قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
هي عبـــــــــــــــارة عن رجل يحكي قصــــــــــــة حبه و ألمــه و تضحياته و غربـــته لأبنــتـه .. وســــر
صمـــــــــــــــــــــوده كل هذه الفترة ؟ و ماذا تعني لـــــه أســـــــــم جواهر ؟؟
يمكـــــــن بعضكم يعجبهم القصة و البعض الآخر لا ..
هذي اول تجربــة لي بكتابة قصة بالعربي الصحيح (الفسحة (
وكتذكرة بقصصي السابقة :
1- حكم الدنيا
2- حب مع الايام
3- بنت العم !!
قصتي الثاني حب مع الايام الحمدلله لقت مكانة كبيرة في نفوس كثيرة
فطالبوني وايد نـــــاس بمعرفــة هويتي المجهولة ..
الاسم : سوسن
اللقب : وردة أمل
العمــر : 15 سنــة
الاقامة : البحريـــن
الهواية : الكتابـــة و قراءة القصص
و يرجـــى عند نقل قصصي كتابة اسمي معـــه : وردة أمل
الجزء الأول
جواهر : السلام عليكـــم
ضاحي ( بو جواهر ) : و عليكم السلام و الرحمــة .. أهلا و سهلا بشيخه البنــات
جواهر بضحكة تهز الروح : أهلا فيك أبي .. كيف حالك ؟
ضاحي : بخيـــر ما دامكِ بخير يا ابنتي .. كيف كانت الجامعة اليوم ؟
جواهر: كالعادة لا شيء مميز فيهـــا..
ضاحي : الله يوفقكٍ انشاءالله .. اممممممم هل تتذكرين عزيزتي وعدي لكِ ..
بإخباركِ عن قصة حياتي و عمري و قصــة تسميتكِ باسم جواهر ؟؟ !!
جواهر: نعم نعم يا أبي كيف لي انسي ذلك.. فمنذ صغري و أنا متحمسة لسماع هذه القصة ..
ضاحي و هو يرمي بثقله على الكرسي : لا أعلم من أين أبدأ .. ! و لكنني أعلم جيدا انكٍ كبرتٍ و حان الوقت لتعلمي ما لم تعرفيه يوما .. و لكــن يا جواهر
أرجوكٍ لا تقطعيني حتى انتهي من سرد رواية آلامي و حياتي و حياتكٍ
جواهر : حسنا يا أبي .. تفضل كلي آذان صاغيــة ..
ضاحي: في يــوم مشمس... في عز الصيف... بدأت آلام وظواهر الولادة تظهر... كأنها تبشرها بولادة المولود... وصرخات أمي المدوية كانت تخترق الجدران... و أبي يركض في القرية حافي القدمين باحثا عن امرأة لتساعد زوجته في الولادة
ففي ذلــك الزمن لم تكن تتواجد المستشفيــات! و أخيرا جاء أبي راكضا مع ابنة الجيران وتمت ولادتي بصعوبة
و أبي يتغلغل خوفا و فرحا .. كان يتمنى ولادة ابنا له
ذخرا .. مساندا.. فارس عظيما .. و ابن يحمل اسمه بعـــد وفاته .. هكذا كان فكر رجال ذلك العصر .. فقد
كانت ولادة مولودة لهم شبها بالعار ! يا للعجب !!
حسنا .. فعندما جاءت ابنة الجيران تبشر أبي بولادة ابن
لم يصدق ! و ضن إنها تستهزئ بـــــــــــــــــــــــــه
لشغفه بالحصول على ولــد .. و لكن المفاجأة كانت سارة ..
فقد صدقت ابنة الجيران بولادة طفل و ليست طفلة ..
فهكذا قال أبي لامي و هو مبتسما يحملني بين يديــــــــه الخشنتيــــن : ستصبحين أم ضاحي و أنا سأصبح
بو ضــاحي .. فالحمد لله على ما رزقنا الله .. فقد عوضنا الله صبر السنيــــــــــــــن بابن نور حيـــــــــــــاتنا من جديد
الجزء الثاني:
بعد شهور طويلة و عظيمــة .. كنـــت اكبر وهم متابعين لمراحل نموي بسرور ..
فقد جد أبي أكثر في عملــه ليوفر لنا مصاريف أكثر .. فقد أصبح مالك متجر النجارة بعدما كان فقط مجرد عامل صغير فيها
فهكذا هتفت أمي : ألا ترى يا أبا ضاحي بان ابننا وجهه وجه خير علينا فمنذ أن رأى النور و نحن ننعم بحياة أفضل ..
