قد يتسائل البعض، وما فائدة الابتكار والتجديد بالنسبة للشخص القائم بعمليات التسويق الإلكتروني؟ حيث أن المسوق غالبا ليس بصاحب خدمة ولا منتج بل هو يقوم بعملية تسويق الكتروني لخدمات ومنتجات الأخرين، والإجابة على هذا السؤال سهلة جدا، نلاحظ الشركات الكبرى والمتميزة في مجالها غالبا ما تحمل أفكارا مبتكرة وتتميز بأمور لا توجد عند غيرها، فمؤسس الفيسبوك Mark Zuckerberg أظهر فكرة جديدة وفريدة من نوعها ولذلك أصبح الفيسبوك من أكبر الشركات على مستوى العالم وكذلك هو الحال بالنسبة لكثير من الشركات الرائدة في مجالها سواء كانت شركات خدمية أو شركات إنتاجية فالابتكار والتجديد يحققان النجاح دائما بشرط أن تكون الفكرة ذات فائدة حقيقية للمستخدم أو المستهلك.ولكن هل يعني هذا أن على الشركات عدم التقليد أبدا والبحث دائما عن أفكار جديدة؟ لو كانت الإجابة على هذا السؤال بنعم لما وجدنا أجهزة الكمبيوتر ولا أجهزة التلفزيون ولا الغسالات الحديثة والتي تنتجها مختلف الشركات لأنها ستكون حكرا فقط على مخترعيها وتستمر بأسمائهم فقط حتى الأن وهذا أمر غير معقول أبدا، وكذلك لو بقيت شركة أبل وحيدة بهواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية ولم تدخل الشركات الأخرى في هذا المجال لكان لزاما علينا أن نستخدم منتجات أبل فقط دون غيرها، لهذا فإن موضوع التقليد ومحاكاة الشركات الأخرى أمر مطلوب ومهم وله فوائد كثيرة تصب في مصلحة الشركات المتنافسة وكذلك المستهلك حيث يكون هو المستفيد الأكبر في هكذا حالات لأنه بذلك تتاح له الفرصة لمقارنة البدائل وتقييمها واختيار الأفضل بالنسبة له. لكن وفي نفس الوقت فلا يقصد بالتقليد استنساخ المنتج كما هو أو الخدمة كما هي بل الأفضل أن تبتكر الشركة أمورا جديدة وتضيف على هذا المنتج أو هذه الخدمة لتتفوق وتتميز عن غيرها، لو أخذنا محرك البحث جوجل كمثال، هل كان جوجل أول محرك بحث في شبكة الإنترنت؟ الإجابة هي لا فقد كان هناك محرك بحث شهير اسمه Altavista وقد كان أشهر محرك بحث في ذلك الوقت ولكن وبعد دخول محرك البحث جوجل للشبكة احتل الصدارة وقضى تماما على ذلك المحرك حتى اشترته شركة ياهو قبل أكثر من عشر سنوات، وليس سبب سيطرة جوجل على عمليات البحث في شبكة الإنترنت أمرا اعتباطيا بل أن لهذا أسبابا جعلت منه الأفضل، فعندما انطلق محرك البحث جوجل كانت طريقة عمله وفكرة برمجته جديدة كليا ومبتكرة وقد كانت أفضل بكثير من محركات البحث السابقة وتعطي خدمة أكثر احترافية للمستخدم وهذا هو السبب الحقيقي لنجاحه وتقدمه حاليا ليس كمحرك بحث وحسب؛ بل كشركة متكاملة تقدم الكثير والكثير من الخدمات للمستخدم في شبكة الإنترنت. في بعض الأحيان قد تنجح الكثير من الجهات في عملها عن طريق الاستنساخ أو حتى تقديم خدمات مشابهة للأخرين لسبب أو لأخر، فعلى سبيل المثال يستخدم الكثير من الشعب الصيني محرك البحث Baidu ومع عدم معرفتي بمميزات هذا المحرك إلا أن السبب الرئيسي لذلك هو أن المحرك قد يعطي نتائج أكثر دقة في عمليات البحث الخاصة بالصين نفسها من أي محرك بحث أخر، وقد تكون الضغوطات التي تقوم بها الحكومة الصينية على شركة جوجل وغيرها من الشركات احدى الأسباب أيضا، ما أريد أن أوضحه بأن هناك حالات يمكن فيها النجاح عن طريق التقليد والاستنساخ ولكن يبقى الابتكار والتجديد هما الأفضل دائما.
وبعد أن تبينت أهمية الابتكار والتجديد في هذا المقال فينبغي على الشخص الذي يعمل في مجالالتسويق الإلكتروني أن يختار خدمات أو منتجات مبتكرة لتسويقها وهذا سوف يعود عليه بالفائدة الكبيرة مع ضرورة الالتزام بالنقاط الأخرى المهمة في اختيار المنتجات أو الخدمات، فالتسويق الالكتروني مثلا لبرنامج يقدم خدمة تهم المستهلك وكذلك يتميز بالتجديد والإبتكار سيلقى نجاحا أكبر من غيره، فالمستهلك هو المحور الرئيسي في العملية التسويقية كما ذكرنا سابقا، وهذا المستهلك يهمه الحصول على شيء يلبي متطلباته بالدرجة الأولى، وإذا وجد شيئا يقدم له أكثر مما يقدمه الأخرون فإنه وبعد النظر في المعايير الأخرى سيقدمه على المنتجات أو الخدمات المنافسة دون شك.