واشنطن ترحب بانتهاء عاصفة الحزم وتدعم الحل السياسي وهذة العبارة هي التي كانت تناور من أجلها منذ البداية لتثبيت حالة عدم الاستقرار بالمنطقة
أمريكا أعلنت دعمها للحرب وأرسلت أسلحة ومررت القرار بمجلس الأمن إلا أن أول تعليق لها وضح سياستها ( لا نرغب بعاصفة حزم مفتوحة في اليمن )
السفارة الأمريكية بصنعاء أشرفت على مسار سياسي أوصل اليمن لموقعة من الفوضى الخلاقة وعاصفة الحزم مثلت خطر على هذا الجهد ولذا تم الالتفاف عليها
دافع الغرب لحفظ وجود الأقليات في سنجار وكوباني هو نفسه تجاه الحوثي في صعدة فالأقليات مفتاح حيوي لاستمرار ابتزاز الغرب للمنطقة
إيقاف عاصفة الحزم يؤكد وجود ضغط دولي على السعودية واستمرار الطيران بقصف الحوثي تحت غطاء الحل السياسي يؤكد عزم الرياض على فرض إرادتها باليمن
إعادة الحوثي لطاولة الحوار ليس له قيمة لأنها نفس الطاولة التي نسج تحالفاته عليها وغاية ما هناك أن يكون كحزب الله داخل لبنان وهو الأسوأ لنا
السعودية تخلصت من الضغوط بخفض سقف عاصفة الحزم وهو مؤشر على أن الأطراف الضاغطة ستواصل لخفض سقف إعادة الأمل بمرحلة لاحقة
خفض سقف عاصفة الحزم خطوة مرنة لتجاوز الضغط الدولي إلا أن الإنتقال لصراع طويل يحتاج أدوات ذات نفس طويل وهو ما تتفوق فيه إيران عادة
تفوق إيران في الصراعات الطويلة أمام السعودية يعود لتأثير المناخ الإقليمي الجديد المتناغم مع الغرب كما شرحت سابقا :
دردشة حول تأثير المناخ الإقليمي الجديد على السعودية وإيران
خلال عامين انهارت ثلاث جيوش حول الخليج في سوريا والعراق واليمن وملأ الفراغ مكانها مليشيات تابعة لإيران وهو مؤشر لتحول خطير بموازين القوى
إيران أصبحت قوى استعمارية تستخدم شيعة العالم في حروبها التوسعية كما كانت بريطانيا العظمى تحارب بشعوب مستعمراتها بالهند وجنوب شرق آسيا
إيران تمارس الإرهاب عبر أذرعها في العراق والشام واليمن دون أن تتبناه رسميا وهذا أعفاها من الإدانة الدولية ورسخ نفوذها بنفس الوقت
السعودية قوة إقليمية تعتمد على المال السياسي ودعم النخب العلمانية لإدارة مصالحها ولذا تبنت الحريري وعلاوي وعباس وميشيل كيلو
كفة السعودية كانت راجحة على إيران لأن المال السياسي كان مؤثرا في مناخ الاستقرار فلما حلت الفوضى أصبحت الكلمة للميليشيا الموالية لإيران
تحول مناخ المنطقة من الاستقرار إلى الفوضى أضعف تأثير المال السياسي الذي تعتمد عليه السعودية وأتاح لإيران ملأ الفراغ بالميليشيا الموالية لها
الفرق بين موقف السعودية وإيران من (الإرهاب) هو ما جعل الأولى تفقد تأثيرها في المناخ الإقليمي الجديد الفوضى وجعل الثانية تضاعف مساحة تأثيرها
ملف الإرهاب الذي جر على السعودية الويلات في الداخل هو نفسه الذي ضخم هيمنة إيران في الخارج والفرق أن الأولى وظفت نفسها له والثانية وظفته لها
إيران وظفت الإرهاب الشيعي لصالحها والسعودية وظفت نفسها لمحاربة الإرهاب السني وهذه هي المعادلة التي أدت لزيادة هيمنة إيران في مناخ الفوضى
قبل ٢٠٠ عام قال كلاوزفتز أن الحرب امتداد للسياسة بأساليب أخرى ومع إطلالة عصر الميليشيا ومناخ الفوضى يمكن القول أن الإرهاب امتداد آخر للسياسة
دويلات الخليج الآن كدويلات الأندلس قديما إن توافقوا مع الإرهابيين المرابطين أوقفوا المد النصراني وإن اشتغلوا ببعضهم اكتسحتهم قشتالة
حتى لا يأتي الوقت الذي تكتشف فيه الرياض أنها أكثر من ساعد طهران في مشروعها الصفوي يجب أن تجعل الإرهاب حلا بدلا من كونه مشكلة!
ألا هل بلغت اللهم فاشهد