وبكل اسف اتحدث وانا مليئ بمشاعر الحزن من سطحية البعض والكذب الممنهج وتوظيف الاحداث على عكس حقبقتها بسبب اما الحقد والغل او التربص او السطحية وشح المعلومات للبعض الآخر ..او لخلل في التراكيب النفسية للكثير ممن يسمون نخب وقيادات ومناهج اسلامية
فتجدهم يلتقتون عناوين عامة دون الخوض في تفاصيلها للتدليس على العوام وتوظيفها في اتهام الدولة الاسلامية بانها ذراع يتم استخدامها في اجندة الولايات المتحدة والغرب بخصوص الشرق الاوسط
والأمر على العكس تماما ....فالنتائج والتحليلات يتم استنباطها من الاحداث الحقيقية على ارض الواقع بعد دراسة المخططات بشكل اعمق وبكل تفصيلاتها
فالمتابع لمسارات تلك الدولة الوليدة القوية يعي ويفهم ويستنتج بكل وضوح عكس هذا المعنى فبينما كان مخطط حدود الدم لرالف بيترز والذي سنشرحه لاحقا يسير في المنطقة على قدم وساق
فاجئته تلك الدولة بضربه وفي مقتل ......وهذا ما اثار اندهاش معظم اصحابنا وهو اصرار الدولة على المناطق الكردية دون غيرها
برغم ان السياق الذي انطبع في الاذهان ان الدولة مجموعة من المجاهدين العاطفيين المتهورين المتشددين العشوائيين فمن الطبيعي توجههم الى المملكة السعودية او مهاجمة الاردن او على الاقل بغداد .....او لبنان وكان سيكون ربما اسهل من مواجهة الاكراد تحت قصف جيوش العالم ..بل ان قوات التحالف كانت ووفقا لمخطط حدود الدم لتقسيم المنطقة ستزكي هذا التحرك رغبة منهم لاثارة التفتيت لباقي الدول كما ورد في الاجندة
اما الذي فاجأ الجميع هو ضرب هذا المخطط
فكيف يستصاغ استمرار الرويبضة والسفهاء من ذوينا القول بان الدولة يتم توظيفها لنفس الاجندة !!!!!!!!!!
...............هذا لعمري في القياس بديع ............
فمن اسوء ما أراه هو قلب الحقائق تماما ليكون الملاك شيطان والشيطان ملاك ويتحول الارهابي الى بطل ...والابطال الى ارهابيين !!!!!!!!
اما عن جهل او تربص
وما يعنيني هنا هي الحالة الأولى وهي الجهل ....ولازالة هذا الجهل اصحبكم معي الى اصل القضية
فالامر كالتالي
- إن إسقاط الخلافة الإسلامية وتقسيمها إلى دول أو دويلات صغيرة إنما هو هدف ممتد منذ القرن التاسع عشر، لا يمكن إيقافه باعتبار أن قيام دولة قوية أو عودة الخلافة الإسلامية إنما هو بداية نهاية لقوى الاستعمار والاستغلال. وعلى مدار العقود الماضية صارت تظهر مشروعات متزايدة لتقسيم المقسم وتشتيت المشتت، إما بغرض إبقائه ضعيفاً أو تابعاً وإما بهدف التخويف والابتزاز. ولأن قوة المسلمين وثرواتهم، سواء البشرية أو المادية، متركزة في الشرق الأوسط؛ فقد توالت تلك المشروعات، بعضها - مثلما أسلفنا- للتخويف والابتزاز وبعضها مجرّد تحليلات وأمنيات، لكن أكثرها يمثل خطورة حتى ولو لم نعطها الاهتمام والالتفات إليها عند نشرها. ومن أخطر مشروعات الهيمنة وتكريس الانقسام والحرب على الإسلام مشروع خرائط الدم أو ما يُسمى (مشروع رالف بيترز) نسبة إلى ضابط أمريكي سابق نشر في مجلة القوات المسلحة الأمريكية (عدد شهر يوليو 2006م) مقالة حملت عنوان (حدود الدم) وهي جزء من كتاب جديد له اسمه (لا تترك القتال أبداً). وبالتأكيد فان مقالات رالف بيترز هي امتداد لخرائط برنالد لويس الشهيرة والتي صدق عليها الكونجرس الامريكي 1983 حيث بدأت نقاشات مكثفة عن خرائط برنالد لويسامام الكونجرس الامريكي بدأت في عهد كارتر وظلت تحت النقاش عدة سنوات في حكم كارتر وتم توقيعها رسميا 1983 بعد تركه الرئاسة وعقب اجتماع مشترك، بين المجلس اليهودي العالمي في نيويورك ومنظمة ايباك الصهيونية عام 1982 حضره رئيس الوزراء الصهيوني السابق اسحق رابين. وتم في هذا الاجتماع الاتفاق على خطة لتقسيم 7 دول عربية، خمس منها حدد العام 2020 للانتهاء من تقسيمها وهي السودان والصومال والعراق وسوريا ولبنان، واثنتان حدد العام 2030 للانتهاء من تقسيمهما، وهي مصر والسعودية. وقد اقترح رابين في ذلك الاجتماع، دمج المرحلتين والانتهاء من مشروع تفتيت تلك الدول عام 2025. اقرت رسميا بعدها الوثيقة في الكونجرس ومن المعروف ان السياسات الخارجية الامريكية لا تتأثر بالرؤساء فهي استراتيجيات ثابتة لتصبح وثيقة رسمية ادرجت ضمن سياسات الولايات المتحدة الخارجية ضمن الخطط الاستراتيجية طويلة الامد
وأبدأ بتفاصيل ما ذكره رالف بيترز لتكريس تلك السياسات وتحويلها الى سياسات عملية في المنطقة
الحدود الدولية لا تبدو مرسومة بعدالة, لكن درجة انعدام العدالة التي تفرضها على هؤلاء الذين ترغمهم الحدود على أن يكونوا مجتمعين أو منفصلين تحدث فرقاً هائلاً, و هوغالباً ما يكون فرقاً بين الحرية والقمع بين التسامح والعنف بين سيادة القانون والإرهاب أو حتى بين السلم والحرب.
