عندما تفتح عينيك على الدنيا وأول شيء تقابله في حياتك واول شيء يقابلك يكون الفقر فأعلم بأنك ان لم يلطف الله بك ستتحول الى وحش صغير قديكبر ويلتهم من حوله من الغزلان الجميله والظباء الفتانه وحتى الليوث الضاريه
بمااننا مهاجرون لكني كنت اجهل معناها مثلي مثل اي ابن حمول يجد بشرا يستأنس بهم ولم يكن يدور في خلدي انني من جنس اخر يوما الاعندما وصل عمري الخامسه عندما انتقل والداي مع اخوتي من المدينه الصغيره التي ولدت الى مدينه اوسع وارحب ولكنا سكنا في بيوتها القديمه التي هجرها اهلها الى البيوت الحديثه انذاك ...في تلك القرية الوديعه التي يتخللها ويحيطها النخيل على ضفاف احدى الاوديه الفسيحه استقرت رحالنا لحاقا بمن كان قد سبقنا من ابناء عمومتنا الى تلك القريه من سنين عديده ...صرت اتمتع بقريتي التي لااعرف في هذه الدنيا غيرها وصرت انا واخوتي وابناء القريه نتجول بين بيوتها الطينيه القصيره القامه المتداخله التي لايتجاوز بعضها المترين طولا وتتداخل بينها السراديب المخيفه ليلا ونهارا ...كان عبيرها جميلا خاصة عند نزول الأمطار التي كانت تهطل اغلب اوقات السنه في حينها ...يااااااااااه ماكان احلاها من ايام وانا على الامهات وهن يطحن الحب في رحى القريه يتناوبن على استخدامه وينزعن الماء من البير التي تحت بيتنا والاخرى التي في طرف القريه ...كنا سعيدين جدا وكنت اظن بأننا اصحاب القريه ...ولكن كنت اسمع بعض اقراني يقولون لحدن يروح يم ذيك الطريق بيشوفكم (خالد) ومع مرور الأيام وكثرة الكلام عن (خالد )ترسخ في مخي وفي نفسيتي الشبح والغول (خالد) ولكني لازلت في اطار القريه وكما ظهر لي حينها انه خارج القريه وفي اطرافها وانا في جنتي قريتي حيث الامان وبعيدا عن الغول (خالد)ولن اذهب خارجها الابصحبة ابي وامي ...ولكن لاينفع الحذر من القدر
في احدى الايام الربيعيه ومع بزوغ الشمس اتى خالي لزيارة امنا فطلبت امي مني ومن اخي الاكبر مني بسنتين الذهاب الى الدكان الذي يقع على الشارع العام والوحيد الذي يوجد به دكان الحاج مهدي الذي كل شي من علبة الفول الى القفل الحديدي وطلبت منا شراء علبتي فول وبازيلاء لعمل الفطور لخالنا الحبيب ...ماكان فيه اي مشكله بالعكس انبسطت كثيرا بأنني سأذهب انا واخي وحدنا خارج القريه ونسيت كل شيء قيل لي عما خارجها ...هممنا نفسينا وجسدينا بخفة ممزوجة بالسعاده تارة نهرول وتارة نجري حتى خرجنا من القرية وبدت لنا رؤوس الدكاكين الشعبيه التي تتناثر على اطراف الشارع ...وعندما قربنا منها وكانت هناك حفرة كبيره منبسطه تفصلنا عن الدكاكين هرولنا اليها وفي منتصفها سمعنا صوتا قويا لطفل يقول وقف ي(الزيدي)وقف(الزيدي) ومن هنا بدأت القصه ورحلتي مع هذه الكلمه وكيف تكونت الوحوش الصغيره وما الذي حدث لها ........ يتبع