تأملتُ في حالي وحال المقصرين أمثالي ... فوجدتنا في حال يرثى لها ... ونسأل الله أن يسترها .
لن أطيل ... فمثلكم لا يخفى عليه ما سأقول .
المعاصي الخفية - غالبا - ... هي التي تؤثر في قلوبنا ... وتفضحها فلتات ألسنتنا ... وتصدقها فضائح جوارحنا ...
تقصيرٌ في الطاعات ... وابتلاء بالمعاصي الخفيات ...
خَورٌ في طلب الحسنات ... وتفننٌ في اقتراف السيئات ...
تأملتُ في كتاب الله تعالى ... فوجدت العلاج النافع ، الناجع ، الرافع ، الرائع ... في صرف العبد عن المعاصي ... وتبغيضها له ... وتحبيبه إلى الطاعات ... وتقريبها له ...
فسألتُ نفسي ... بعد قراءتي لهذه الآية ... ولكأني أسمعها ... لأول مرة !! :
الله تعالى في كتابه العظيم ... يدعونا ، ويحثنا ، ويعلمنا ، ويوجهنا إلى الجوء إليه ... وطلب العون منه تعالى ... في أن يصرف عنا ما نبتلى به من معاصي خفيات وظاهرات !!.... ثم لا نلجأ إليه !!.
أقول :
إن ابتليت بمعصية خفية أو ظاهرة ... وعجزتَ عن التخلص منها ... وتخشى أن يعاقبك الله تعالى على اقترافها ... فالجأ إلى الله تعالى ... وابكِ بين يديه ... وألحّ في دعائه ... بأن يكرّهها لك ، ويصرفها عنك ، ويبغضها إليك ... وأن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ...
ثم لا تسأل عن فضله تعالى ، ونعمه ، وتوفيقه ... في أن يبغّض إليك ما كنت تحبه ... أو قد ابتليت باقترافه من المعاصي ...
ووالله إنك لتتعجب من فضل الله تعالى عليك ... في صرفه المعصية عنك ... فتقول : أين كنت عن هذا من قبل ؟!.