ساعات طويلة من العزلة والاكتئاب وفقدان الثقة نتيجة حياة أخرى يعيشها أكثر السعوديين داخل حياتهم وعبر أجهزتهم الخاصة. هذا هو تشخيص ووصف معالجين نفسيين اجتمعوا على هامش مؤتمر أقيم في جدة لعلاج الاضطراب النفسي الناتج عن الإدمان، وإن كان الإدمان المقصود في المؤتمر يتعلق بالمخدرات، إلا أن تشبث الكثير بأجهزتهم طوال اليوم بحسب المعالجين يصنف كإدمان أبيض.
وقال سليمان الزايدي، نائب المشرف العام في مستشفى الأمل في جدة : “لقد صار أمراً ملاحظاً أن تشاهد أشخاصاً مصابين بالاكتئاب وفقدان الثقة نتيجة الإفراط في استخدام برامج التواصل الاجتماعي”، مضيفاً أن هذا الإفراط أو الإدمان في دخول هذه البرامج لساعات طويلة أدى إلى تحول الحياة الحقيقية إلى حياة افتراضية يحضر فيها الأشخاص المتعلقون في هذه البرامج بأجسادهم فقط داخل المنزل أو في الاجتماعات”.
وأضاف الزايدي : “أهم الأمراض الناتجة عن استخدام هذه البرامج تتمثل في الاكتئاب والعزلة وفقدان الثقة، كل هذه الأمراض يمكن أن تؤدي إلى مشاكل اجتماعية أصبحت اليوم موجودة بسبب فقدان التواصل نتيجة إدمان أفراد من الأسرة على استخدام هذه البرامج”.
ويتفوق السعوديون الذين يبلغ تعدادهم نحو عشرين مليون نسمة على الأميركيين الذين يتجاوز عدهم 313 مليون نسمة في استخدام موقع “يوتيوب” للمشاهدة وتحميل المقاطع، إذ يقوم بذلك أميركي واحد مقابل ثلاثة سعوديين، وبحسب دراسة سابقة لموقع Business insider فإن السعوديين أكثر شعوب العالم استخداماً ل، متفوقين على دول تفوقهم بأعداد ضخمة من السكان.
وكانت دراسة أميركية صادرة العام الماضي وأجريت في كلية بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو، خلصت إلى أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي مثل وفيسبوك ويوتيوب، يعد أقوى من إدمان الكحول والمخدرات والتدخين، بحسب ما ورد في الدراسة.
ويرجع سعوديون إدمانهم الدخول لهذه المواقع التي يتصدرها ويوتيوب وإنستاغرام وكيك إلى غياب وسائل الترفيه والتكيف مع نمط جديد من الحياة يعتمد في كثير من تفاصيله على استخدام الهاتف والبرامج في التواصل مع الأصدقاء ومتابعة التطورات في العالم، وتحليل المباريات وتناقل المقاطع والتسوق، وكشف أدق تفاصيل حياته اليومية لمن يريد من الناس الاطلاع عليها.