يقول أساتذة الطب النفسي أن الرجل الأول في حياة الفتاة هو والدها
ومن خلاله تتحدد نظرتها للرجال بشكل عام ، وهذا ما يفسر ارتباط
الفتاة بالأب عكس الولد الذي يرتبط بأمه، ولذلك تتابع الفتيات تصرفات
الوالد ، وأقواله ، وطريقة تعامله .
وقد أثبتت دراسة حديثة أن الفتاة تشعر باكتمال حاجتها بقربها من
والدها، خاصة إذا كان ذلك
الأب حنونا وعطوفا، أما من كانت العلاقة
بينهما ضعيفة فإنها بذلك تلجأ إلى الإحساس بالاكتمال بعيدا عن والدها
وقد تتورط في مشاكل عاطفية بسبب تلك الحاجة .
ويقول علماء النفس " هناك بعض الأمور التي ينبغي أن يراعيها كل أب
من أجل تدعيم العلاقة بينه وبين ابنته لكي يقضيا معا وقتا طيبا يجعله
جزءا أساسيا من حياتها ، باعتبار أن الوالد الذي يختار أن يساهم في
تنشئة بناته يمكنه أن يطمئن إلى أنهن سوف يكبرن وهن يشعرن بالثقة
في النفس، ويحترمن أنفسهن، ويشعرن بقيمتهن الذاتية ، ويؤهلهن
لمواجهة عالم الكبار".
ويشيرون إلى أن الفتيات بشكل عام يفضلن الخروج مع آبائهن إلى مكان
عمله ، وإلى الأسواق ، وأن يصحبها إلى المدرسة، وانعكاس كل ذلك
عليها يبدأ عندما تحاول اثبات شخصيتها أمام الآخرين.
وأضيف أن على الأم دور كبير في تقريب العلاقة بين
البنت ووالدها ...ومن منطلق تعامل الأم مع زوجها تتحدد نظرة البنت
لوالدها من ناحية... ونظرتها للحياة الزوجية وواجبات الزوج من ناحية
أخرى كما أن عليها أن تلفت نظر زوجها لحاجة بناته للجلوس معه أو
الحديث أو الحنان إن كان غافلا عن هذه النقطة ...
كما أن على الأمهات عندما تبلغ بناتهن سن الاعتماد
على النفس مثل 13 سنة فما فوق ..أن توليها بعض المهام التي تقربها
من والدها وتعودها على الحياة الزوجية ... مثلا تقوم البنت بتحضير
الشاهي للوالد وإحضاره له ... تلبية طلباته في حال غياب الأم ...
تجلس معه وتحدثه ...عندها حتى الوالد سيشعر ببنته ويزداد قربه
منها.... ويستمع لأفكارها وطموحاتها وشكواها ...مما يؤدي إلى
استقرار نفسي وعاطفي لدى الفتاة ..
وتأهيلها لحياة زوجية ناجحة بإذن الله