بو ضاحي : صدقتي يا امرأة .. فلم يخب ضني هذا الابن و لد كما دعوت و ترجيت الله يوما بان يهبني إياه ..
أم ضاحي : الحمد لله .. فإنني أترقب له حياة سعيدة في المستقبل ..
هكذا كانت البداية عندما كنت في الواحدة ..
مدللا لأقصى حد
احصل على ما أريد من دون الحاجة للبكاء ..
أشهى أطعمة الأطفال ..
و أرقى الملابس ..
و أفضل الألعاب ..
فقد كانوا جميع أبناء الحي يحسدونني..
و عندما أصبحت في الخامسة..
كانت أمي تمنعني من اللعب مع أطفال القرية
خوفا علي من الصدمات و الضربات ..
نشأت وحيدا بلا أخ و لا أخت و لا صديق ..
فأمي حملت بي بعد 4 سنوات من زواجها ..
و لم تحمل بعده .. فقد كانت تخاف علي لأقصى حد ..
و لكنهما لم يفهماني يوما !!
إذا رأوني حزينا أخذوني لمتجر الألعاب لاشتري ما أريد ..
كأن الألعاب هي التي تخلق السعادة
و هي التي ستخفف من وحدتي
فقد كانت أمي جاهلة لا تعلم بان الطفل يحتاج للاهتمام و الاستماع من قبل الآخرين أكثر من كل شيء ..
لا المال و لا الدلال ينفعان في الحياة..
و هكذا بينما كنت يوما وحيدا دخل أبي المنزل..
فكان لابد مني أن اتجه نحوه و اسلم عليــــــــــــه
بو ضاحي : أهلا حبيبي المدلل
ضاحي : أهلا بابا
بوضاحي : أين امك ؟
أم ضاحي : أنا هنا يا زوجي العزيز .. أنا هنا كيف كان حال العمل اليوم ؟
بو ضاحي : انه من أجمل و أفضل الأيام في حياتي .. ففي طوال هذه الخمس سنوات جمعت ما يكفي من المال لنعيش حياة فارهة كالتجـــار .. سأشتري منزلا في المدينة و سأبيع متجر النجارة و اشتري
بدله متجر نجارة اكبر في المدينة
أم ضاحي : لا اصدق .. فقط في خمس سنوات تفوقت هكذا و جمعت كل هذا المبلغ الكبير
بو ضاحي : انه من نور ابننا العزيز
كنت استمع لهم و أنا ابتسم فهذه الاسطوانة أصبحت قديمة فالجميع بدا يؤمن بأنني وجه خير و بركة عليـــه .. صحيح إنني مجرد طفل في الخامسة.. و لكنني أفكر بعقل اكبر .. هل صحيح إنني وجه خير عليهم كما تقول أمي ؟ و هل سننتقل ببساطة من منزلنا العزيز إلى منزل آخر في المدينة ؟؟ آآآآآآآآه المدينة هل سنترك قريتنا
الحبيبة و نتجه نحو عالم الصخب و الإزعاج .. !! ؟؟
قطع حبل أفكاري سؤال أبي: و ما رأي طفلنا الصغير ؟
أجبت بنصف ابتسامة : الصواب ما انتم تفعلون ( مع إنني لم أكن واثقا مما أقول (
بو ضاحي : أحسنت
الجزء الثالث:
بدأنا بنقل أغراضنا للمنزل الجديد ... فأبي توفق في شراء المنزل و بيع المتجر وفي المقابل أشترى متجر نجارة أكبــر في المدينة ...
و عندما حان موعد الرحيل...
بللت وسادتي الصغيرة بدموعي البريئة .. و بدأت أودع كل أركان غرفتي ثم توجهت إلى خارجها حيث الغرف الأخرى .. كنت أشعر بحرقة في صدري كأني أودع إنسان أحببته و شاركته أفراحه و أحزانه
و شاركني في الوقت نفسه أفراحي و أحزاني...
تبا لي !! فهذا المنزل الصغير يعني لي الكثير
كل زاوية من زواياه تخفي آلامي و ذكرياتي
كنت أتمنى العيش فيه للأبعد .. !! و لكن الظروف تحسنت
الحمد لله .. فغرور أمي و كبرياء أبي لم يكن يسمح لهما بالعيش في هذا القفص الصغير بعد ما جمعوه من مال !
