قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية، في تقرير لـ"كون كوغلن": إن السعودية مستعدة لأن تصبح دولة نووية، مشيرة إلى حديث سفير المملكة لدى بريطانيا للصحيفة عن أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، إذا فشلت المحادثات في كبح الطموحات الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن السعودية منذ 85 عامًا عرفت بأنها تحاول دائمًا تجنب المواجهة مع جيرانها، لكن هذا الوضع تغير هذا العام، عندما شنت المملكة عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، حيث دخلت الطائرات والقوات السعودية الآن، في صراع مرير مع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وأكدت المملكة بذلك على أنها واحدة من القوى العسكرية المهيمنة في المنطقة. وذكرت الصحيفة أن الحملة العسكرية ضد الحوثيين يشارك فيها 150 ألف عسكري سعودي، وهو ما يقرب من ضعف الجيش البريطاني، فضلًا عن تنفيذ الطائرات الحربية السعودية وكثير منها من صنع شركات بريطانيا، آلاف الطلعات الجوية. وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة أثارت المخاوف من أن يدخل الشرق الأوسط في سباق تسلح نووي، بعد تحذير السفير السعودي لدى لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود، من أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، إذا فشلت إيران في حل المسألة المتعلقة ببرنامجها النووي مع القوى العظمى. ونقلت الصحيفة عن السفير السعودي أن المملكة اعتمدت منذ عهد الملك فهد سياسة عدم تطوير أسلحة نووية، لكن إيران أصبح من المعروف أنها تنتهج سياسة يمكن أن تتحول إلى برنامج لتصنيع أسلحة الدمار الشامل، وهذا النهج الإيراني غير النظرة المستقبلية للمنطقة بشكل كامل. وتحدث السفير السعودي للصحيفة عن أن المملكة تأمل في الحصول على تطمينات تضمن بأن إيران لن تسعى لإنتاج أسلحة نووية، لكن إذا لم تأت هذه الضمانات فإن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة للسعودية. وأضاف السفير السعودي أن البرنامج النووي الإيراني يمثل تهديدًا للمنطقة كلها، ويمثل مصدرًا رئيسيًا ومحرضًا على التسلح النووي في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل. وذكرت الصحيفة أن وكالات الاستخبارات الغربية تعتقد أن السعودية دفعت 60 % من تكلفة البرنامج النووي الباكستاني، في مقابل القدرة على شراء رؤوس نووية لنفسها في وقت قصير. وحذرت الصحيفة من أن فشل إيران في تقديم الضمانات الضرورية نهاية الشهر الجاري، قد يدفع الرياض لتنشيط اتفاقها مع باكستان، مما يمكن ذلك السعودية من أن تصبح أول دولة عربية نووية، وإذا حدث ذلك فإن كثيرًا من القوى الإقليمية في المنطقة مثل مصر وتركيا، ستحاول أن تفعل كما فعلت المملكة، وهو ما سيؤدي إلى سباق تسلح نووي في أكثر منطقة غير مستقرة في العالم. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات السفير السعودي يجب أن ينظر إليها باعتبارها تحذيرًا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، قبل أن يلتقي بزعماء الدول الـ7 الكبرى في ألمانيا خلال الأسبوع الجاري، وإطلاعهم على المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني.