في تلك الأيام وعند قدوم ذاك الإنسان أشْرَقت شمس أجْمَل الزمان كانت البرآءه تكْتَمل في عيون الصِّغار ويتَجمّل بالغيرةِ وحسن الخُلق طبع الكِّبَار قلوبهم بيضاء وضَحَكَاتهم صادقه لا تعرف التمثيل والمجامله يُصَاحبون الوفاء والأمانه ويُحَاربون الرَّذيلة والخيانه أبواب منازلهم مفتوحة لا تَخْلو من الكرمِ والضايفه ***** كلَّهُم حَاضرون يفرحون بلقَاء بعضهم البعض يلتَّفون حول كبار السَّن يسْتَمِعون لأجَّمَل القِصَص والروايات يأخِذون منها العبْره والموعظه فهم كطلبةٍ في مدرسه عند كبارهم يغرسون فيهم الخِصَال الحميده فقد جَعَلو من بيوتهم بيتاً واحداً وإسرةً واحده قد ألَّف الله بين ***** قلوبهم فجَعلو الجار صاحب الدار والغريبَ كالقريب تعيشَ بينهم كأنكَ أخٍ لهم يستأثرونك على أنفسهم إستمرت بهم الحياة وحلَّقت فوقَهم طيورٌ كبيره
ملأت قلوبهم رعبا وخَرَجَت في الأرض وحوشٌ غريبه
هربوا منها خوفاً من الموت إختبئوا خلف الأشجار ***** وتحت الأحجار ظَنَّو أنها القيامه ولكنَّها كانت بداية
النهاية لِزمَانهم عرَفو أنها الطائره والسياره إطمأنت
قلوبهم ورَكِبوها وزادَت أيَّامَهم سَعاده بدأت حياتهم
تَتَغيَّر وغَزَتهم الحَضَاره أصْبَحَت المَسَافات بينهم
تقْصَر وتَقل ولكن القلوب بدأت تَتَباعد والنفوس ***** تَتَضايق وتَمل كَبُرَت أجْيَالهم بدأَ عَصْرٌ جديد فيه
القَريب لا يعْرف قَريبه والأخ نَسيَ أخاه وكَبير السَّن
ليس لهو في مجْلسهم مَحَل أُغْلقت الأبواب بَقضْبانٍ
من حديد وخَان المؤتمن الأمانه وكثُرَ أَهل الرَّذيله *****