"ريشي نارنج" هو أحد رواد الثورة التكنولوجية في ول ستريت, وهو يجهل سبب كراهية المستثمرين للثورة التكنولوجية. "نتواجد اليوم عند نقطة تحول تارخية عندما نتحدث عن الاسواق المالية, الانتقال الى التداول من خلال التكنولوجيا يوازي بداية تصنيع السيارات عبر الالات, او حتى بداية الطياران بدون طيار. فنحن نشعر بالامان مع الطيار الاوتماتيكي, ولا نبدي الخوف, أذا لماذا ستكون هناك مشاكل عند التداول مع أجهزة الكمبيوتر في البورصة والاسواق المالية".
تعتمد التكنولوجيا التي يعمل بها نارنج على أجهزة كمبيوتر قوية والتي تقوم بعمليات التداول في البورصات بسرعة كبيرة جدا, (1 على 350) من الوقت الذي يحتاجة الانسان للرمش, حتى ان المستثمر العادي لا يشعر بها. التداول بتردد عالى, هذا هو الاسم (High Frequency Trading), وبأختصار HTF, هذة الاليات والتي تعتبر صناديق سوداء غامضة , سيطرت على التداول العصري, 99% من صفقات التداول في الأسواق الامريكية تنفذ عن طريق شركات HTF, هي تشكل 50% من حجم التداول العام ..
التداول بتردد عالي :
يصرح نارنج هو ببساطة مرحلة أخرى في تطور الاسواق المالية, هذا التطور الذي حول التداول الى تداول ألكتروني, يساعد المستثمر الصغير , أسواق التداول تغيرت منذ كان بالامكان فحص اسعار العملات السلع والاسهم في الصحيفة, أغلبية التداول في الاسواق المالية لا ينفذ عن طريق الاشخاص وأنما عبر أجهزة كمبيوتر هائلة, الصور التي نراها عبر التلفاز لساحات التداول في البورصات هي زخرفة , حتى أن تداول في البورصة الامركية في نيويورك (NYSE) بأغلبيتة لا ينفذ في ول ستريت, وأنما في مزرعة أجهزة كمبيوتر تتواجد في مهاوي (Mahwah) نيوجرزي والتي تحاط بجدار متين وحراس مسلحين وأجهزة تصوير للحراسة, وهي ليست الوحيدة, فقد وافقت السلطات في الولايات المتحدة على افتتاح أكثر من 10 بورصات شمال نيوجرزي, ولهذا فأن حجم تداول بورصة الاسهم والاوراق المالية في نيويورك يشكل فقط 20% من حجم التداول العام, بالاضافة الى ذلك مؤسسات مالية كبنوك الاستثمار تشغل بورصات خاصة يستطيع من خلالها المستثميرين القيام بصفقات هائلة, هذة البورصات تسمى "خزانات الظلام" 40% من تداول الاسهم في الولايات المتحدة ينفذ عن طريق هذة البورصات , هذة الظاهرة لا تقتصر على الولايات المتحدة ,فقد أمتد الى اوروبا وبالتخديد ألى بريطانيا, بجانب لندن, وتحديدا غربها في مدينة "سلو" وفي شرقها "زيلدون" اقيمت بورصات من هذا النوع. هذا هو الواقع الذي تندمج بة شركات ال HTF ,الميزة الاكثر أهمية لشركات التداول بتردد عالي هو اجهزة الكمبيوتر القوية جدا, عالية الاداء, وبنية تحتية تكنولجية فائقة, وهذا يعني, بنية أتصالات والتي تضمن فجوة زمنية صغيرة جدا بين أعطاء الامر للدخول للصفقات والدخول فعليا الى الصفقة. شركات التداول بتردد عالي تلعب دورا حيويا في الاسواق المالية: فهذة الشركات توفر السيولة من خلال الصفقات العديدة التي تقوم بها, ويستحقون كسب الارباح على ذلك.
هل من الممكن ان سبب التخوف من أجهزة الكمبيوتر يعود الى التخوف من فقدان السيطرة وتدمير الاسواق؟
هذة النظرية ممكن أن تكون صحيحة عند المستثمرين الاكبر سنا, فهناك بعض التخوف من التكنولوجيا, ولكن ما يجهلة أغلبية المستثمرين بأن المتداولين البشريين يقومون بأرتكاب أغلاط تداول اكثر بعشرة مرات من التجارة الالية ..
ألا علينا القلق من أننا لا نعرف ماذا يجري في هذة الصناديق السوداء؟
ليس هناك أي سبب للمستثمرين بأن يعرفوا ماذا يجري هناك, فمن علية ان يدري ويراقب ما يحصل هناك هو الشخص الذي صنع وبرمج هذة الاكسبرتات, الى جانب ذلك يمكن القول بأن هذة الاكسبرتات هي الشيء الوحيد والذي هو ليس صندوق أسود. فيمكن فحص الاكسبرت بشكل دائم وفي أي وقت. أما عندما نتكلم عن التداول الشخصي , فهناك الكثير من العوامل النفسية التي قد تؤثر على تداولة, فالاكسبرتات لا تتصرف "كبرني مايدوف", أجهزة الكمبيوتر هي أدوات , ممكن أستخدامها بشكل أيجابي.