كشف تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن ضباطا في وكالات الاستخبارات الأوروبية التقوا سرا مع مندوبي الرئيس بشار الأسد لتبادل المعلومات حول "المتطرفين" الأوروبيين المقاتلين في سورية، نقلا عن مسؤولين غربيين وعرب، وهي اللقاءات الأولى، المعروفة، منذ سحب السفراء الغربيين.
وأضاف التقرير أن القصد من الاجتماعات كان لجمع المعلومات عما لا يقل عن 1200 من "الجهاديين" الأوروبيين الذين التحقوا بالجماعات المسلحة في سوريا، كما يشير مسؤولون غربيون، وسط مخاوف أوروبية من أن يشكل هؤلاء تهديدا عندما يعودون إلى بلدانهم.
وقال مسؤولون ودبلوماسيون غربيون وعرب إن المحادثات تركزت تحديدا على المتطرفين وتنامي قوة تنظيم القاعدة في سوريا.
لكنَ معارضين للأسد في سوريا وفي اسطنبول، حيث مقر المعارضة السياسية، قالوا إنهم قلقون من أن العرض الذي قدمته العواصم الغربية بتبادل المعلومات الاستخبارية قد يكون مقدمة لاحتمال القبول باحتفاظ الأسد بالسلطة في المستقبل المنظور.
ويقول التقرير إن أعضاء المعارضة يشعرون بالقلق أيضا من أن الاتصالات الغربية الجارية بالأسد عبر ممثليه، وهذا بالتزامن مع الجهود الدولية الحاليَة للتخلص من الكيميائي السوري، يمكن أن تتطور لتصبح تعاونا أوسع على مكافحة الجماعات "الإرهابية" في سوريا.
كما يمكن أن تعزز مثل هذه الاتصالات حجة الأسد: هناك حاجة إلى قيادته لمحاربة تنظيم القاعدة الذي سيطر على بعض المناطق السورية في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا أوضح أحد أعضاء المعارضة السورية في اسطنبول، كما نقلت عنه الصحيفة، قائلا: "نحن قلقون من أن هذه المناقشات الأولية يمكن أن تؤدي إلى تعاون أوسع".
وكشف التقرير أن ضابطا متقاعدا كان مسؤولا في المخابرات البريطانية MI6، ذراع الاستخبارات الخارجية البريطانية، هو أول من زار دمشق في منتصف الصيف الماضي نيابة عن الحكومة البريطانية. وقال دبلوماسيون ومسؤولون على معرفة بالوضع، إن وكالات الاستخبارات الألمانية والفرنسية والإسبانية تحدثوا إلى مسؤولي النظام في دمشق منذ نوفمبر الماضي، وسافروا إلى سوريا من بيروت.
وقال هؤلاء إن الولايات المتحدة لم تشارك في الزيارات إلى دمشق. وأوضح مسؤول أمريكي كبير أنه لم يكن على بينة من المحادثات. ولكنَ مسؤولين أمريكيين قد أعربوا عن قلقهم إزاء قضية الجهاديين الأوروبيين.
ونقل التقرير عن مسؤولن غربيين قولهم إن العديد من الجهاديين الأوروبية انضموا إلى "داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في سوريا، وأصبحوا متطرفين تطرفا وتلقوا تدريبات على خوض المعارك والمتفجرات، بما يمكن أن يهددوا بلدانهم عند عودتهم.
وتقول الصحيفة إن ممثلين عن الاستخبارات الألمانية، الإسبانية، البريطانية والفرنسية التقوا مع مجموعة من المسؤولين السوريين، من بينهم علي مملوك، وهو مستشار أمني خاص للأسد.
وكان القصد من اجتماعات الأوروبيين هو جمع المعلومات حول مصير المقاتلين الأوروبيين وأماكن وجودهم والفصائل التي انضموا إليها، لمعرفة توجهاتهم.
وقال التقرير إن خالد محجوب، وهو رجل أعمال أمريكي سوري مقرب من الأسد، لم يعلق على خبر المحادثات مع الأوروبيين، لكنه قال إنه لن يفاجأ إذا كان الأوروبيون والأمريكيون وجدوا أنفسهم، في النهاية، مضطرين للتعاون مع الأسد في محاربة تنظيم القاعدة.
وقال مقابلة أُجريت معه مؤخرا: "وصل الساسة الغربيون إلى مستوى معين من النضج والفهم: أن سوريا تحارب الإرهاب السلفي الوهابي نيابة عنهم".
وتأتي هذه الاجتماعات قبل مؤتمر جنيف الثاني، حيث من المفترض أن يلتقي ممثلو المعارضة مع حكومة الأسد في محاولة لإيجاد حل سياسي للصراع الدائر منذ ثلاث سنوات. http://alasr.ws/articles/view/14876/