فالحدود الأكثر اعتباطية والأكثر تشوها في العالم توجد في إفريقيا والشرق الأوسط وهي التي رسمتها المصالح الخاصة للأوروبيين (الذين كانت لديهم اضطرابات كافية لتحديد حدودهم) إذ لا تزال الحدود في افريقيا تسبب موت الملايين من السكان المحليين ولكن الحدود غير العادلة في الشرق الأوسط – والاستعارة هنا من تشرشل – تولد مشاكل أكبر من أن تُحَلَّ محلياً.
في الوقت الذي يعاني فيه الشرق الأوسط من مشاكل أكثر بكثير من موضوع الحدود وحدها ، مشاكل تمتد من الركود الثقافي الذي تتسبَّب فيه عدم المساواة الى التطرف الديني القاتل فإن العقبة الكبرى التي تعيق محاولة فهم الفشل الشامل للمنطقة ليس الإسلام بل هو الحدود الدولية المشوَّهة والتي تبدو مقدسة في نظر دبلوماسيينا.
نبدأ بقضية الحدود الأكثر حساسية للقراء الأمريكيين وهي إسرائيل وأملها في العيش بسلام معقول مع جيرانها وأنها سوف تضطر للعودة الى حدود ما قبل 1967 مع تعديلات محلية أساسية من أجل مسائل الأمن المشروعة ولكن قضية الأراضي المحيطة بالقدس المدينة المضرجة بآلاف السنين من الدماء قد تثبت بأنها قضية مستعصية على الحل في فترة حياتنا حيث حوَّلت كل أطراف الصراع إلهها الى تاجر عقارات كبير وأظهرت معارك النفوذ الحقيقية قدرة على الاستمرارية أكبر من مجرد الطمع في الثروة النفطية أو المشادات العرقية, لذا دعونا نضع جانباً هذه القضية التي أشبعت بحثاً ونتحول الى تلك القضايا التي أهملها البحث.
إنَّ أوضح ظلم في الأراضي الممتدة بين جبال البلقان وجبال الهملايا هو غياب دولة كردية مستقلة فهناك ما بين 27 مليون و36 مليون كردي يعيشون في المناطق المتاخمة في الشرق الأوسط (الأرقام غير دقيقة لأنه لا توجد دولة أبداً قد سمحت بإحصاء نزيه) وهم أكبر من عدد سكان العراق في الوقت الحاضر وحتى الرقم الأقل (27) يجعل الأكراد المجموعة الاثنية الأكبر في العالم التي ليس لها دولة خاصة بها والأسوأ من ذلك فقد تم اضطهاد الأكراد من قبل كل حكومة تسيطر على التلال والجبال التي عاشوا فيها منذ أيام زينوفون.
غابت عن الولايات المتحدة وشركائها في التحالف فرصة مجيدة للبدء بتصحيح هذا الظلم بعد سقوط بغداد فوحش فرانكشتاين باقامة دولة مخيطة (من الخياطة) سوية من الأجزاء المريضة كان ينبغي له تقسيم العراق الى ثلاث دول صغرى فوراً لكننا فشلنا بسبب الجبن وانعدام الرؤية وترهيب أكراد العراق من أجل دعم الحكومة العراقية الجديدة وهو ما يفعلونه بحزن كمقابل لحسن نيتنا, ولكن لو أجري استفتاء حُر فإن ما يقرب من نسبة 100% من أكراد العراق سيصوتون لصالح الاستقلال شأنهم في ذلك شأن الأكراد الذين عانوا طويلاً من تركيا والذين تحملوا عقوداً من الاضطهاد العسكري العنيف وعقوداً طويلة من تهميشهم وتسميتهم بأتراك الجبال في محاولة لطمس هويتهم.