صرخت أمي قائلة: هيا يا حبيبي لقد جمعنا كل شيء.. سننتظرك في السيارة لا تتأخـــــر ..
فقلت لها بألم : أنـــا قادم
أسرعت إلى السيارة و أنا أجفف دموعي و بعد ذلك خرجنا من قريتنا العزيزة على أمل اللقاء من جديد ..
و بعد عشرون دقيقة وقفت سيارة أبي عند منزل جميل.. مبني من الحجر و الطابوق
عكس منزلنا الطيني في القرية .. و عندما خرجنا من السيارة
رأيت أسفلي فالأرض كانت مستوية عكس شوارع قريتنا التي كانت مغمورة بالتراب.. كم هذه المنطقة متطورة !!
...
الحديقة كانت واسعة .. و المنزل كان كبير.. و لكني كنت كثير الاشتياق و الحنين لمنزلنا القديم.. حاولت التأقلم مع الوضع كثيرا حتى استطعت تخطي ذلك .. فالمدينة لها مزايا كثيرة و لكــن هيهات ذلك ! .. لا أحد يسمعني أو يقدر ما أقول فقط لأني مجرد طفل !!!!!!!!!!!!!
الجزء الرابع:
الأيام تجــــري ..
و السنين تتقدم..
و أنا أكبر و أكبر ..
و حينما وصلت سن السابعة ..
فاجأتني أمي يوما قائلة : ستذهب اليوم إلى مكان سيعجبك حتما
فقلت لها : و أين هذا المكان الذي سيعجبني ؟
أم ضاحي : أنه المدرسة
ضاحي : المدرسة !! حيث نتلقى العلم ؟؟
أم ضاحي : هذا هــو فما رأيك ؟
ضاحي : حتما سأذهب فانا أحب العلم
أم ضاحي : هيا يا شاطر ألبس هذا المر يول الذي اشتريته لك حتى نذهب ..
ضاحي : دقائق يا أمي فقط أمهليني دقائق
أم ضاحي : إليك ذلك
كدت أطير من الفرح فانا أنتظر هذا اليوم من سنين
أسرعت مع أمي إلى المدرسة
و هنـــاك دخلت الصف بلا خوف بل بأمل يوم جميل
رأيت الأطفال و هم يبكون و آخرون يصرخون
هل هذا خوف ؟؟
توجهت المدرسة نحوي و هي مبتسمة: أهلا يا صغيري هنــــا ستتعلم الكثير و ستقضي أوقات مرحــة معنا
فقلت لها بثقة: حتما سأتعلم
لم أبكي .. لم أصرخ .. لم أطلب أمي !
فقد كنت فرحا فهنا سأتعلم و سأكون الصداقات
و سأقرأ القصص و الروايات ..
...
كنت متفوقا في دراستي ..
نشيطا في صفي ..
خجلا نوعا ما ..
انطوائيا مع زملائي ..
و لكني كنت سعيدا مع مدرستي
و مدرستي الحنــــــونة..
ما أجمله من مكان !
و ما أروعها من مدرسة !
الجزء الخامس:
و عندما بلغت سن الخامسة عشر..
كنـــت دوما متفوقا في دراستي ..
اقضي أوقاتي بين القراءة و الكتابة ..
شفافا.. رومانسيا .. مولعا بقصص الحب
مؤمننـــــا بأن الحب من أعظم الكلمات
أما عن أمي و أبي لم يقدروا يوما تفوقي كباقي الآباء !
لم يكن يهمهم نجاحي أو رسوبي !
فكل ما بدأ يهم أبي هو المال.. لأنه قد أصبح من كبار التجار في المدينة
أما أمي فقد أصبحـــت اجتماعية.. تقضي أوقاتها متنقلة من منزل جار إلى آخر ..
و من كوافيره إلى أخرى ..
بينما كنت يوما في صالة المنزل أمسك دفتري الخاص و قلمي الذهبي
لأخط بعض العبارات .. ::
( زورق النجاة )
ها هو يتجه نحوي ..
لقد تخطى مسافات طويلة ما بين البحر و السماء ..
و النور و الظلام ليصل إلي ..
فقد طلبته كثيرا و لكنـــه وصل أخيرا !!
مختلطا بألوان عديدة أهمها: النجاة
ما أجملها من لون و ما أحلاها من زهرة تطل علي في يوم جديد..
