مازن السديري
في حوار إذاعي قبل أسبوعين وجهت نقداً لشركة (بترورابغ) وطلبت من وزارة النفط أن تعيد النظر في غاز (الميثان) والمعطى بكميات تفوق أي مجمع بتروكميائي في السعودية لمجمع (بترورابغ)، فالشركة منذ بدأت التشغيل التجاري وإلى اليوم (حوالي سنتين) مجموع صافي ها لا يتجاوز 214 مليون ريال، ولو ننظر لشركات أصغر منها في الحجم فلديها القدرة على تحقيق نفس هذا الرقم في ربع واحد فقط.
للأسف يتم ترويج فكرة أن النشاط التكريري للشركة هو سبب انكماش النتائج وهذا غير صحيح. صحيح أن هامش الربح منخفض للطن المكرر على متوسط أسعار السنة ولكن مع ارتفاع كمية الأطنان المكررة تنخفض التكاليف الثابتة كنسبة وترتفع هوامش الربح التشغيلي، لذلك كانت قاعدة لبناء أي مجمع للتكرير وكذلك للبتروكيماويات من توفر الشروط الأربعة: (اقتصاديات الحجم، التقنية، الموقع، الموارد) والحجم الاقتصادي ممتاز بتكرير 400 ألف برميل يوميا وإن كان فعليا من الممكن أن يصل العدد إلى 375 ألف برميل يظل رقما اقتصاديا وقادرا على تحقيق جدوى استثمارية، ولكن للأسف تم ترويج دعاية أن النشاط التكريري غير مجد ولابد من إلحاقه بمجمع بتروكميائي ومن المحزن أن النشاط التكريري أصبح يستخدم كحجة ومبرر لتواضع الشركة.
أما عن النشاط البتروكميائي فنسمع دائما عن حالة تطرح التساؤل عن مستوى التقنية منذ أن بدأ النشاط التجاري و(بترورابغ) لم تنتج في ربعين متتالين مستوى كفاءة تشغيل استثمارية. وللأسف أتذكر أحد موظفي أرامكو ولا أستطيع أن أجزم أنه يعمل في (بترورابغ أيضا) ويشهد على كلامي الكاتبان علي المزيد وفواز الفواز. كان يقول ذلك الموظف وهو يتحدث عن دخول أرامكو لعالم البتروكيماويات ان الشركات التي تستخدم الإثان هى تطبع المال وأن في ما معناه أن نجاحهم هوبفضل رخص سعر اللقيم. ولكن الحقيقة تقول أن كل منتجات بترورابغ قائمة على نفس الغاز إلا منتج واحد(نسبته أقل من الربع) وكميات (الإيثان) تفوق الجميع من المجمعات الأخرى ومع ذلك لا نرى إلا خسائر متكررة وإغلاقا للصيانة متكررا ومبالغا.
الحقيقة عبر خبرتي لم أر أو أسمع عن أي مجمع بتروكميائي في العالم يغلق لمدة شهرين. نريد توضيحا للأسباب وهو من حق المساهمين، واطلب من وزارة النفط أن تحقق أيضا في الأسباب وتحرير هدر الثروات الخاصة والتي هى ملك الشعب السعودي وإن كانت بترورابغ غير قادرة على إدارة مجمع بتروكميائي أن يعاد النظر في أشياء كثيرة وأولها تحدد مهلة فإذا لم تحسن الشركة أداءها تسحب منها الامتيازات لأن هدر الثروات هو طريق ضياعها.