لوحظ في الآونة الأخيرة في أماكن عامة من المملكة العربية السعودية انتشار ظاهرة ارتداء المراهقين والشباب لقناع "فانديتا" الذي يرمز للثورة، ما دفع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لدعوة أئمة المساجد والجوامع إلى تحذير الشباب وتوجيه الآباء والمربين.
أضحى قناع ثورة 'فانديتا' يباع بكثرة هذه الأيام في مختلف الشوارع الحيوية والأسواق الشعبية، ويجد طريقه سريعاً على وجه الصبية والبنات والشباب من مختلف الأعمار، بل أصبح في بعض الأحيان سيد الشاشات الإخبارية التي تغطي أحداث الربيع العربي والاحتجاجات الشعبية التي يتابعونها.
ونقلت صحيفة "المدينة" السعودية اليوم الأحد عن الوزارة أن هذا القناع "يرمز إلى الثوار والانتقام ويروج له عبر شبكة الإنترنت بهدف تشجيع المراهقين والشباب دون وعي أو إدراك بمعنى أو ما يرمز إليه القناع من التقليد وزرع ثقافة العنف والتطرف".
وقالت الوزارة في تعميم صادر بهذا الشأن إن أفراد هذه الفئة العمرية قد تُستغَل للإخلال بالأمن وانتشار الفوضى في أوساط المجتمع.
وأشارت الوزارة إلى أهمية "تناول هذا الموضوع في الخطب والمواعظ وتوعية الناس وتوجيه الآباء والمربين بواجبهم تجاه أولادهم ومن تحت أيديهم وحسن صحبتهم بالرفقاء الصالحين لاسيما في فترة الصيف والفراغ الذي يواجهه الشباب، والاستدلال على ذلك من نصوص الكتاب والسنة، بما يسهم في التحذير من هذه الأشياء الدخيلة على مجتمعنا المحافظ".
و"فانديتا" هي كلمة لاتينية تعني الانتقام, وبدأت قصة القناع على يد الثائر المناهض للملكية البريطانية جاي فوكس، الذي حاول في عام 1606 نسف مبنى البرلمان الإنجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، فارتدوا أقنعة تخفي شخصياتهم، لكن المؤامرة اُكتشفت قبل تنفيذ العملية، وأعدم فوكس قبل الهجوم على البرلمان.
وفي 2005، استلهم المخرج جيمس مكتيجو شخصية فوكس لإنتاج فيلم أميركي شهير باسم v for vendetta.
ومع بداية الثورات العربية في 2011 انتشر القناع بشكل كبير في بلدان "الربيع العربي" وأضحى رمزاً يرتديه الشباب المحتجون لمواجهة رجال مكافحة الشغب.
وبينما غضت بعض الأنظمة الطرف عن دخول القناع لأسواقها المحلية، سعت أخرى إلى حظره كالجارة الشرقية للسعودية مملكة البحرين، التي قررت سلطاتها في مارس/آذار الماضي حظر استيراد قناع "فانديتا" الثوري بعد اتساع رقعة استخدامه في الاحتجاجات التي بدأت مطلع فبراير/شباط 2011، لتفادي أضرار الغازات المدمعة وإخفاء شخصياتهم الحقيقية.
وحتى الآن لم يصدر أي قرار حكومي يحظر القناع في السعودية من جهة الاختصاص المعنية ممثلة في أجهزة وزارة التجارة والصناعة، رغم ما كتب عن القناع في شبكتي التواصل الاجتماعي فيسبوك و، في حين تجاهلت شبكة التلفزة الرسمية تسليط الضوء على هذه الظاهرة.
يذكر أن الصحافة المحلية تطرقت لقضية رواج القناع ووضعته في خانة "السلوكيات الخاطئة" والتشبه بالتقليعات الغربية، واصفة إياه بأنه ظاهرة سلبية شاذة ويزرع ثقافة العنف في المجتمع, لكن دون إعطاء أي تفاصيل تاريخية عن رمزية القناع.