مشرق بالنور و أخيرا.. تمسكت بحبل النجاة بعيدا
عن أسئلتي و أفكاري المخيفة ..
بمجرد أن كررت جملة عش يومك و أترك خلفك هموم الدنيا..
نعم فبهذه الجملة حولت عالمي من الكئيب إلى المفرح فلماذا التفكير في أشياء تافهة
؟؟؟؟؟؟؟
لماذا الاستفسار عن أسئلة ليست لها واقع
؟ لماذا و لماذا ؟
فأنا ما زلت في شبابي و أمامي العمر للتفكير بوقائع الحياة..
ها أنا أترك عالمي الأسود و أتجه لزورق النجاة
ليأخذني إلى عالم أخر..
فهذا العالم قد أصبح مخيفا .. اسودا .. فيه الكثير
من الحروب و القليل من السلام ..
أصبح الظلم مكان العدل ..
و لكن ما نفعنا الآن في التفكير في وضعنا.. فان ما بدايته سكوت فمن الأفضل
أن ينتهي بالسكـــــــــــوت !!
فلأهاجر عالمي المليء بالمغامرات و لأفكر بيومي
و غدي فهذا أفضل للجميع
و لكــن سأغادر يوما هذا الزورق لأرجع
لعشي القديم و لتفكيري العريق
و لأصرخ بصوت الحق من جديد
فأنا هكذا بلا تغير ..
فليبحر زورق نجاتي الآن .. !!
( كتب بقلم : وردة أمل )
عندما انتهيت من كتابة الموضوع .. أغلقت دفتري على أثر سماعي صوت الباب فأبي قد وصل ..
سلمــــت عليه ثم جلسنا مع أمي نتكلم..
فقال أبي بمرح : سيزورنا أخي الأسبوع القادم بأذن الله
قاطعته قائلا : و هل لدي عــــــــــم ؟
بوضاحي : نعم يا بني لديك عم واحد يعيش بالغربة منذ أكبر من عشرون عاما
ضاحي : و لماذا لم تخبروني ؟
بو ضاحي : ضننت أن الأمر عادي
ضاحي : لا أصدق هذا لدي عم ! و أبناء عم يا لسعادتي .. فلم أعد وحيدا بعد الآن
بوضاحي : ستتعرف عليهم الأسبوع المقبل و يسرني أنك فرحت بهذا الخبر
ضاحي : و كيف لا أفرح و أنا أتحرق شوقا لرأيتهم .. و هل زوجة عمي ستأتي ؟
أم ضاحي : لا يا بني فقد وصلتنا رسالة قبل عشر سنوات من عمك يخبرنا بوفاة زوجته بسبب مرض البدو ( السرطان (
ضاحي : لا حول و لا قوة إلا بالله هذا المرض بدأ يفتك أجسام الجميع ..لا يحرم الصغير و لا الكبير
أم ضاحي : بعيد عنك انشاءالله
الجزء السادس:
هذا الأسبوع كان مميزا .. حافلا بالتجهيزات و الاستعدادات لاستقبال العـــــم ( بو فؤاد )
و عندما دقت الساعة.. رن الجرس مخبرا قدوم الضيوف..
فازدادت سرعة دقات قلبي .. فكــم أنا خائف من هذا اللقاء
!!!!
أم ضاحي و هي تصرخ كعادتها : لقد وصلوا يا جماعة
هرعنا أنا و أبي نحو الباب.. و مشاعر المحبة تختلط في قلوبنا
و ما أن فتحنا الباب حتى بدئوا أبي و عمي يحضنون بعظهم البعض
فغربة الأيام و مرها كانت مؤلمة..
و السنين كانت طويلة كفاية لبعد الأخويين
فقد كان المشهد مؤثر جدا..
فكل ما استطعت فعله هو أن مسحت دمعي
و التفتت لأبناء عمي
ضاحي : السلام عليكم
فؤاد و جواهر: و عليكم السلام و الرحمة
فؤاد : هذا أنت ضاحي أليس كذالك ؟
ضاحي : نعم هذا أنا يا فؤاد !
فقالت جواهر بمرح : و أنا جواهر يا ولد العم
فأجبتها ضاحكا: نورتِ الوطن يا بنت العم !
فقالت خجلتا : شكرا ..
فالتفت ناحية عمي .. فرأيته يبتسم لي و يقول:تعال يا بني لأكحل عيني برؤيتك فقد كبرت كثيرا
ضاحي : الكل يكبر يا عمي فلا شيء يبقى على حاله
بو فؤاد : بارك الله فيك .. فقد أصبحت عاقلا .. كبيرا.. تميز بين الصح و الخطأ !