بينما خفَّت المأساة الكردية على يد أنقرة الى حدٍّ ما على مدى العقد الماضي فقد ازداد الاضطهاد مرة أخرى مؤخراً وينبغي أن ينظر الى الخمس الشرقي من تركيا على أنه أرضٌ محتلة أما بالنسبة لأكراد سوريا وايران فهم أيضا سيسارعون للانضمام الى كردستان مستقلة إن استطاعوا,
انتهى كلامه .........
اذ المحور الاساسي الذي اسس لاجندة الولايات المتحدة في المنطقة وهو ما كان غائب عن الكثير هو الدولة الكردية الكبرى وبمعنى آخر صناعة دولى عظمى في المنطقة او قوة اقليمية الاكبر موالية لاسرائيل وامريكا بشكل كامل وتصنع على اعينهما موازية لاسرائيل او بمعنى ادق غطاء لتمدد اسرائيل الكبرى لاحتواء الممانعة الفطرية لشعوب المنطقة .......وبالتالي الولاء للصانع فطري وبديهي ومنطقي
الدولة الكردية: تقضي الخطة المذكورة بإقامة دولة كردية مستقلة للأكراد البالغ عددهم ما بين (27 - 36) مليون كردي يعيشون في مناطق محاذية لبعضها البعض في الشرق الأوسط، إذ يعتبر التقرير أن الأكراد هم أكبر قومية في العالم لا يعيشون في دولة مستقلة، وأنه يجب تحقيق دولتهم المستقلة عبر عدد من الخطوات منها تقسيم العراق إلى ثلاث دول لأن الأكراد سيصوتون بنسبة 100% لصالح قيام دولة مستقلة إذا عُرضت عليهم فرصة قيام دولة مستقلة، وكذلك دعم أكراد تركيا للانضمام إليها وكذلك أكراد إيران وسوريا الذين سيشكلون (دولة كردستان الكبرى المستقلة) بحدودها النهائية. وستكون هذه الدولة الكردية الممتدة من ديار بكر في تركيا إلى تبريز في إيران أكبر حليف للغرب في المنطقة ما بين اليابان وبلغاريا.
وبناءا على ما سبق ....
وبربط هذا الكلام بالتحركات الميدانية وقياس النتائج نستخلص ان :
- الدولة الاسلامية تنبهت الى مفتاح اجندة امريكا وهو تلك الدولة الا انها لم تغفل الادوات وهو توظيف شيعة العراق واللعب على تناقضات الصراعات الحالية ...فقامت الدولة بتحجيم اذرع الاجندة وهم الشيعة العراقيين والمليشيات الرافضية بدخولها الموصل ودحر تلك القوات تماما
- بينما كان الجميع يظن ان رجال الدولة بعاطفية العقيدة سيتوجهون الى الاردن او لبنان او حتى السعودية وتوظيف البيئة السنية والسلفية في تلك الاراضي توجهت الدولة اولا الى مناطق الاكراد في العراق ( اربيل - وسد الموصل - وكركوك ..وغيرهم ) ....وبعد دحر البيش ميركة هناك وتقليم اظافرهم ...توجهت الى باقي المناطق الكردية بسوريا على الحدود التركية فكانت مهاجمة كوباني عاصمة المستقبل للدولة العظمى لتنهي ذلك الحلم المشترك المبني على القومية والعمالة لامريكا واسرائيل وبالتأكيد باقي الاماكن الكردية في تركيا ستقوم تركيا بنفسها باللازم....
- تنبهت امريكا على الفور لاستيقاظ الدولة فبدأت الهيسترية والرعب ( الملاحظ تأخر تحركات امريكا لظنها بمسارات اخرى للدولة كانت تلمح اليها وهى الاردن او المملكة او لبنان ) وهذا ما يفسر تأخيرها في التحرك على عكس ما قاله اوباما وفريق عمله وهو سوء تقدير قوة الدولة !!!!!!!
- ومن ثم علم الامريكان انهم كشفوا للدولة الاسلامية وهي بصدد افشال مخططهم تماما فبدأت هيسترية التحالف الدولي وبدأ التحرك السريع انما بعد فوات الاوان لان الدولة هي الاخرى اوهمت الولايات المتحدة والعالم انها بصدد مهاجمة الاردن او السعودية او لبنان من خلال عدة مناورات
( معبر الاردن - عرسال - الحدود السعودية - واحيانا القرب من بغداد)
وكان هذا بمثابة مسكن ومخدر للاستخبارات الامريكية
ومن ثم باغتت الدولة المناطق الكردية عائدة بامريكا الى نقطة الصفر
الامر الذي احدث ارتباك شديد لكل مخططات امريكا ليس فقط ميدانيا بل على مستوى التحالفات الاقليمية ....والدولية وموازين القوى
وقد كان هذا في غاية الوضوح من مواقف امريكا مع ايران وتركيا والخليج بل حتى والملف السوري
ولهذا اختم بالقول
على العقلاء من شعوب المنطقة قبل بناء اي تصورات ان يتتبع المعلومات بدقة ويقرأ التحليلات ويطلع على بدايات ومبادئ السياسات الخارجية الامريكية