روى النسائي في "السنن الكبرى" عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما انصرف المشركون عن أُحد، وبلغوا الروحاء -موضع على نحو خمسين كيلو متراً من المدينة في الطريق إلى مكة-، قالوا: لا محمداً قتلتموه، ولا الكواعب -النساء- أردفتم، وبئس ما صنعتم، ارجعوا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فندب الناس، فانتدبوا، حتى بلغوا حمراء الأسد -موضع جنوب المدينة يبعد عنها حوالي اثني عشر كيلو متراً باتجاه مكة-، فأنزل الله تعالى: {الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح} (آل عمران:172) وقد كان أبو سفيان قال للنبي صلى الله عليه وسلم: موعدك موسم بدر، حيث قتلتم أصحابنا، فأما الجبانُ فرجع، وأما الشجاعُ فأخذ أُهْبَة القتال والتجارة، فلم يجدوا بها أحداً، وتسوقوا، فأنزل الله تعالى: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}.