ضاحي : البركة في المدارس يا عمي
أم ضاحي : هل ستظلون واقفين هنا للأبد ..هيا لنجلس ..
و ما أن جلسنـــا حتــى بدأنا نتبادل أطراف الحديث
فأردف عمي قائلا: كما تعلمون لقد تزوجت أم فؤاد في الغربة و هي امرأة إماراتية .. كانت طيبة كفاية .. و ما أن أنجبت فؤاد و جواهر حتــى غادرت الحياة بسبب المرض اللعين ..ثم كرست حياتي لتربيت أبنائي و توفير احتياجاتهم.. بالعمل الشاق و الاجتهاد .. و كما تروون الآن ففؤاد يبلغ من السن السادسة عشر أما جواهر فهي تبلغ من السن الرابعة عشر..
ضاحي : و أنا أبلغ من السن الخامسة عشــر
بو فؤاد : فأعماركم متقاربة يا بني
لقد انصدمـــت بمظهر بنت العم جواهر !
فهي رائعـــــــة في كل شيء
فقد كنـــت أراقب حركاتها منذ مجيئهم !
.. .. ..
و بعد العشاء .. صعدنا جميعا لغرفنا لننام
فقد كان من المتفق بأن أبقى مع فؤاد في غرفتي
و عمي في غرفة
و جواهر في أخرى !
و هكذا حصل
.. .. ..
استغللت فرصة نوم فؤاد
فأخرجت دفتر مذكراتي و أخذت قلمي
و بدأت أكتب مذكرة اليوم :
نظرة .. نظرتين .. ثلاث
لا تكفـــــــي !
شيء مميز جذبني إليها
منذ أول لقاء
براءتها
جمالها
رقتها
طريقة أسلوبها
و كلامها
و الكثير
لا أصدق أنـــــــا معجب بها !
و بهذه السرعـــة !
فهي ليست سوى بنـــت العم !
صحيح
إنني مؤمن بالحب
و لكــن هل هذا حب !
فأنا صغير
و هي ايضا صغيرة
و لكن ! ليس للحب عمر معين !!
أسئلة كثيرة تدور بمخيلتها
و لكن الأيام ستكون كفيلة لتجاوبني !
..
ثم أغلقت دفتر و نمــــــــــت
فقد كان يوما شاقا و جميلا
و بداية حلم جديد
كما أظن !!!
الجزء السابع:
استمر وجود عمي معنا في المنزل لفترة ستــة أيام فقد كنــت مــــــن أسعد الناس على كوكب الأرض !
و لأول مرة في حياتي أحس بالأمان و الاستقرار مع أهلي
و آه جواهر .. ملاكي الطاهر
فقد تأكدت الآن بأن ما أكنه من مشاعر نحوها هو الحب
هو ما يحكي عنه العالم بالجنون
عالم وردي اللون ..
أحساس البشر..
قلوب متحابة
و أرواح واحدة..
هو السفينة المبحرة في بحر كبير إلى لا طريق
و لا نهاية في الوجود !!
يتلقى الأمواج و المصاعب بروح عالية .. رفيعة ..
ينافس اهتزاز الجبال
و يتردد هذا السؤال في مخيلتي : و هل جواهر تحبني ؟
..
و في مساء اليوم السادس
بينما شعرت بالعطش ليلا.. ذهبت إلى المطبخ لأروي عطشي بالماء البارد ..
و حينما أغلقت الثلاجة جاءني صوت جعلني أفزع
... : هل خفت يا ضاحي ؟
ضاحي بتوتر و كأنه عرف مصدر الصوت : ها .. لا .. نعم .. قليلا
جواهر و هي تضحك: ما بك !
ضاحي : لا شيء يا بنت العم فقد دخلتِ بشكل مفاجئ و أخفتيني
جواهر : ههههه سامحني
ضاحي : لا بأس
ثم نظرت إلى عينيها بشدة .. فقد أحمرت خجلا من نظراتي الفاضحة
فأرادت أن تغير جو التوتر بيننا فأردفت قائلة : سنغادركم غدا انشاءالله إلى الإمارات
ضاحي : ماذا ؟ و لكننا لم نمل منكم
جواهر: أبي مصر على العودة لإتمام بعض أموره
ضاحي بتوتر و حزن : و .. و ل .. ولكنني .. سأ .. سأشتاق .. إليكِ
فقد رنت هذه الكلمة في قلب جواهر : سأشتاق إليكِ .. سأشتاق اليكِ .. !!
