مشروع بناء نصف مليون وحدة سكنية قد يفشل نقلت وكالة "بلومبرغ" بأن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز يدفع ثمن سخائه غاليا حيث أن عملية توزيع ومنح الأراضي مجانا لرعاياه والتي قام بها الملك في وقت سابق بسخاء تهدد خطط بناء 500 ألف وحدة سكنية في المملكة وقد تجعل هذا المشروع فاشلا. ونقلت الوكالة عن عدنان غوشة المستشار في وزارة الاسكان السعودية قوله ان هذه المنح تركت الحكومة أمام مشكلة وهي عدم توفر الأراضي الحكومية الفاضية للبناء ضمن المدن السعودية، الأمر الذي يهدد خطط البناء اذ وجدت الحكومة نفسها أمام خيارين: إما أن تشتري الأراضي بأسعار مرتفعة وإما أن تبني الوحدات السكنية الجديدة في الصحراء، بما يفرض عليها نفقات إضافية. وكان الملك عبدالله خصص قبل عامين 250 مليار ريال (67 مليار دولار) لبناء الوحدات السكنية في المملكة استجابة للضغط الذي تمارسه الاضطرابات الناجمة عن أحداث الربيع العربي. كما تسعى الحكومة لحث المواطنين على امتلاك منازل خاصة عن طريق توسيع نظام الرهن العقاري، مع العلم أن نحو 60% من سكان المملكة يعيشون في شقق مستأجرة، فيما لا تتجاوز نسبة المساكن التي يتم اقتناؤها من خلال نظام الرهن العقاري 4% فقط. وتحتاج السعودية لبناء 85 الف وحدة سكنية سنويا تجاوبا مع عدد السكان البالغ 28.4 مليون نسمة والذي يسجل نسبة ارتفاع 2.5% سنويا. ويقدر الخبراء النقص السكني في المملكة بـ500 الف منزل. وقال مايك ويليامز رئيس شعبة أسواق الشرق الاوسط وافريقيا التابعة لشركة "CBRE" العقارية ان المواطنين الاثرياء ينظرون الى الأراضي على انها توظيفات طويلة الأمد، الأمر الذي يؤدي الى ارتفاع أسعار الاستئجار ويبعد مشروعات بناء المساكن المتدنية السعر الى خارج المدن. وقد ارتفعت اسعار المساكن في الكثير من المدن السعودية خلال الأعوام الماضية بنسبة تتراوح بين 50 الى 100%. ويعتبر اخصائيون اقتصاديون أن تنفيذ أعمال الاسكان على الاراضي الصحراوية استراتيجية مكلفة جدا نظرا لما سيتطلب من تشييد البنية التحتية، اضافة لبناء المساكن نفسها. وفي هذه الحال ستحتاج الحكومة التي قدرت ميزانية بناء كل وحدة سكنية بـ500 ألف ريال (133.3 الف دولار) الى مضاعفة هذا المبلغ من أجل توفير الاموال لتشييد البنية التحتية.