عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "كان رجال من المسلمين يواصلون رجالاً من يهود؛ لما كان بينهم من الجوار، والحلف في الجاهلية، فأنزل الله فيهم ينهاهم عن مباطنتهم؛ تخوُّف الفتنة عليهم: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم}". قال السيوطي: وسنده جيد. ففي هذه الرواية يقول: "كان رجال من المسلمين يواصلون رجالاً من يهود"، بمعنى أنهم كانوا يقيمون معهم صلات وعلاقات.
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصافون المنافقين، ويواصلون رجالاً من اليهود؛ لما كان بينهم من القرابة، والصداقة، والحلف، والجوار، والرضاع، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ينهاهم عن مباطنتهم؛ خوف الفتنة منهم عليهم. وفي هذه الرواية قال: "كانوا يصافون المنافقين، ويواصلون رجالاً من اليهود"، ومعنى يصافون: أي: يجتمعون معهم.