يا ترى هل يكن لي معزة أو حتى مشاعر أو أو أو حب ! ..
كما أحبه أنــا ! نعم فمنذ صغري و أبي يردد لي هذه المقولة:
ستكونين لأبن عمكِ يا جواهر.. فقد أحببك يا ضاحي قبل أن أراه !
قطعت أفكارها بسؤالي: و هل ستشتاقين لي يا جواهر ؟
جواهر و هي في أحلامها الوردية : آه هل أخبرك أم لا ؟ فأنت الروح و الحب في قلبي منذ صغري ..
ضاحي : جواهر هل أنت معي ؟
جواهر: نعم نعم معك
ضاحي : و لكنك ِ لم تجيبيني
جواهر بخجل: حتما سأشتاق لك كثيرا
و تلاقت أعيننا من جديد .. و لكن هذه المرة بجرأة أكبر !
و اقترب منها ضاحي قائلا : أعلم أنك صغيرة على الحب و لكن ما أعرفه أنـــا أن لا للحب سن أو عمر معين.. فأنا أحبكِ يا جواهر ..
صدقيني يا بنت العم ! هذه ليست مشاعر مراهق.. أنا متأكد من ذلك
هذه مشاعر إنسان رأى فارسة أحلامــه.. لقى مجنونته و شريكة حياته مستقبلا..
ثم خرج من عينيها بريق رائع ..
لا اعرف مصدره حتى اليوم ..
و بدأ هذا السؤال يتردد على مخيلتي من جديد
و هل تحبيني أنتِ يا جواهر ؟
و لكن الجواب وصل سريعا قبل أن أنطق بكلمة
جواهر : و أنا أحبك يا ضاحي .. فأنت فارس أحلامي رغــم صغري كفتاة تعشق و هي في الرابعة عشر..
ثم خرجت من المطبخ مسرعتا إلى غرفتها .. خجلتا من موقفها ..
و هكذا كان اللقاء الأول بيننا وحدنا !
و في صباح اليوم الثاني .. علمت أنهم قد غادرونا
من دون الوداع .. فقد كانت خجلة بما فيها الكفاية.. !
الجزء الثامن:
أسرعت إلى غرفتي و أنا احضن نفسي.. !
فغياب جواهر عن حياتي حتما سيؤلمني !
و ما أن جلست على سريري حتى رأيت ظرفا مكتوبا عليه: إليك يا حبي
فأسرعت بفتحه .. و بدأت بقراءة الرسالة .. :
ضــاحي ..
سامحني لأني غادرتك من دون الوداع
و لكــن كل ما أريدك أن تعرفــه
أنني أحببتك قبل أن أراك
و سكنت ضلوعي قبل أن أهواك
فيا حبي الأول و الأخير
حــب الطفولة و الصبا
سأكون بذكراك مدى الحياة
ثق بي فأنا لك
كن على ذكراي
حتـــى اللقاء
بنت العم :
جواهر
فأنا أثق بها و هي وعدتني باللقاء.. و سأكون بانتظار هذا اليوم
بكل شوق و لهفة !!
...
مرت الأعوام و أنــا أذوق طعم البعد و الفراق
و لكـــن ذكرى محبو بتي ما زالت بقلبي مشتعلة
فقد كانت بنت العم أسم على مسمــى
جواهر كجوهر معناه : ما يستخرج منه شيء ينتفع به
من الأحجار الكريمة الغالية القيمة .. نعم فكم هي غالية و نادرة في الوجود !
آه يا حبيبتي جواهر
و ما زلت أتذكر شكلها جيدا حتى اليوم
فقد مر عامين منذ آخر لقاء
فأنا أبلغ الآن من السن الآن السابعة عشر
و هي تبلغ من السن السادسة عشر
فيا ترى هل تحبني مزيونتي حتى الآن ؟
فأنا لست جيدا في الوصف و لكنني سأفعل كل ما في وسعي
لأوصفها ! منذ عامين كانت فتاة رائعة الجمال كالقمر .. بأنف طويل
و عينين مكحلتين متميزتان بالسواد.. و فم صغير..
فقد كانت طويلة بجسم معتدل .. أما شعرها الحريري الأسود فقد كان طويلا و غليظا ..
