:hawamer4012همسة محب لك وللجميع
كاتب المقال: الأستاذ مجاهد مأمون
انتبهت ذات يوم وأنا أقود سيارتي إلى واحدة من القواعد النفسية والأخلاقية العامة ..
وأعتقد بأن الكثيرمن الناس يشاركني فيها :
"إذا حجزتني سيارة بطيئة أمامي"
قلت: يا لهذا السائق البليد!
وإذا تجاوزتني سيارة مسرعة عن يميني او حتى ي قلت: يا له من سائق متهور!
إننا نعتبر أنفسنا "النموذج" الذي يُقاس عليه سائر الناس، فمن زاد علينا فهو من أهل الإفراط ومن نقص عنا فهو من أهل التفريط.
بمعنى إن وجدتَ من ينفق إنفاقك فهو معتدل كريم ، فإذا زاد فهو مسرف وإذا نقص فهو بخيل ..
ومَن يملك جرأتك في مواقف الخطر والشدة فهو شجاع ، فإذا زاد فهو متهور ومندفع وإذا نقص فهو جبان..
وقد لا نكتفي بهذا المنهج في حكمنا على أمور الدنيا بل نوسعه حتى يشمل أمور الدين ايضا.
فمَن عبد عبادتنا فهو من أهل التقوى والإيمان ، ومن كان دونها فهو مقصر ، ومن زاد عليها فهو من المتنطّعين.
وبما أننا جميعاً نرتفع وننخفض ونتقدم ونتأخر ونتغير بين وقت ووقت وبين عمر وعمر ومن مكان لآخر، فإن هذا المقياس يتغير باستمرار.
ربما مَرّ علينا زمان نصلي فيه الصلاة مع الجماعة ثم نقوم دون أن نصلي السنّة ، فنحس -في قرارة أنفسنا- بالأسف على مَن يفوّت الجماعة ونراه مقصراً ، لكننا لا نرى أي بأس في الذين يقتصرون على الرواتب دون النوافل.
فإذا تفضّل الله علينا وصرنا من المتنفّلين نسينا أننا لم نكن منهم ونظرنا إلى من لا يتنفّلون بعين التعالي والإزدراء، أو بعين الشفقة والرثاء.
{"إياك أن تظن أن مقياس الصواب في الدنيا ومقياس الصلاح في الدين هو الحالة التي أنت عليها والتي أنت راض عنها ، فرُبّ وقت مضى رضيتَ فيه من نفسك ما لا ترضاه اليوم من غيرك من الناس"}
وصَلِّ اللَّهُــمَّ وَسَـــلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَـــا وحبيبنا مُحمد صلى الله عليه وسلم .