في علم الأدلة إذا أردت أن تعرف الجاني فانظر من المستفيد
يقول أصحاب عقدة المؤامرة التي غرستها الأنظمة القمعية الثورية لتبرير فشلها و التي تقوم على تأليه أمريكا بأن الإرهاب من صنع أمريكا و الغرب و السعودية وهم الذين يدعمونه .
و سؤالي كيف تصنعهم و تدعمهم أمريكا و الغرب و السعودية وهم العدو و الهدف الأول للإرهابيين ؟؟؟
و كيف يصنعونهم و هم الذين يدفعون ثمن تخريبهم لبلاد المسلمين فهم الذين يقدمون المساعدات الانسانية للشعوب التي تقع ضحيتهم و هم الذين يقومون بإعادة الإعمار للبلاد التي يدمرونها ؟؟؟!!!
و إسرائيل هي المتضرر الأكبر من انتشار الفوضى على حدودها
عجبي هل رأيتم عاقلاً يدعم عدوه ليقتله و يستنذف أمواله و طاقاته ؟؟؟
و هل أمريكا و الغرب و السعودية من السذاجة حتى يصنعوا من يستهدفهم و يقلقهم و يستنزف أموالهم و خيراتهم.؟؟؟
بينما إيران لديها مشروع أيديولوجي ثوري توسعي و كذلك الإخوان الذين خلفهم قطر و تركيا لديهم نفس المشروع
لذلك الإخوان أقرب الحركات الإسلامية للنظام الإيراني فلديهم تقاطع مصالح و أهداف مشتركة و أيديولوجيا متقاربة و يتعاونون فيما بينهم و هدفهم إسقاط الحكومات الإسلامية تباعاً و على رأسها السعودية و دول و كذلك الحكومات الغربية على المدى البعيد .
و هذا يعني أن هدفهم تدمير بلاد المسلمين من أجل إعادة السيطرة عليها باسم الجهاد و إقامة الخلافة الإسلامية للعب على عواطف المسلمين و كسب تعاطفهم و تشكيل الحضانة الشعبية للمتطرفيين الإرهابيين .
و خير من يقوم لهم بهذه المهمة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تحمل السلاح تحت ذريعة إقامة الخلافة الإسلامية
و السروريون في دول أتباع كل ناعق الذين يركضون خلف كل من يرفع شعار الخلافة الإسلامية فيجمعون لهم الأموال الضخمة من رجال الأعمال و يجندون لهم الشباب و يوجدون الغطاء الشرعي للتنظيمات المتطرفة و المساكين لا يعلمون أنهم يدفعون ثمن الرصاصة التي ستقتلهم يوما ما و ستكون سبباً في انتهاك أعراضهم و تشريدهم و ضياع أموالهم و ممتلكاتهم .
أما الإخوان فلا يخسرون شئ بل يربحون الكثير فالأموال الضخمة التي يحصلون عليها من التبرعات و الزكوات يتمتعون بها مع عائلاتهم في ظل أمن و حرية البلدان التي يتهمونها بالخيانة و التآمر على الإسلام و الإسلاميين و يدرسون أولادهم في الجامعات الأمريكية و الأوربية .
فالذي يدفع الثمن هم الشباب و عائلاتهم الذين يجندونهم للقتال و الشعوب التي تعاني من التشريد و الجوع و الجهل و هذه تربة خصبة لشراء ذمم الناس و نشر ايديولوجيتهم و نهجهم تحت غطاء العمل الإنساني و الدعوي .
الواقع يشهد بان إيران هي المستفيد الأكبر مما يحصل من تدمير لبلاد المسلمين باسم الجهاد و إقامة الخلافة ثم الإخوان ثم روسيا
فإيران تسيطر على تلك المناطق التي يتواجد فيها أتباعها و من يتعاون معها من الإخوان و تنشر التشيع و ايديولوجيتها .
و الإخوان يستفيدون من أموال التبرعات الضخمة التي يجمعونها من شتى أنحاء العالم تحت غطاء العمل الإنساني فيستخدمونها لمشاريعهم الخاصة و نشر أيديولجيتهم و السيطرة على تلك البلدان التي انهكتها الحرب .
و روسيا تستفيد من بيع الاسلحة لأن أغلب الاسلحة التي يستخدمها الإرهابيون روسية الصنع و ليست غربية.
