يقدم عدد متزايد من الأمريكيات خريجات أعرق الجامعات على التخلي عن مسيرتهن المهنية من أجل البقاء في المنزل لتربية الأطفال ما يكبح للمرة الأولى منذ عقود إنجازات المرأة في مجال العمل. وللمرة الأولى منذ حقبة ما بعد تحرر المرأة، بدأ عدد النساء العاملات يتراجع مع توجه النساء إلى التخلي عن مسيرات مهنية واعدة للتحول إلى ربات منازل. وصدرت مجلة في كاليفورنيا متخصصة في شؤون أولئك النساء تحمل اسم "توتال-180"، ونشرت على غلافها صورة لامرأة مشرقة تحمل طفلتها بين ذراعيها وترمي بحقيبة العمل في القمامة. وتقول رئيسة تحرير المجلة، اريكا كوتيت لوكالة فرانس برس إن نحو ستة ملايين امرأة أمريكية اخترن في السنوات الأخيرة التخلي عن العمل والبقاء في المنازل لتربية الأطفال.
وعنونت صحيفة نيويورك تايمز في الآونة الأخيرة "إن النساء يكبحن تقدمهن نحو العمل" فيما تحدثت بعض برامج التلفزيون عن "حرب الأمهات" بين النساء العاملات وربات المنازل. وهذا الجدل يندرج في إطار أوسع يشمل وضع وظائف النساء عموما. لكن وراء الجدل حول إيجابية هذا الاتجاه أو سلبيته هناك واقع مراوحة سوق عمل النساء مكانه أو تراجعه بعد 50 عاما متواصلة من التقدم الذي أدى إلى تشكيل قوة اجتماعية واقتصادية غيرت إلى حد كبير المجتمع الأمريكي. وجاء في تقرير رسمي عرض الشهر الماضي على الكونجرس الأمريكي أن "العامل الجديد المطروح هو تغير الاتجاه في مجال مشاركة النساء في العمل الذي تراجع منذ عام 2000، بعدما كان في ارتفاع مستمر منذ 50 عاما". وبين 2000 و2005 تراجعت نسبة النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 25 و54 عاما ويعملن في الولايات المتحدة بنقطتين، لتصل إلى 75 في المائة