وأضاف: تمت متابعة هذه الشحنة الأضخم في تاريخ منطقة الخليج العربي، منذ أول معلومة وردت من المصادر السرية، وعلى مدى أسابيع طويلة تمت متابعة الشحنة منذ خروجها من بلد المنشأ، حيث مرت السفينة التي تحمل هذه الشحنة بموانئ العديد من الدول في البحر المتوسط والأحمر والخليج، وعندما تم التأكد من أن البحرين مستهدفة كنقطة دخول فقط، لتعبر عن طريق الجسر إلى السعودية، تم التنسيق مع الأشقاء هناك، وتم التخطيط بكل دقة، حتى يتم السماح للشحنة بالدخول بأمان وسط مراقبة تامة ولكن بصورة غير واضحة، وسمح لها بالمرور في الشاحنات التي كانت تحملها، حتى يتم القبض على الأشخاص الذين سيتسلمون الشحنة هناك، وبفضل الله أولاً ثم التخطيط الجيد والتعاون المستمر على مدار الساعة تم ضبط الشحنة والمتهمين وحققت العملية أهدافها بنجاح.
وفي العام المنصرم، أيضًا حققت إدارة مكافحة المخدرات بالبحرين نجاحات مشهودة في مجال ضبط عدد من قضايا محاولات إدخال هيروين إلى البحرين، وأغلب هذه الكميات كانت تستهدف الدول الشقيقة المجاورة، يقول العقيد المري: منذ سنوات أصبحت لدينا مصادر معلومات نشطة في مناطق الإنتاج والتهريب، حيث تأتي غالبًا كبسولات الهيروين من هناك، في أحشاء عدد من الأفراد.
في هذا العام، ونظرًا لدقة المعلومات الواردة إلى الإدارة والتي كانت تحدد رقم الرحلة وساعة الوصول ومواصفات المهرب، تم التخطيط للإيقاع بالرؤوس المدبرة لهذه العمليات في البحرين؛ لأنها الأهم والأخطر، فناقل المخدرات ليس هو الهدف لأنه في الغالب شخص يتم تكليفه بهذه المهمة مقابل أجر، ولا تكون لديه معلومات عن الشخص الذي سيسلمه الشحنة، فهو يتلقى المعلومات خطوة بخطوة، وهذا يعني السماح لعدد من المهربين بالدخول، تحت مراقبة لصيقة على مدى ٢٤ ساعة، ولأي فترة يستغرقها حتى يتم التسليم.
ويؤكد مدير إدارة المخدرات أن الإجراءات كانت مدروسة بعناية شديدة، حتى إن بعضهم ركب من المطار للجهة المراد وصوله إليها في تاكسي يقوده فرد من الإدارة، وكانت هناك عيون تراقبهم في محيط إقامتهم من داخل شقة مجاورة أو أقرب "برادة" يتعاملون معها، وبفضل هذه المتابعة الدقيقة تم القبض على عدد من الرؤوس المدبرة، متلبسين بكميات كبيرة من الهيروين الذي جاء إليهم في كبسولات ابتلعها المهربون الصغار خلال رحلتهم عن طريق الجو.