رغم ان غالبية الاباء ( الاب والام ) في الوقت الحالي هم من المتعلمين ومن المثقفين الا انه لايزال هناك خلل عام في اسلوب التربية والتعامل مع الابناء بسبب قلة وضعف البرامج التوعوية والتثقيفية وعزوف وانشغال الاباء عن اسباب التوعية والتثقيف التربوي وعدم الفهم الصحيح والسليم في الطريقة التربوية للابناء واللجوء الى الطابع التقليدي المتوارث من الاباء والذي قد لايجدي في هذا الوقت
إن الكثيرين من الاباء من المجتمع يجهل الطريقة التربوية المثلى في تربية الابناء ولا يزالون يتعاملون بتقنيات الماضي متناسين ان التربية في الماضي كانت تقوم على مبدأ الترابط والتكامل حيث ان البيئة الاجتماعية والحياة الاقتصادية كان لها دور في التربية فالاسرة والجيران والمدرسة والشارع والمسجد كانوا جميعا يتكاملون في تربية الابناء اما حديثا فقد اندثر هذا الاسلوب وتلاشى امام تيارات الانفتاح الثقافي العالمي التي كان لها التأثير البالغ في حياة الابناء وفي المقابل ضعف الاليات التي تواكب هذه النقلة
إن التربية الاسرية للابناء الان تقوم في الغالب بشكل عشوائي وعفوي وفطري لا تخلو من التسلط والقسوة والجبروت ولا تخلو من الاهمال والتقصير والتهميش بسبب العجز والاستسلام الامر الذي يخرج جيل تربى على العنف والقسوة والامراض النفسية والتي تنعكس سلبا على امن واستقرار المجتمع بأكمله وتؤثر بدورها في توارث هذا الامر جيل بعد جيل
ولذلك نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تثقيف المجتمع لذاته بالطرق العلمية الحديثة في التربية والتي تستند على الكتاب والسنة
من خلال آلية معينة منها
1- إلزام الازواج عند عقد القران بحضور دورات تثقيفية متخصصة في التربية والعلاقات الزوجية والاسرية
2- تكثيف البرامج التوعوية عبر وسائل الاعلام والمؤسسات العلمية ومنابر المساجد
والتي بلا شك انها ستسهم على الاقل من حالات العنف والمشاكل الاسرية التي لا تزال تلقي بظلالها على بناء الاسرة والمجتمع
ومن التجارب الحديثة للبعض سعيهم الثقافي لأنفسهم للبحث عن معرفة وتعلم طريقة التربية الملائمة للابناء في هذا العصر
والتي ساعدتهم كثيرا في بناء حياتهم الاسرية مع ابنائهم في اجواء حميمية تقوم على مشاعر الود والتفاهم ويسودها الحب والانسجام تنعكس ايجابا على امن واستقرار الاسرة والمجتمع