وصف الكاتب والسينمائي والناشط السياسي والمدني المنشق محمد نوري زاد الظروف التي يمر بها المرشد الإيراني نتيجة للتوافق النووي مع دول 1+5 بـ "المرة" و"العصيبة".
نوري زاد الذي كان مقرباً من خامنئي يوماً ما، كتب على صفحته في فيسبوك متسائلاً: "هذه الأيام هي أيام مرة بالنسبة للسيد خامنئي، فهو لا يستطيع التقدم ولا التراجع (في مأزق) فإذا خضع للغربيين ما هو رده للجماهير المسيسة التي لا تنطلي عليها المراوغة؟".
ومؤخراً، أفادت تقارير أن الأميركيين تراجعوا مؤخراً عن أحد بنود اتفاقية لوزان، والتي تسمح للإيرانيين بإجراء البحوث في المجال النووي كما أن هناك حديثاً حول خفض عدد أجهزة الطرد المركزي المشار إليه في الاتفاقية.
فمن هذا المنطلق يرى نوري زاد أن خامنئي لا يستطيع الاستمرار في حرب باردة، كما لا يمكنه الدخول في حرب ساخنة واضحة النتائج مع العالم، مضيفاً أن ما يمتلكه خامنئي - بغض النظر عن الأموال التي لا يعرف أحداً ولا أي جهاز حكومي حجمها- في المقام الأول هو مجرد كلام غاضب، على حد تعبيره.
ووصف نوري زاد غضب خامنئي أنه بلا رصيد، لذا نراه اليوم يقرع طبول الحرب أكبر من طاقته قائلاً: "لكن لا يمكن أن نتخيل أي نتيجة لحرب يدخلها خامنئي وقادته العسكريون يكون طرفها الآخر الأميركيين وكافة العرب وحلفائهم الإقليميين إلا تدمير إيران والإيرانيين".
وتابع أن "القادة العسكريين المسنين في الحرس الثوري رغم عربداتهم سيصابون بشلل مع أول هجوم ضدهم، وأن السيد خامنئي وجنرالاته على ثقة أن الطرف الآخر يمتلك أضعاف ما يمتلكونه من صواريخ ومدافع ودبابات وأسلحة أكثر تطوراً، كما يعلمون علم اليقين أن ذلك الطرف يتمتع بتجربة كبيرة جداً تحميه أمام أي ضربة مؤلمة قد يحاول توجيهها له هذا النظام الديني المتهالك (..) الحرب المحتملة ستحرق الثروات التي كدسها خامنئي وجنرالاته بلطائف الحيل" على حد وصفه.
وحذر نوري زاد من حرب محتملة يتورط فيها المرشد الإيراني الأعلى وقادته العسكريون من شأنها أن تجلب دماراً لإيران لا يمكن ترميمه لعقود من الزمن.
وقد خاطب المعارض الإيراني خامنئي مباشرة فدعاه إلى التخلي عن "النووي وبشار الأسد وسوريا واليمن وحزب الله ولبنان والبحرين والشيعة في السعودية والنزعة الشيعية وأن يتحلى بمرونة شجاعة تنقذ الشعب الإيراني وذلك عبر التوقف عن السير الممنهج على طريق يؤدي إلى دمار إيران".
من هو نوري زاد؟
محمد نوري زاد، كاتب سياسي ومخرج سينمائي يعيش في إيران وكان يكتب في صحيفة كيهان التي يديرها مندوب المرشد الأعلى للنظام الإيراني، المتشدد حسين شريعتمداري، وكان نوري زاد حتى عام 2009 من الموالين المتشددين في ولائهم لخامنئي، وخصماً لدوداً للحركة الإصلاحية إلا أنه تراجع عن مواقفه، وانشق عن المرشد إثر الانتخابات الرئاسية عام 2009، والتي فاز فيها الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، كما أنه اقتنع باتهامات المعارضين للنظام بتزوير الانتخابات للحؤول دون فوز المرشح الإصلاحي ميرحسين موسوي، الذي يخضع للإقامة الجبرية مع زوجته والمرشح الآخر شيخ مهدي كروبي إلى اليوم.
ووجه نوري زاد الذي يصفه الكثيرون بالمنتقد الشجاع للنظام الإيراني، ما يزيد عن 30 رسالة مفتوحة للمرشد الأعلى علي خامنئي كتبت بلغة لاذعة وجريئة عرضته للاعتقال والضرب والإيذاء المستمر من قبل السلطات الإيرانية.
* منقول