عندما ندرس الرسم البياني الأسبوعي لسعر النفط الخام، نجد بأن الموجة التصحيحية الصاعدة التي بدأها السعر لكامل الانخفاض الذي تم قياسه من القمة التاريخية 147.85 إلى القاع 35.13 قد توقف قبل أن يصل السعر مستويات تصحيح فيبوناتشي 76.4%، وبعد تداولات انحصرت بين طرفي النطاق الجانبي الذي يظهر بالرسم البياني أعلاه لمدة قاربت الأربع سنوات، انخفض السعر بشكل حاد ليخرج من هذا النطاق، ويظهر إشارات سلبية قوية تستهدف تحقيق مزيد من الانخفاض على المدى المتوسط والطويل، حيث تبدو الطريق مفتوحة لزيارة القاع المذكور عند 35.13.
إذاً، من الناحية الفنية، هناك مجموعة من العوامل السلبية التي تسببت بالانخفاض، تبدأ بكسر دعم القناة التصحيحية الصاعدة طويلة الأمد، ومن ثم صمود مستويات التصحيح الصاعد الرئيسية أمام محاولات السعر الإيجابية، والانخفاض الذي حقق كسراً لمستويات التصحيح التي تحول إلى قواعد دعم بعد اختراقها أثناء رحلة التصحيح الصاعد، بدءاً من مستوى 50% ثم 38.2% وآخرها 23.6% فيبوناتشي التي تظهر بالصورة.
المتوسط المتحرك 50 بدوره يضغط على السعر بشكل سلبي معززاً التوقعات بمزيد من الانخفاض،
والتي بدأت مع بداية العام 2014 وانتهت عند منتصف ذلك العام، ليبدأ السعر رحلة الانخفاض الحادة، وبكسر مستوى قاع تلك الموجة الصاعدة عند 91.23، تواصلت الموجات الهابطة التي حققت كسراً متتالياً لمستويات امتداد فيبوناتشي الموضحة بالرسم البياني، بدءاً بمستوى 161.8% عند 81.21، ثم 261.8% عند 65.00، مع ملاحظة أن إغلاق الشمعة الشهرية والسنوية تحقق دون المستوى الأخير، مما يقدم إشارات على أن الطريق مفتوحة لاستهداف مستوى الامتداد التالي الذي يتمثل بـ 423.6% فيبوناتشي عند 38.74.
إذاً، وكخلاصة للنظرة الفنية، فإن الهدف الرئيسي التالي يذهب بعيداً نحو 38.74، وذلك بحسب التوقعات الفنية بعيدة الأمد، مع الإشارة إلى أن اختراق مستوى 65.00 والثبات فوقه قد يقدم حوافز إيجابية تدعم فرص تحقيق تعافي على المدى القصير والمتوسط، ومحاولات إيقاف نزيف الخسائر الذي يتكبده سعر النفط في الفترة الأخيرة.