عندما يتعلق الأمر بتملك الأجانب وإستفادتهم من الأوجه التجارية في البلد تجد الكثير
من الناس يطالب بطردهم والتشديد عليهم وأنهم يزاحمون المواطنين في رزقهم وأن
أموال البلد تخرج خارجه. وبالطبع وراء ذلك الأجنبي مواطن متستر يستفيد منه بمبلغ
زهيد مقابل ما حصل عليه هذا الأجنبي من دخل كبير.
في الأسهم تجد الترحيب والسعادة الغامرة بقدوم الأجنبي من الناس رغم أن ذلك يعني
تملكه قطعة من إقتصاد البلد وشركاته الكبرى. ومع هذا تجد من كان يطالب بطردهم
هناك يتشقق وجهه من السعادة هنا رغم أن الأمر واحد فما هو سر هذا التناقض؟
بالطبع السر أن الإنسان الذي يرحب بهم في الأسهم يشعر بنفس شعور المواطن
المتستر عليهم بالتجارة وهو الأنانية، فهمه الأول والأخير أن يربح ولا يعنيه إقتصاد
البلد أو تأثير ذلك على باقي المواطنين. فطالما ملكت أسهم في شركة وعرض علي
هذا الأجنبي أضعاف مالدي ودبلت بسبب ذلك فأهلاً وسهلاً به وسأبيعه قطعة من
إقتصاد بلدي مقابل أن أصبح غنياً ولا يهمني شيء آخر. فخروج أرباح هذه الشركات
إلى خارج البلد أو سيطرة الأجنبي على توجهاتها لا تهمني بعد الآن.
ولكن لا يسأل نفسه هذا المواطن كيف سيعود مرة أخرى ليستثمر في السوق إن حدث
ذلك؟ أم أن ربح واحد يكفيه كما يقتنع المواطن المتستر بدخل زهيد مقارنة بما يجنيه
من يتستر عليهم.
بالطبع ليس كل الناس بهذا التفكير ولكن هناك عدد لا بأس به يحمل هذا التناقض في
فكره فهو يسبهم في جهة ويرحب بهم في جهة أخرى والأمر واحد لأن ما يحركه ليس
مبدأ وإنما ما يحركه هو مدى إستفادته الشخصية من ذلك، فإن كان ضحية طالب
بطردهم وإن كان مستفيداً سئل عن سبب تأخرهم؟