مع دخول أبي و أمي المجلس اعتدلت في جلستي و ابتسمت
بوضاحي : ما بك يا بني كثير التفكير فالحياة سهلة ابتسم لها لكي تبتسم لك
ضاحي : أعلم يا أبي و لكنني منشغل بالتفكير في عدة أشياء
أم ضاحي : و هل منها دراستك ؟
ضاحي و هو مستغرب من لهجة أمــه لأنها لا تتكلم عن دراسته كثيرا :نوعا ما
بو ضاحي : حسنا .. فلك الخبر المفرح .. ستسافر الأسبوع القادم يوم الخميس إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الصحافة كما تحب يا بني فقد قدمت أوراقك إلى الجامعة و ردوا علينا بالقبول
ضاحي : ما أروعها من مفاجأة .. و أخيرا سأصبح صحفيا !
بو ضاحي : كنت أتمنى بأن تصبح رجل أعمال أو تاجر مشهور و لكن ما دامك تحب الصحافة فلك ذلك ..
ضاحي : يا أبي فأن العلم هو الذي سيجعلني تاجرا .. كما يقول الجميع كل شيء يرخص إذا كثر إلا الأدب كلما كثر غلا
أم ضاحي : على العموم أتمنى لك التوفيق يا بني
ضاحي باستهزاء من اهتمام أمه المفاجئ : انشاءالله
و سكت الجميــــــــع ..
الجزء التاسع:
حاولت بطريقتي الخاصة أخذ رقم منزل عمي في الإمارات من أبي
و بعد ذلك أسرعت إلى غرفتي و قلبي يخفق .. و اتصلت
ضاحي : ألووووو
... : السلام عليكم
ضاحي و هو يتكلم بصوت خافت : هذه جواهر .. حبيبة القلب.. تبا لي بدأت أرتجف
... : نعــــــم من على الهاتف ؟
ضاحي بدا يتلعثم : أنــا ضــاحي يا جواهر
سمعت صرخـــة هزت جسدي : ضاحي !!!!!!! ..
ضاحي : جواهر
جواهر : لقد ضنيت انك تخليت عنــي .. و نسيتني مع الأيام
ضاحي : آه و هل يوجد شخص ينسى قلبه يا حبيبتي .. فالأيام كانت موحشة
جواهر و هي تبكي : لقد افتقدتك كثيرا .. فلم أعد أحتمل أكثر من ذلك
جواهر: فداكِ روحي بنت العم أصمدي ذهب الكثير و لم يبق إلا القليل..
جواهر : ...
ضاحي : سأسافر يوم الخميس إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأحقق حلمي في الصحافة
جواهر : حقا .. انشاءالله تذهب و ترجع لنا بالسلامة ..
ضاحي : الله يسلمكِ حبيبتي .. و اتوسلكِ يا جواهر حافظي على نفسكِ حتـــــــى أعود .. و لا تقبلي الزواج بأحد أرجوكِ
جواهر: قلبي هو ملك لشخص واحد فقط .. وهبته إياه برضا و قناعة.. و سأستمر بحبـــــــه حتى الموت
ضاحي : هل هذا وعد ؟
جواهر : نعم وعد حبيبي
ضاحي : و أنا أيضا أوعدكِ يا حبيبتي .. بأنــكِ ستكونين جوهرتي الغالية
جواهر بضحكة خجل : كفى يا ضاحي سأغرق في دوامة الخجل ! فكــم أنت أناني
ضاحي : هههه سأتصل بكِ كل أربعاء في هذا الوقت
جواهر: و سأكون بالانتظار
ضاحي : أسترخصكِ الآن إلى اللقاء
جواهر: في أمان الله حبي
كنت بطبعي منذ صغري أرسم لي الكثير من الأحلام و الآمال.. التي كنت اسعي لتحقيقها.. فمنها دراستي و الحمد لله أنا في طريقي لتحقيقها
أما حلمي الآخر هو حبـــــــــي .. و زواجي من جواهر !
و عندما حان موعد السفر..
ودعت الجميع.. و أنا متحمس بأن ألاقي ما أتمناه من علم هناك
و أن ارجع صحفيا ناجحا و كاتبا مشهورا..
و اكتمل من ناحيــة رجل يستطيع تحمل مسؤولية أسرة و أطفال
حتى أخطب جوهرتي.. بنت العم ! .. و أملي في الحياة !!
