بعيداً عن ما يجري من مماحكات حزبية واصطفافات حول يمين أردوغان ويساره , إلا أنني ألاحظ وبإستغراب (( اندفاع غريب )) من بعض مُتعلمي وأنصاف متعلمي أبناء جزيرة العرب حول أردوغان التركي مع ابتعاث بعض الحسرات والتأوهات عند الحديث عن ذكريات الوجود العثماني في جزيرة العرب على طريقة " دولة الخلافة " و " العثمانيون المسلمون " .
من يقرأ تاريخ الوجود العثماني في جزيرة العرب قراءة الباحث المتفحص سيجد للعثمانيين أدواراً فُرادى أهمها دفع الغزو البرتغالي , إلا أن مُجمل تاريخ الوجود العثماني و خصوصاً (( إجتماعياً )) كان وجوداً بائساً و ظلماً جائراً على أبناء جزيرة العرب .
مدّ العثمانيون نفوذهم على جزيرة العرب للفوز بمكة والمدينة لشرعنة دولتهم , وتركوا أبناء الجزيرة العربية في ويلات الجهل والظلام والمرض .
- من يُصدق أن طوال تلك القرون الطوال لوجود العثمانيين في جزيرة العرب لم يستفتحوا مدرسة واحدة إلا من بعض مدارس تُعدّ على أصابع الكف الواحدة في مساحة تُقارب الثلاثة مليون متر مربع .
- لم يستفتحوا مستشفىً واحداً لعلاج المسلمين من أبناء الجزيرة العربية الذين أنهكهم الطاعون وذهبت بهم حمى الملايا والجدري أقواماً وبلدات وقُرى .
- لم يعهدوا لمن تركوه ورائهم يحكم أبناء الجزيرة العربية أن يحكمهم بالقرآن والسنة بل لم يهتموا لذلك وتركوا أبناء الجزيرة العربية يتحاكمون إلى القوانين البدوية والقروية وبدأ أبناء الجزيرة يقتل بعضهم بعضاً بحثاً عن الغزو والسلب وبحثاً عن الثأر , وانتشرت البدع والضلالات والفتن وماجت دماء العرب بعضهم في بعض وتفرغ الاتراك العثمانيون فقط لتحصيل الجزية والضرائب والمكوس والزكاة التي كانت تُؤخذ من فقراء جزيرة العرب بدلاً من أن تُعطى إليهم .
***
يقول سارتر : إنني أحتقر الضحايا الذين يحترمون جلاديهم.