بينما أنا أحاول أن أقرأ ماهية
فيروس كورونا والشبه بفيروس سارس ووجه الإختلاف وماهية الأماكن التي ظهر فيها وطريقة إنتشاره . بدأ لي أن
فيروس كورونا ماهو الا
فيروس سارس مع التطوير , أي إدخال تعديلات وراثية وجينية ربما تغير من الشكل ومن مراحل الإنتشار وحتى الإنتشار الداخلي في الناقل , وبينما أبحث عن هذه الفكرة وهل هناك مراكز أبحاث ربما تكون أنتجته , وهل هناك إمكانية في إنتاجه أصلاً, وقعت على هذا المقال الذي يبدو مثير مع إنتشار
فيروس كورنا هذه الأيام.
..........................................................
alittihad.ae | جريدة الاتحاد
د. أكمل عبد الحكيم
عن الكاتب
أرشيف الكاتب
تعديل الفيروسات ومخاطر الإرهاب البيولوجي
تاريخ النشر: الخميس 22 ديسمبر 2011
في نهاية الصيف الماضي وضمن فعاليات أحد المؤتمرات المتخصصة في علم الفيروسات خرج عالم هولندي يدعى "رون فوشيير" (Ron Fouchier) على العالم بمفاجأة علمية فتحت أبواب الأمل لدى كثير من المتخصصين في هذا المجال، وأثارت القلق الشديد لدى البعض الآخر. هذه المفاجأة ملخصها هو نجاح هذا العالم الهولندي، الذي يعمل في أحد المراكز العلمية بمدينة روتردام (Erasmus Medical Center)، في إدخال تعديلات وراثية جينية -خمسة تقريباً- على
فيروس إنفلونزا الطيور (H5N1)، مكنت الفيروس من الانتقال بسهولة بين حيوانات النمس، مما يزيد من احتمالات انتقاله أيضاً بين أفراد الجنس البشري، وإن كان بشكل غير أكيد. ومثل هذه الاحتمالية يسقط بشكل كبير خط الدفاع الأول والأهم أمام وقوع وباء عالمي من إنفلونزا الطيور يتوقع إن حدث أن يذهب ضحيته عشرات وربما مئات الملايين من البشر. فلكي يقع مثل هذا الوباء لابد أن تكتمل مراحل ثلاث: الأولى هي مرحلة الانتقال بين الطيور، والثانية مرحلة الانتقال من الطيور إلى الإنسان، والثالثة هي مرحلة الانتقال من الإنسان إلى الإنسان. بالنسبة للمرحلة الأولى اكتشف العلماء منذ بدايات القرن العشرين وجود الفيروس في مجتمعات الطيور البرية، ومؤخراً في مجتمعات الطيور الداجنة والمستأنسة. وتكمن المشكلة في أن الطيور الداجنة والمستأنسة لا تتمتع بنفس درجة المناعة الموجودة لدى الطيور البرية، مما يؤدي إلى نفوق أعداد هائلة منها إذا ما انتقلت إليها العدوى، كما أنها نتيجة لتدجينها واستئناسها تتواجد بطبيعة الحال داخل المجتمعات البشرية، وهو بالتحديد ما هيأ لوقوع المرحلة الثانية.
وبشأن هذه المرحلة الثانية، أو مرحلة الانتقال من الطيور إلى الإنسان، كان العلماء على يقين خاطئ قبل بضعة أعوام بأن الفيروس المسبب لهذا المرض لا يصيب إلا الطيور فقط، ولكن هذا اليقين انقلب رأساً على عقب بحلول عام 1997 عندما تم تشخيص أول حالة إصابة بشرية بفيروس الإنفلونزا في هونج كونج. ويفسر العلماء ما حدث هناك بأن الفيروس تعرض لطفرة وراثية، تمكن معها من كسر الحاجز الفاصل بين الأنواع، والقفز من الطيور إلى البشر. وهذه الطفرة بعينها هي التي تثير القلق والمخاوف بين العلماء والمتخصصين. ففي رأيهم أن الفيروس القادر على الوصول من خلال الطفرات الوراثية إلى نقطة تمكنه من الانتقال بين الأنواع، سيتمكن حتماً -من خلال المزيد من الطفرات- من الانتقال بين الإنسان والإنسان، لنصل بذلك إلى المرحلة الثالثة والنهائية في سيناريو الرعب هذا، أو مرحلة الانتقال من إنسان إلى إنسان، ليتسبب الفيروس حينها في وباء لا يبقي ولا يذر، وبدون الاعتماد على الطيور في دورة حياته أو عملية انتقاله.