الجزء العاشر:
و ما أن وصلت إلى العاصمة نيويورك.. اتجهت إلى مقر السكن في الجامعة .. فقد كانت الغرفة واسعة و كبيرة ..
و الأجمل أن لا أحد يشاركني فيها.. !! .. فبعدما جعلوني أهلي منطويا .. بعيدا عن العالم الخارجي
أصبحت أكره الاختلاط مع الناس و المجتمع.. و لكن سيحين الوقت عندما أصبح صحفيا ناجحا لأن أحطم القيود التي جعلتني بلا كيان ثابت و محدد !!!
آه .. و طيف بنت العم يلازمني في جميع أوقاتي ..
يحثني على الدراسة و الجد و المثابرة..
و الشيء الوحيد الذي كان يبعث في روحي الأمل و الحياة
كانت مكالمات يوم الأربعــــــاء مع جواهر ! فقد كنت سعيدا و لكــن
مرت الآن ثلاثة أشهر لم تتصل و أن اتصلت لمنزل عمي لا أحد يجيب
!!
فهذا ما يشعرني بالخوف و الشك كثيرا ..
و لكن الحمد لله حان وقت العودة للوطن و لمعرفة الحقيقة
فقد نجحت و حصلت على الشهادة و الوظيفة في انتظاري طبعا لأن واسطات أبي كثيرة .. و لأول
مرة في حياتي أؤمن بكابوس الواسطات !
فكل شيء يهون من أجل بنت العم !
لم أخبر أمي و أبي
بموعد رجوعي..
ضنا مني بأنها مفاجأة !
استقبلتني أمي بالدموع .. فأنا ضناها الوحيد ..
و قد فارقتها لفترة ثلاث سنين متتالية
و العجيب في ذلك أنها مرت بسرعة البرق
ضاحي : لقد اشتقت لكم كثيرا
أم ضاحي : و نحن أيضا يا بني فغيابك أثر فينا كثيرا
ضاحي : و الأهم من ذلك رجعت لكــم حاملا شهادتي ..
بو ضاحي : الحمد لله فلك الفخر على ما أنجزته ..
الجزء الحادي عشر :
و ما أن ألتفت إلى باب المطبخ حتى رأيت فتاة في آية الجمال واقفة هناك
كأنها خائفة من أمرا ما.. و فرحة في الوقت نفسه
صرخت واقفا: جواهر ! أنها جواهر
تعجبوا أمي و أبي من حماسي الزائد .. و لكني لم أبالي توجهت نحوها قائلا بشوق و لهفة : كيف حالكِ يا جواهر ؟ لقد اشتقت لكِ كثيرا فقد كانت السنوات طويلة لتعلمني معنى الألم !
جواهر و هي تجلس على الأرض: الله يعلم بالحال.. فبعد أبي الغالي الحياة أصبحت مظلمــة
ضاحي : عمي ماذا حدث له ؟
جواهر و هي تبكي: ألم يخبروك أهلك أن أبي توفى.. توفى يا ضاحي
ضاحي و هو يلتفت لأمه : يتوفى عمي دون أن تخبروني ..
أم ضاحي و هي تسحب أبنها : لم نرد أن نشغلك عن دراستك .. فقد توفى عمك منذ ثلاثة أشهر وقد حضر فؤاد أخته هنا لانشغاله ببعض الأمور
نظرات أمي لجواهر لم تكن تعجبني .. !!
فأنا متأكد بان هناك شيء ما في هذا المنزل ( سر يخفونه عني (
فألتفت من جديد لحبيبتي حتى أكحل عينيي قليلا برؤيتها..
ضاحي بتعجب : ما هذه الملابس يا جواهر ؟
جواهر ظلت صامتة لا تجيب
ضاحي : جواهر بالله عليكِ أخبريني
جواهر بدموع: فأنا لست سوى مجرد خادمة هنا
ضاحي : ماذا ..
و التفت ناحية أمي و الشرر يملئني ..
و لم أعي بهذه الصدمة سوى بصراخ أمي: أخرسي أنتي و اسكتي أيتها الخادمة كيف تجرئين على الكلام ؟
انصدمت: ماذا يا أمي أنتي و أبي توظفون جواهر كخادمة عندكم .. فهذه ابنة عمي المدللة ..تفعلون بهذا هكذا .. اسمحوا لي لن أكست فجواهر لن تهين بعد الآن هل هذا مفهوم ؟ فهي ليست خادمة .. بل هي حبيبتي وعزيزتي و زوجتي المستقبلية