، وهو عبارة عن قصة تفتقر أحداثها إلى أبسط درجات الترابط، كتبت بلغة ضعيفة ورديئة مع أن الكاتب بمرتبة (شيخ) ويعد من أشهر وعاظ الفضائيات، وهو ممن يستفتون ويفتون، لكنه ركب تلك الموجة عن حسن نية بتأليفه لكتيب شاع بين الناس وبالذات النساء أطلق عليه عنوان (الملكة)، حين قرأته باحثاً عن تلك الملكة وجدت في سطور الكتيب تفاصيل مضحكة فعلاً عن صورة المسلمة الحقيقية (بنظر الشيخ طبعاً)، وهو يُحمِّل النصوص ما لا تحتمل بتحريم ما لا يُحرِّمه، وتقويل الشرع ما لم يقل.. لكن المفاجأة الكبرى هي أن (ملكة الشيخ) ما هي إلا مومساً روسية جاءت إلى الخليج مع أخريات لممارسة الرذيلة فصحا ضميرها أخيراً وعدلت عن هذا (وكأن الانحراف مسبقاً هو طريق الصلاح لاحقاً حسب منطق تلك المواعظ!)، تلك الفتاة تزوجها أحد الصالحين لإكمال تعريفها بالإسلام ثم أسلمت فمنحها الشيخ لقب (ملكة المسلمات)! أي أنها صارت ملكة بنظر الشيخ على النساء الطاهرات العفيفات واللاتي لم يلجن دور الخنا والدعارة ولا يعرفن دروبها، فهي بنظر الواعظ صارت ملكة على من بدأ تدينها منذ كانت تضع لعبتها من يدها وتفرش سجادة صلاتها بجوار والدتها! إحدى شقيقاتي علقت على هذا ان كل مسلمة شريفة بقولها: (وماذا عنا نحن في نظر الشيخ هل نحن أميرات أم سيضعنا في مرتبة الخدم لدى ملكته)!!.
والحقيقة لا أدري هل هذا استغفال للناس أم هي سذاجة لدى الكاتب؟! فبعض السلوكيات الممارسة في الوعظ لدى بعض الوعاظ يجعل منها هدفاً للسخرية والاستهزاء مما يجعل أثرها عكسياً على السامعين أو القراء، فبعض المحسوبين على الوعظ شوّهوا صورته بمنهجهم وخطابهم المعتمد على الخيال فهو لا يتردد بأن يروي لك قصة الشاب الذي تحول لون بشرته من أبيض فاتح إلى أسود كالح بعد موته لأنه لا يصلي الفجر جماعة أو تلك الفتاة التي طار كفنها وانكشفت عورتها لأنها كانت في حياتها ترتدي عباءة مخصرة. ولكي تعود للوعظ مكانته المهيبة الرفيعة يجب أن يترفع هذا الفريق من الوعاظ من امتهان الوعظ بمنهجهم الخاطئ وخطابهم العفوي المرتجل الذي يرسلونه كيفما اتفق. http://www.al-jazirah.com/2008/20081013/rv2.htm