(واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)
أيها العقلاء: وقوفنا مع القيادة في هذا الظرف مهما اختلفنا في التفاصيل، واجب يمليه الشرع والمصلحة، وسلاح نردع به المتربصين بنا من حولنا.
على الذين يطلقون لأناملهم الحرية بالتطاول على الخصوصيات والأعراض والتشفي من قضاء الله وقدره من موت أو مرض، أن يستعدوا لوعيد الله وعقابه.
تذكير! أنصح (الشامتين حالياً) أن يتعظوا بخنوس (الشاتمين سابقا) وأن (يقولوا التي هي أحسن)، فالدنيا دوائر والأقدار مقدرة والتوازن حكمة وعقل.
عدم مجاملة الدولة في النقد تقتضي عدم مجاملة الجمهور أيضا في أمر فيه مصلحة عامة، ما يدور حولنا يوجب التماسك والحفاظ على أمن بلدنا ووحدته، هذا من أيام الوفاء لدولة أسسها الملك عبد العزيز يسانده أجدادنا الأوفياء، فعاش آباؤنا بأمن وسلام وعشنا وسيعيش أبناؤنا وأحفادنا بحول الله.
النبلاء يتصدرون برأيهم السديد المواقف الحاسمة بصدق فيقدمون فيها مصالح الأمة على الفرد وتلك معادن لا يظهر صفاؤها إلا في المواقف المتعقلة، الحديث بإيجابية عن ولاة الأمر لا يعني التقليل من كفاءة أحد ففي الأسرة كفاءات، وفي الشعب كفاءات والمشاركة الشعبية أصبحت ضرورة ومصلحة آن أوانها.
الشعب لا يشارك الاختيار، ولكن يدرك العقلاء أن التوفيق في الاختيار ينعكس إيجابيا علينا، ومن هنا نبارك وندعو، وكل أفضل خير لنا مما هو مفضول، علاقة الشعب بالأسرة علاقة تكافلية إذا قامت على العدل، ولا نشهد إلا مع من تعاملنا معهم، نحب المتواضعين الجادين ونكره المتكبرين العابثين.
أرجو من العقلاء وهم كثير أن نتحرى فوارق التوقيت، فلا يمكن فتح الملفات الإصلاحية (رغم مشروعيتها) ونحن في المقبرة ما بين معزي ومعزى به!
لا تناقض، هناك مطالب حقوقية وإصلاحية وموقوفين. لم تعد خافية على جميع الأطراف، وهي مطالب مشروعة لا تتقادم ولا تتغير، ولكن لكل مقام مقال، مصداقية الطرح والنقد المباشر لا ينطوي أبدا على نية سيئة، فالحفاظ على دولتنا بجميع مكوناتها واجب شرعي لا يتعارض أبدا مع المطالبة بالأفضل، المصلح الحقيقي هو الذي يتحرى المشروعة في قوله وعمله فلا تحركه المصالح الشخصية ولا التشفي ولا استهداف ثوابت الدولة وهويتها وأركان بقائها.
مهما اختلفنا بيننا أو مع قيادتنا في الماضي والحاضر والمستقبل فلن نسلم بلادنا لأي طامع ولن نسمح لأي متربص أن يتسلل من أية ثغرة تضرنا جميعا.
انتبهوا أيها (المطبلون) إذا قلتم فاعدلوا، أنتم أمام ثلاثة رجال يعرفون الرجال: حكيم الأسرة الحاكمة والشعب، ورئيس استخبارات سابق، ووزير داخلية!
وفائي للملك سلمان وللأمير محمد، أمر لا ينطوي على رغبة ولا رهبة، ولا طمع بشيء مما يردده البعض سامحهم الله، كما أنه لا ينفي وجود الخلاف والاختلاف، ألا يتفق العقلاء بأن الملك سلمان كان جادا في حياته منذ شبابه ويعتمد عليه الكبار في الملمات؟ ألم يكن ملكا غير متوج في عهد الملك فهد رحمه الله، من ينكر أن الملك سلمان من أحرص أبناء الملك عبد العزيز على الدوام من الساعة السابعة صباحا، وأنه يتصل بالمواطن هاتفيا ويتصل به المواطن هاتفيا؟ من ينكر أن الملك سلمان كان من أكثر الأمراء تواصلا مع المواطنين على مدى نصف قرن وسيجدون صعوبة بوصفه(بالملك)لشهرته (بالأمير) في أذهانهم، من ينكر سمو أخلاق وزير الداخلية وأنه يعمل أكثر من 16ساعةعلى خطى الملك سلمان، باستثناء تعثر ملف الموقوفين عنده والذي لا أحمل ذمتي منه شيئا، هذا العدل معهم لا يعني تزكيتهم على الله، ولا التنازل عن مطالب الإصلاح ولا استبعاد أن أكون سجيناً عندهم كما كنت وغيري عندهم وعند غيرهم من قبل.
تحية لكل مخلص لدينه ووطنه من أعلى الهرم إلى أدناه، تحية لكل من لا يجامل قول الحق والصدع به في وقته رغبة فيما عند الله، لا رهبة من الناس، تحية خاصة لكل ملك أو أمير أو وزير أو عالم أو مواطن، يشارك في توجيه بلادنا شطر المسجد الحرام قولا وعملا، بنظامها وهويتها واستقلالها وسيادتها، تحية خاصة لكل رجل أمن أيا كان قطاعه وهو يحرس الجبهتين الداخلية والخارجية، مخاطرا بحياته دون حياتنا، فيمنع العدوان علينا ولا يتجاوز علينا، تحية خاصة لكل موظف ومواطن ومواطنة يجعلون مصلحة الدين ثم الوطن فوق اعتباراتهم الشخصية، فيؤدون الواجبات والحقوق ويحفظون الأمانة في السر والعلن.
هذا وقت الاجتماع على الحق والمتربصون يحلمون وربنا خيب آمالهم، وكما أني لم أجامل الدولة فيما اعتقد أنه الحق، فلن أجامل اليوم فيما هو أحق، وعليه، فإني أبايع القيادة ممثلة بالملك وولي العهد والنائب الثاني، على الكتاب والسنة، بالمعروف والعدل، وأداء الحقوق ورفع المظالم والشورى، اللهم افتح بالقيادة الجديدة كل باب خير لأمة محمد في الداخل والخارج، وأغلق بها كل شر فتح على أمة محمد صلى الله عليه وسلم في الداخل والخارج، اللهم حقق على يد القيادة الجديدة كل مطلب شعبي عادل، وفك بها أسر كل أسير وجب فك أسره، وأغني بها كل فقير، ووظف بها كل عاطل، وأمن بها كل خائف.
(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)
محسن العواجي