أطلق بعض انصار الأخوان وسم أردوغان خليفة المسلمين
و قيل بأن الأخوان بايعوا أردوغان كمرشد عالمي للإخوان المسلمين أي انتقلت القيادة العامة للإخوان من القاهرة الى اسطنبول و هذا يفسر الانفعال الشديد لاردوغان و كلامه غير المتوازن و المتطرف عند عزل مرسي
و رأيت في مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات كثيرة من غير المصريين و الاتراك تمجد مرسي و اردوغان و تريد أن تصنع منهما رموزا للأمة و الرموز لها أهمية كبيرة في الامم سواء سلبا أم ايجابا
و لذلك ينبغي عدم السكوت على هذه الأفعال الخطيرة و الحساسة لأنها تتعلق بمصير الامة و مستقبلها و نهضتها أو سقوطها
فلو كان هذا الثناء منصفا و صادرا من الشعب المصري او التركي لقلنا هذا شأن داخلي و هم أعلم ببلدهم و قيادتهم و من حقهم بل من واجبهم الثناء على العطاء و الانجاز
و لكن للأسف أغلب ما يتم نشره حولهم من غير المصريين و الاتراك و معظمهم من أهل الخليج أو الوافدين لدول الخليج الذين يتنعمون بخيراتهم و يطعنون في تلك الدول التي تسعون بالمائة من العمل الخيري الاسلامي العالمي من خيراتها
و ذلك بحجة أن معارضوا مرسي علمانيون
فهل أنتم أعلم ببلدهم منهم !!!!
و هل شيوخ الازهر و شيوخ السلفية و حزب النور السلفي و المنشقون عن الاخوان علمانيون ؟؟؟
و هل كل من ليس أخواني أو غير ملتزم دينيا هو علماني و معادي للاسلام ؟؟؟
و ماذا عن العلمانيون الذين يؤيدون مرسي هل لديهم صك براءة من النفاق و الكفر ؟؟
و لذلك رأيت من الواجب الخروج عن الصمت تجاه ما يحصل لأن صنع الرموز الجوفاء في خمسينات و ستينات و سبعينات القرن الماضي دفعت الامة ثمنه غاليا و ما تحصده اليوم من حصاد مر هو نتيجة ما تم بذره في تلك الحقبة
فإن الذي أوصل جمال عبد الناصر الى سدة الحكم هم الاخوان و تسببوا بذلك بأكبر كارثة بحق الامة في العصر الحديث لأنه ابو الديكتاتوريات و الاستبداد العربي و الاسلامي و هو الذي استورد الفكر الثوري الاشتراكي الماركسي من الشرق الذي هو خلف أغلب ما تعانيه أمتنا من أزمات
و كادوا يتسببوا بكارثة أخرى بحق الامة بجرهم مصر الدولة العربية الكبيرة للتقارب مع إيران و روسيا أعداء الامة اليوم و في هذا الظرف الحساس من تاريخها و لكن الله سلم فالحمد لله و شكرا للسيسي
فلو لم يكن للسيسي من مكرمة سوى إفشال هذا المشروع الخطير لكفته
أما علاقة الاخوان مع إيران فهي قديمة و استراتيجية و ليست جديدة و الجديد هو جر مصر لذلك
فنقدي معظمه موجه لمن يمجد مرسي و أردوغان و يريد أن يصنع منهما رمزا و ليس لمرسي و اردوغان
يقول الاخوان و انصارهم هذا خطأ و الخطأ وارد بحق البشر و من لا يعمل لا يخطأ
و سؤالي لهم ما هو الخطأ الكبير و الفشل الذي لا يغتفر و ما هي الخطوط الحمراء عندكم ؟؟؟
و اذا كانت جميع الاخطاء تغتفر و لا تستوجب العزل فلماذا لا تبررون أخطاء بقية الحكام فهم بشر أيضايخطؤون و يصيبون
و هم يعلنون بأنهم مسلمون و يصلون و يصومون و يحجون و دساتيرهم علمانية مثل دستور مرسي و اردوغان ما عدا السعودية
- التي تعتبرونها خصمكم الاكبر - دستورها كتاب الله و سنة نبيه و بعضهم يرفع شعارات براقة مثل شعاراتكم
فهل يريد الاخوان أن يتسببوا بكارثة أخرى بحق الامة حتى يعتبروا أم أنهم لن يعتبروا و سوف يقولون هذا خطأ و الخطأ وارد و يجربون مرة ثانية و ثالثة و رابعة و ....
