اعتبر نشطاء ومفكرون ودعاة سعوديون سماح حكومة قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، لجماعة الحوثيين "الشيعة المسلحة" بإقامة معرض في القاهرة تحت عنوان "أوقفوا العدوان على اليمن"، بأنه "خيانة مصرية للسعودية" التي تكفل السيسي ونظامه منذ اللحظة الأولى بالمليارات.
وقارنوا ما يحدث من السيسي الآن وعهد الرئيس محمد مرسي، الذي وقف بجانب الشعب السوري ضد إيران والأسد، وإلى جانب الأحواز ضد الحكومة الإيرانية، حيث نظم مؤتمرًا عالميًا لنقل معاناة الأحواز العرب في إيران.
وغرّد الداعية السعودي المعروف، الشيخ عوض القرني: "مفارقة.. أقام مرسي أول مؤتمر للأحواز المحتلة، بينما أقام السيسي أول معرض لفضح العدوان السعودي على اليمن"، مصاحبًا تغريدته بلينك للمؤتمر.
كما استشاط، الأكاديمي والإعلامي د. محمد الحضيف، غاضبًا وكتب: "أنا أحاسب حسابًا غليظًا على(شعار رابعة)، وهو لأبرياء ذبحوا وأحرقوا بهمجية، و#السيسي يدعو #الحوثيين..أعداءنا، فيقيم لهم معرضًا ويجمع لهم تبرعات" – في إشارة إلى تعرضه للتحقيق ومنعه من السفر لمدة عام كامل في عهد الملك عبد الله.
وتابع الحضيف: "الحوثي يقيم معرض (فضح العدوان السعودي على اليمن)، برعاية المنافق السيسي، والله يقول عن المنافقين (فقل لن تخرجوا معي أبدًا ولن تقاتلوا معي عدوًا)".
وقال الكاتب السعودي محمد الهويمل: "الانقلاب الحوثي يؤكد تجاوب نظام السيسي مع موقف الحوثيين وصالح".
وقال الكاتب فهد العوهلي: "ردًا على السيسي الذي يدعم الحوثي ضد الوطن.. أنا أقف مع أي دولة تدعم الإخوان".
كما كتب المغرد السعودي الشهير "أبو شلاخ الليبرالي": "حكومة الانقلاب في مصر تستضيف معرضًا مناهضًا لعاصفة الحزم، وعمرو موسى يلتقي بأحد قادة حزب عفاش، وما زال للغدر بقية".
وتساءل بسام جعارة: "ماذا يعني أن يسمح السيسي بإقامة معرض صور للحوثيين في القاهرة ضد "العدوان السعودي على اليمن" ؟! لم يهضم بعد مليارات الدولارات السعودية".
الناشط اليمني عبد اللطيف العامري، قال: "تستضيف القاهرة الحوثيين، وقيادات في حزب المخلوع، وقيادات في الحراك الانفصالي (المدعوم من إيران)، وهذا لا يمكن أن يتم دون رضا ومباركة السيسي".
فيما خشيت الخارجية المصرية هذه الغضبة وتوالي ردود الأفعال منذ يومين، فأعلنت في بيان رسمي لها أمس الجمعة عدم تغير موقفها تجاه اليمن وتضامنها مع الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي .
فيما حمل بعض النشطاء السعودية والخليج مسؤولية تجبر السيسي وأفعاله غير المسؤولة.. حيث قالت مريم المناعي: "هذا السيسي الذي يبكون منه اﻵن قد سلموه مليارات الدولارات وهم يضحكون له وهو يضحك عليهم.. طلبوا منه الانقلاب- وها هو انقلب عليهم".
وقال آخر: "المليارات التي أمطرت على السيسي الشعوب أولى بها- سبحان الله دفعوا له المليارات وأصبح كالخنجر في خاصرتهم- لكل من أمطر السيسي بالمليارات "ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ".
وغرد صاحب حساب "مراسل عسكري" قائلاً: "السعودية دعمت السيسي بمليارات الدولارات، فرد عليهم السيسي بسماحه للحوثيين بإقامة معرض صور في القاهرة بعنوان : (العدوان السعودي على اليمن)".
وقال الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز: "مصر صارت لعبة بسبب الرز السعودي.. ووالله لو لم تتدخل ملياراتنا لما بقي السيسي أكثر من شهر، بالأصح نحن شركاء في ما جرى بمصر"، متابعًا: "مصر فقيرة اقتصاديًا وكانت وما زالت على وشك الانهيار، وبعد الانقلاب تعطلت مصر اقتصاديًا، ولولا مليارات السعودية لما صمد السيسي".
وبحسب محللين، فإن تغريدات العديد من رموز الساحة السعودية الساخطة على حكومة السيسي، والداعية قيادة المملكة لمراجعة موقفها من مصر، تشير إلى إمكانية تغير السياسة السعودية من نظام السيسي الذي "عض اليد التي مدت إليه"، وفق قولهم، فيما رأى آخرون صعوبة تغير الموقف لاعتبارات سياسية مختلفة.
وكانت مصر قد استضافت معرضًا للصور الفوتوغرافية نظمته جماعة الحوثي "الشيعية المسلحة"، يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الماضي، تحت عنوان "أوقفوا العدوان علي اليمن"، وسرت موجة من الغضب في أوساط الجالية اليمنية في مصر التي قاطعت الفعالية.
وبحسب تصريحات عن القائمين على الفعالية، التي أقيمت في ساقية عبدالمنعم الصاوي (مركز ثقافي مصري شهير)، في حي الزمالك بالقاهرة، فإنها تهدف إلى ما أسموه "فضح العدوان السعودي على اليمن"، إضافة إلى كسر الحصار الإعلام المضروب على العدوان على اليمن، حسب وسائل إعلام الحوثيين.
كما تم خلال هذه الفعالية الحوثية توزيع نسخ من تقارير صادرة عن منظمات حقوقية تمولها إيران، حيث تضمنت هذه التقارير التي تم توزيعها أثناء الفعالية، توثيقًا لما سمي "جرائم العدوان السعودي على اليمن".
السعودية الكفيل الأول للسيسي
ولا توجد أرقام مدققة حول حجم المساعدات المقدمة من السعودية لنظام السيسي بعد الانقلاب؛ لكن حسب بعض الأرقام غير الرسمية، فإن مصر حصلت على مساعدات سعودية تجاوزت 25 مليار دولار، منذ الانقلاب وحتى تعهدات مؤتمر شرم الشيخ البالغة 4 مليارات دولار، وتوزعت هذه المساعدات ما بين 5 مليارات مساعدات نفطية، و3 مليارات في شكل ودائع لدى البنك المركزي المصري، والباقي منح ومساعدات نقدية وعينية أخرى.
وما يقلق قائد الانقلاب السيسي هو ما تشهده السياسة الخارجية السعودية من تغيرات في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي بدت متحفظة على مسألة استمرار دعمه للانقلاب، واتجهت لإعادة النظر والتقييم للعلاقة مع مصر، وفق معايير ورؤية جديدة لا تصب في صالح الانقلابيين، الأمر الذي دفع السيسي للبحث عن حلفاء جدد مناوئين للمملكة وبدأ التواصل معهم، مثل روسيا وإيران ، والتي ترد معلومات بالتواصل المباشر معها ومع جماعة الحوثي التي تناصب العداء للسعودية، والتي يعرف قادتها دائمًا السيسي بالحليف والصديق