الحمد لله ما حمده الذاكرون الأبرار، والصلاة والسلام على النبي المختار، وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيء))1 قال العلامة المناوي: "((من فطَّر صائماً)) بعشائه، وكذا بنحو تمر، فإن لم يتيسر فماء ((كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء))...، ثم يتابع فيقول: فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو أو مثل أجر الفقير الذي فطره، ففيه دلالة على تفضيل غني شاكر على فقير صابر2، وقال شيخ الإسلام: والمراد بتفطيره أن يشبعه
وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات . وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم ، منهم عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وداود الطائي ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ، ويجلس يخدمهم ، منهم الحسن وابن المبارك