فهل الأمم و الاوطان مجالا لتجارب الفاشلين !!!!
و من نصبكم أوصياء على الأمة حتى تظلوا تجربوا عليها حسب أهوائكم و شهواتكم و فكركم المنحرف ؟؟؟
و من أعطاكم الحصانة ضد النقد حتى تتهموا من ينتقدكم بأقسى التهم مثل الانظمة الاستبدادية
فهل تريدون أن تستبدل الامة استبداد علماني باستبداد و إقصاء ديني ؟؟؟
سألت أحدهم على ماذا تهللون لمرسي و أردوغان ؟؟ ماذا قدموا للأمة من إنجازات و عطاءات و إنتصارات ؟؟؟
أجاب مرسي أول رئيس إسلامي يترضى عن الصحابة في عقر دار الروافض و قال كذا و قال كذا و سوف يفعل كذا و سوف ينجز كذا كله تسويف و كلام في كلام
و نسي أن من سبقوه من الرؤساء تكلموا بأكبر و اكثر من ذلك بكثير أمثال جمال و حافظ أسد و بشار و أحمدي نجاد و حسن نصر الله و ...
سابقا قد نجد عذرا للشعوب العربية و الاسلامية عندما صنعت رموزا جوفاء ممن رفعوا شعارات براقة معانيها كبيرة مثل الوحدة و العزة و الكرامة و رمي إسرائيل في البحر و إزالة إسرائيل من الخارطة و قلعة الصمود و التصدي و المقاومة و الممانعة التي تدغدغ عواطف الناس و تثير حماسهم لأنه كان يسود الاعلام الاوحد و يسود الجهل و لأنها رفعت شعارات براقة كبيرة
أما اليوم عصر الانفتاح عصر الاعلام المفتوح و الانترنت و تعميم المعلومة فلم أجد عذرا لمن يصنع رمزا و بطلا ممن يترضى عن الصحابة في ايران و بناء على تسويف و كلام و وعود ، حقا إنه أمر يصيب المرء باليأس و الاحباط !!!!
فهل تظنون بأن إيران تمانع من الترضي عن الصحابة ليل نهار مقابل فتح الابواب أمام مشروعها !!!!
و هل تظنون أن إسرائيل تمانع من الصلاة على رسول الله و الترضي على الصحابة ليل نهار مقابل التطبيع معها !!!!
و ماذا عن أردوغان قال لقد بكى على الفتاة الاخوانية التي قتلت في اعتصام رابعة بمصر و بكى على اهل غزة و قام بتطوير تركيا و تقوية اقتصادها فأصبح من أكبر اقتصاديات العالم ؟؟؟
فقلت عجبي هل وصل بنا الحال أن نصنع رمزا من الذي يبكي فهل أمتنا بحاجة إلى زيادة نساء يبكون و ينوحون أم بحاجة إلى رجال يقولون و يفعلون و ينصرون !!!
أما بخصوص تطوير تركيا و تقوية اقتصادها فهذا صحيح و يشكر عليه و لكن هذا نفعه يعود على الشعب التركي فلم تستفيد منه الامة حتى تصنع منه رمزا و من حق و واجب الشعب التركي الثناء عليه
و لكن هناك من يبالغ في ذلك فكثير من الشعب التركي يهاجر للعمل في دول الخليج و اوربا فلو كان الاقتصاد بهذه القوة هل سيتركون بلدهم الجميل !!!
و أسالوا الاتراك هل راتب الموظف يكفيه لآخر الشهر رغم أنه يعمل هو و زوجته و هل يستطيع شراء سيارة و هل يستطيع دفع مصروفها و هل عنده خدامة و سائق و هل يملك مسكن واسع مريح ؟؟؟