نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريراً مفصلاً حول فيروس كورونا، الذي أصاب العديد من المواطنين في السعودية وأدى إلى وفاة بعض الحالات.
وأجرت الصحيفة حواراً مع الطبيب المصري علي زكي أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة عين شمس المصرية، الذي اكتشف أول حالة للإصابة بالفيروس في المملكة في يونيو من العام الماضي، وذلك عندما كان يعمل طبيباً في مستشفى سلمان الفقيه في مدينة جدة.
وأكد زكي أنه اكتشف الفيروس مصادفة عندما طلبه طبيب الطوارئ في المستشفى للكشف على حالة رجل في الستين من العمر من مدينة بيشة أتى للمستشفى ويعاني من أعراض الإصابة بالأنفلونزا العادية، إلا أن حالته الصحية والبدنية لم تكن مطمئنة، ما اضطره إلى أخذ عينة من دم المريض وإرسالها لأحد المعامل المتخصصة في الكشف عن الفيروسات في هولندا لشكه في إصابة الرجل بمرض سارس، وبالفعل جاءت نتيجة العينات إيجابية وهو ما أصاب الطبيب المصري بالصدمة لكون الفيروس جديداً وليس له علاج ولا يعرف كيفية انتقاله للمريض، ما يهدد حياة المواطنين بالخطر وينذر بكارثة.
وقال الطبيب المصري إنه تحدث مع إدارة المستشفى أن الوضع قد ينقلب إلى وباء في أي لحظة ويجب إبلاغ المنظمات العالمية من أجل التحذير من الكارثة المحدقة واتخاذ اللازم، إلا أنه فوجئ برفض إدارة المستشفى فما كان منه إلا أن أرسل نتائج العينات والتحاليل التي أخذت من المريض مركز التحذيرات الطبية العالمي والتابع لمنظمة الصحة العالمية والمسؤول عن إرسال التحذيرات عن الأوبئة ودرجة خطورتها إلى الجهات المسؤولة على مستوى العالم.
وكانت صدمة الأستاذ الدكتور علي زكي كبيرة عندما تم إنهاء عمله في المستشفى بسبب موقفه، حيث تم منعه من متابعة الحالة التي ظهرت، إلا أنه مستمر وحسب تأكيداته في متابعة الموقف وأخذ العينات لدراستها وتحليلها على نفقته الخاصة لمعرفة تطورات الفيروس وكيفية مواجهته.
ويأتي اكتشاف الطبيب المصري لأول حالة مصابة بفيروس كورونا بالسعودية، كان الأطباء يعالجون مريضاً قطرياً من نفس الأعراض في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، ما استرعى انتباه الأطباء المعالجين خاصة بعد أن سمعوا عن التحذير بانتشار فيروس كورونا وتأكدت مخاوفهم عندما علموا أن المواطن القطري كان في زيارة إلى السعودية.
من جهتهم أكد المسؤولون عن الصحة في السعودية أن الوضع لم يصل إلى حد الوباء وأن الأمور تحت السيطرة، إلا أن المخاوف العالمية تأتي من كون الفيروس جديداً ويتحور جينياً بشكل لا يمكن السيطرة عليه بسهولة، كما أن ارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين أصاب المسؤولين في منظمة الصحة العالمية بالقلق حيال الوضع وإمكانية انتشاره.
والجانب الإيجابي في الأمر يأتي من تمكن بعض العلماء للوصول لبعض الأمصال التي قد تسيطر على الفيروس الغريب، إلا أن المخاوف تكمن في إمكانية تحول الفيروس مرة أخرى قبل اكتمال التجارب على الأمصال وظهور أجيال جديدة منه.
وأكد الباحثون في إحدى الجامعات الكندية أن الخفافيش هي التي تحمل العائل للفيروس، وبالتالي اختلاط الإنسان بالخفافيش ربما يؤدي لانتقال المرض إليه وبالفعل انتقلت مجموعة بحثية لدراسة البيئة في مدينة بيشة، التي أتت منها أول إصابة إلا أنهم وجدوا أن الفيروس الذي وجدوه في أحد الخفافيش ليس بالشكل الموجود في العينات المأخوذة من البشر، وصرحوا أن الفيروس ربما يتحور عندما ينتقل لجسد الإنسان.