(رسالة من الملك)
لوكنتي جالسافي بيتكي ذات يوم.ثم جاءمن يطرق عليكي باب المنزل. وعندمافتحتي الباب للطارق،فإذاهو
مبعوث من الملك ثم مديده إليك بظرف مختوم،وقال:هذه رسالة خاصة
لكي من الملك،فماذاسيكون شعورك
في تلك اللحظة؟لاشك أن شعورك لا
يوصف.فالملك أعلى سلطة في الدولة
والذي عنده من المشاغل مالايحصى
يرسل لكي رسالة!إنك ستعتبرذلك تشريفاكبيرالكي وتكريمالن تنساه.
ثم إذاانصرف رسول الملك وبقيتي
وحدكي أنت والظرف الذي يحتوي
الرسالة فماذاستفعلين بالطبع سوف تقومين بفتحه بكل عناية وتؤدة ثم
ستبدأقراءةالرسالة حرفا حرفابتركيز
كبيرحبى تتأكدمن فهم كل كلمة وكل صغيرة وكبيرة في الرسالة.إنها
رسالة المك وتستحق كل ذلك الاهتمام منكي أليس كذلك؟ذالك حسن.ولكن في الحقيقة أن ماسبق ذكره ليس حلماأوخيالابل هوأمرقد
وقع وحصل ماهوقريب منه،وأنت قد
استلمت الرسالة فعلا!كيف؟ومتى حصل ذلك؟سأقوم بتذكيرك الان.
إن الملك الذي أرسل لك الرسالة،ليس
ملكاعاديامن ملوك الدنيا،بل هوملك
الملوك ومالك الملك،الذي انتهى إليه الملك كله،والحكم كله وإليه يرجع الأ
مركله.إنه رب العالمين خالق الأولين
والآخرين ملك يوم الدين.جاءفي الحديث أنه في يوم القيامة(يقبض الله الأرض ويطوي السماء بيمينه ثم
يقول:أناالملك أين ملوك الأرض؟)
أمامبعوث الملك الذي أوصل إليك الرسالة،فهوأكرم مبعوث وأشرف رسول أطيب نسمة برأهاالله.ذلكم هومحمدبن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛الذي تحمل في سبيل إيصال الرسالةإليك أصنافامن العذاب والشدة
وألوانامن التكذيب والفتنة على مدى
سنين متواصلة.وأبى صلى الله عليه وسلم إلاأن يوصل رسالة الملك حين جاءه الأمر.(ياأيهاالرسول بلغ ماأنزل
إليك من ربك وإن لم تفعل فمابلغت رسالته)فقام عليه الصلاةوالسلام وأعلنهاعلى رؤوس الأشهاد.ولذلك فقدحث الله كل من وصلته رسالته أن
يبادربالإيمان والعمل بهاولناالآن أن نتصورعظم شأن تلك الرسالة.فإذاكان المرسل هوالله سبحانه والرسول هومحمدعليه الصلاةوالسلام
فمابالك بالرسالة؟وأي رسالة يمكن أتكون أعظم وأشرف وأكرم من تلك الرسالة؟إن تلك الزسالة هي كتاب الله المنزل (القرآن العظيم)
(وإنه لكتاب عزيزلايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد)أي أنه يدل ويرشدإلى أوضح وأصوب طريق موصلة إلى الله
عزوجل.والقصودالأول من إرسال هذه الرسالة هوتطهيرالنفوس من أدران الكفروالمعصية وحشوهابنور
الإيمان والتوحيدوالطاعة.ورغب الله
عباده في الإكثارمن قراءة كتابه وإدامة النظرفيه ثم هوسبحانه بعدذلك سيزيدهم من فضله زيادات من الخيروالفضل والإنعام ممالم يخطرلهم على بال!ومن تلك الزيادات
العظيمة التي لايمكن أن يتصورها
عقل بشرماخص الله به حامل القرآن
الذي كان يتلوه في الدنياابتغاءوجه
الله تعالى لارياءولاسمعة وكان يعمل
به فإنه يقال له(اقرأورتل كماكنت ترتل في الدنيافإن منزلك عندآخر
آيه تقرؤها!)فيالكرامة من وفقه الله
لحفظ كتابه والعمل به.أسأالله أن نكون منهم/فبينماالناس يعانون أهوال يوم القيامة الرهيبة المفزعة
ويرون الناريسحبهانحوهم عشرات الأ
لوف من الملائكة.ثم هي تتغيظ أمامهم وتبتلع من يلقى فيهاابتلاعا
وتستعربهم عندذاك تطيش العقول
وتنهارالأعصاب وتشخص الأبصاروتتفتت القلوب.ولكن في أثناءكل ذلك الرعب.يقف حامل القرآن آمنامطمئنابين يدي ربه يرتل بخشوع وسكينة كماكان يفعل في الدنياويسمع منه الله وتسمع منه الملائكة الكرام.ومع كل آية يقرؤهافهويرتقي منزلة في الجنة!الجنة التي مابين كل درجة منها
والتي تليهاكمابين السماءوالأرض
فأي فضل وأي كرامة بعدذلك؟
ولكن ذلك الأجرالعظيم مرصودلمن قرأالقرآن بتدبروفهم ثم عمل بمافيه.واستبطأالله قلوب المؤمنين
عندماضعف خشوعهاللقرآن(ألم يأن للذين آمنواأن تخشع قلوبهم لذكرالله
ومانزل من الحق)وامتدح الله المتمسكين بالقرآن والعمل به(الذين
يمسكون بالكتاب وأقامواالصلاة إنالا
نضيع أجرالمصلحين)كماقال ابن مسعود:اشتمل القرآن على كل علم نافع من خبرماسبق،وعلم ماسيأتي،
وحكم كل حلال وحرام،وماالناس إليه
محتاجون في أمردنياهم ودينهم،
ومعاشهم ومعادهم فهوحبل الله المتين ،اشفاءالنافع،عصمة لمن تمسك به،ونجاة لمن تبعه.فيامن تقرأهذه الكلمات.كيف تمرعليك الأيام _وربماالشهور_وأنت لم تمتع
عينيك بالنظرفي هذاالكتاب الكريم
الذي هورسالة ملك الملوك إليك؟
أيتهاالحبيبة،مادام في العمربقية،
فافتح الرسالة الآن وانظري فيها،
قومي الآن واقرأي الرسالة قبل ألاتستطيع أن تنظري أوتعملي قبل أن يأتي يوم يقول فيه البعيدون هدي القرآن(هل لنامن شفعاءفيشفعوالناأونردفنعمل غيرالذي كنانعمل)الآقومي واعكفي على هذه الرسالة العظيمة عسى أن نكون مع ضيوف الله من المتقين(في جنات ونهرفي مقعدصدق عند
مليك مقتدر)
@يقول الشاعر@
تعلم فليس المرءيولدعالما
وليس أخوعلم كمن هوجاهل.