كد لـ"الاقتصادية" مختصون نفطيون أن المتعاملين في السوق لا يزالون يختبرون الوصول إلى قاع سعري للخام لا يمكن تجاوزه مع تباين تكاليف الإنتاج بين دولة نفطية وأخرى.وقالوا إن الأسعار بدأت تميل إلى التذبذب في نطاق ضيق، ولم يستبعدوا فرضية أن يواصل سعر برميل النفط الخام تراجعه هذا العام ليصل إلى قاع سعري بين 37 و42 دولارا ثم يعود بعدها إلى الارتفاع ليستعيد الأسعار الطبيعية له قرب 100 دولار.
وقالوا إن الولايات المتحدة تضغط في اتجاه توفير مصادر الطاقة البديلة وتقليل الطلب على النفط الخام التقليدي، لكن الأخير خاصة من الشرق الأوسط سيحتفظ بعديد من مزاياه النسبية ومنها ارتفاع الجودة ورخص تكلفة الاستخراج وغيرها. أمام ذلك أوضح عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في تقرير اطلعت "الاقتصادية" على نسخة منه، أنه لا يستطيع أحد أن يقدم تنبؤات دقيقة بشأن المستقبل، وظروف السوق تتغير بشكل مطرد ومن المهم أن يتفاعل المنتجون والمستهلكون مع المتغيرات بشكل جيد وأن تتطور أساليب التعامل مع الظروف المتغيرة في السنوات المقبلة.
ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستستمر في دورها المهم في المساعدة في تلبية الطلب على النفط والطاقة في العالم في المستقبل. وقال إن موقع منطقة الشرق الأوسط الجغرافي أعطى لها أهمية استراتيجية هائلة، حيث تتسم بمواردها الوفيرة الطبيعية وسيظل دور المنطقة مركزيا في الحفاظ على إمدادات الطاقة إلى جميع أنحاء العالم.
وذكر أمين منظمة "أوبك" أن الشرق الأوسط يتمتع أيضا بالقرب الجغرافي من الدول الآسيوية الكبرى المستهلكة للنفط وعلى رأسها الصين واليابان وليس هناك شك في أن المنطقة لديها الموارد لمواصلة لعب دور رئيسي في توفير إمدادات الطاقة وضمان أمن الطاقة. وأكد أن المنطقة لديها احتياطيات مؤكدة من النفط الخام تقدر بنحو 865 مليار برميل و86 تريليون متر مكعب من احتياطيات الغاز المؤكدة، وهذا يمثل نحو 58 في المائة و43 في المائة من المجموع العالمي على التوالي ومعظم هذه الدول أعضاء في منظمة "أوبك". وأضاف البدري في تقريره، أنه استشرافا للمستقبل تتوقع "أوبك" أن صادرات النفط الخام والمنتجات النفطية من منطقة الشرق الأوسط ستزيد من 22 مليون برميل يوميا إلى ما يقرب من 28 مليون برميل يوميا بين عامي 2012 و2035. http://www.aleqt.com/2015/01/06/article_920511.html