وعلى ما يبدو لن يضطر
فيروس (H5N1) للانتظار طويلًا كي تستكمل العملية الطبيعية خطواتها، التي قد تستغرق بعض الوقت، حتى يحصل على التغيرات الوراثية التي تمكنه من الانتقال بين إنسان وآخر، في ظل يد المساعدة التي قدمها له الصيف الماضي العالم الهولندي "فوشيير" (Fouchier)، من خلال اكتشافه للتعديلات الوراثية التي يحتاجها الفيروس كي يتمكن من الانتقال بين البشر، وإدخال هذه التعديلات بالفعل على تركيبته الوراثية، ومن ثم تخليق
فيروس إنفلونزا "سوبر". هذا على رغم أن أبحاث الدكتور "فوشيير" كان الهدف منها معرفة التغييرات التي يحتاجها الفيروس، ومن ثم متابعة ومراقبة ما إن كانت هذه التغييرات تحدث في الطبيعة بالفعل أم لا، بالإضافة إلى توفير وقت كافٍ لتحضير التطعيمات والأمصال في المستقبل التي يمكنها تحقيق الوقاية من مثل هذا الفيروس السوبر.
ولا خلاف على أهمية هذا الاختراق العلمي في التحضير والاستعداد، والوقاية والدفاع، ضد وباء عالمي من إنفلونزا الطيور، يرى البعض أنه واقع لا محالة، وأن المسألة ليست سوى مسألة وقت. وإن كان هذا لا يمنع من أن هذا الاختراق قد أثار أيضاً مخاوف عديدة من إمكانية استخدام الفيروس "السوبر" كسلاح بيولوجي جرثومي. وهذه المخاوف بالتحديد هي التي منعت من نشر كافة تفاصيل التغييرات الوراثية المطلوبة، وكيفية إجرائها، حتى تتم مراجعة الموضوع برمته من قبل المجلس الاستشاري العلمي الوطني للأمن البيولوجي في الولايات المتحدة (US National Science Advisory Board for Biosecurity، الذي أنشئ في أعقاب تكرار هجمات بميكروب الجمرة الخبيثة عام 2001. وبالفعل أصدر هذا المجلس توصياته، بضرورة حذف البيانات والمعلومات المهمة من البحث الهولندي، قبل أن يتم نشره في الدوريات العلمية المتخصصة، مخافة أن تستخدم هذه البيانات والمعلومات من قبل دول وجماعات إرهابية. وإن كانت هذه الدوريات قد اشترطت قبل الحذف وضع نظام يمكن من خلاله للعلماء الجادين والموثوق بهم الحصول على تلك المعلومات، بسبب أهمية هذه البحوث في الوقاية المستقبلية من أي وباء إنفلونزا محتمل.
وإن كان هذا السيناريو، وخصوصاً استخدام
فيروس إنفلونزا الطيور "السوبر" من قبل بعض الدول والحكومات، غير عملي أو واقعي، في ظل كون الفيروس لن يعترف بالحدود السياسية أو الجغرافية. فإطلاق مثل هذا الفيروس على شعب دولة معادية سيؤدي في النهاية حتماً إلى وصوله إلى شعب الدولة التي قامت بإطلاقه في البداية، كونه ينتقل بسهوله ويسر بين البشر، ومن خلال الطيور البرية والمستأنسة. أما سيناريو استخدامه من قبل جماعات إرهابية فهو احتمال قائم، إذا ما كان أفراد هذه الجماعات يتسمون بالجنون، في ظل عدد الضحايا المتوقع أن يبلغ عشرات بل مئات الملايين من البشر، من كل عرق، وجنس، ولون، ودين، ودون أي تمييز.
ا
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=63167