أما أمريكا و الغرب فهم المتضرر الأكبر لأن مشاريعهم اقتصادية و استقرار البلدان يجعلها تقوم بعملية تنمية و المستفيد الأكبر من أي عملية تنمية هو الغرب بسبب تفوقهم الصناعي و الاقتصادي و العلمي
و الفوضى في اي بلد يعني تعطل عملية التنمية اي تعطل استفادة الغرب فمثلا
ماذا تستفيد امريكا و الغرب من الصومال بعد تدميره و إشاعة الفوضى فيه ؟؟؟
و ماذا تستفيد أمريكا و الغرب من افغانستان بعد تدميره و إشاعة الفوضى فيه لقد خسرت المليارات فيها ؟؟؟ !!!
بينما استقرار دول التي تقوم بعملية تنمية شاملة ضخمة يستفيد منها امريكا و الغرب
و مهمة داعش و القاعدة تخريب الدول السنية لتسيطر عليها إيران و إيران لا تخسر بشرياً فالذي يقوم بالمهمة و يدفع الثمن أهل السنة و الشيعة العرب فهي تستخدمهم كمطية لمشروعها الفارسي .
و الواقع خير شاهد على صحة الإدعاء لقد انسحبت أمريكا من العراق و سوف تنسحب من أفغانستان قريباً و لم تسيطر على ليبيا و اليمن التي ساهمت في تحريرهما من نظام القذافي و نظام صالح و الذي سيطر عليهم أتباع إيران و الإخوان الذين يستخدمون التقية و الخداع و الكذب مع أمريكا و الغرب و يدفعونهم لعقد صفقات معهم.
و تنظيم القاعدة بما فيهم داعش و جبهة النصرة و أنصار الشريعة لا يستهدفون إيران و قطر و تركيا بينما يستهدفون أمريكا و الغرب و دول فالنظام الإيراني و الإخوان هم الذين يصنعون و يدعمون الإرهاب و يرمون أمريكا و الغرب و السعودية بصنعه ظلماً و علواً و استكباراً و مكر السئ فكيف سيوفقهم الله لتحقيق مشروعهم ؟؟؟!!
و لذلك فشل الإخوان في إقامة دولة خلال 80 سنة من السعي و الجهد إنهم مبدعون في التخريب و لكنهم فاشلون في البناء بسبب سوء منهجهم القائم على الخداع و التقية و الكذب و الفبركة و التجارة بالدين .
يبدو أن أمريكا و الغرب لم يفهموا عقلية النظام الإيراني و الإخوان أو أنهم مضطرون للتعامل معهم من باب المصالح و اختيار أخف الضررين بسبب تخبط أهل السنة و عدم وجود مرجعية لهم و وقوعهم ضحية المشروع الإيراني الإخواني .
أحسب أن مراكز الأبحاث الامريكية و الغربية تتخبط و تقف عاجزة عن إيجاد حل لمشاكل العرب و المسلمين نتيجة التخبط و الاضطراب الفكري الحاد لدى المسلمين و خير شاهد صورة أوباما التي ظهر فيها محبطاً و منهكاً بعد خروجه من اجتماع يبحث القضية السورية و إيجاد مخرج لها .
و الخلاصة ما يجري على أرض الواقع من تدمير للدول السنية هي معركة من طرف واحد تقودها إيران و كلمة السر التي وضعها النظام الإيراني الصفوي المتطرف لتدميرها و بأيدي أهل السنة أنفسهم و دون أن تخسر إيران جندياً و احداً إقامة الخلافة الإسلامية
و الطرف الآخر تائه و ينفذ ما يرسم له و ممزق يتخبط لا يدري ما يدور حوله تتلاعب بهم ايران كما تشاء يخربون بيوتهم بأيديهم و تسيرهم في خدمة مشروعها.
و يظنون أنهم من أشرف الناس و أنهم يجاهدون و أصحاب مشروع إسلامي عالمي و من أفهم الناس بالسياسة و أفقههم بالواقع و من اصحاب النظرة العميقة و الرؤية البعيدة لذلك كل من يخالفهم الرأي يتهمونه إمابالصهينة و الخيانة و النفاق أو بالسذاجة و السطحية و التبعية .