لا يمكن الحديث عن العطلة الأسبوعية من دون الحديث عن ارتباطها بالدين في المقام الأول. السنة النبوية والنصوص الدينية الأخرى اليهودية والنصرانية تحدثت عن يوم العطلة الأسبوعي. ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«أَضَلَّ اللهُ عن الْجُمُعَةِ مَنْ كانَ قبلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبْتِ، وكانَ للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا، فهدَانا اللهُ ليومِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ والسَّبْتَ والأَحَدَ، وكذلكَ هُمْ تَبَعٌ لَنا يومَ القيامة، نَحْنُ الآخِرونَ مِن أهل الدُّنيا، والأوَّلَونَ يومَ القيامةِ، الْمقضِـيُّ لَهُم قبلَ الْخَلائقِ»، وتشير نصوص العهد القديم إلى اعتبار السبت إجازة لليهود لا يمكن المساس بها ويقول النص: «فتحفظون السبت لأنه مقدّس لكم. من دنّسه يقتل قتلاً. ان كل من صنع فيه عملا تقطع تلك النفس من بين شعبها». وتشير نصوص نصرانية أخرى في العهد الجديد إلى أن يوم الأحد يجب أن يكون «يوم بهجة وانقطاع عن العمل».
مناقشة موضوع تغيير أيام العطلة الأسبوعية من ناحية شرعية لا يعتبر جديداً على الساحة الشرعية في السعودية، إذ سبق للجنة الدائمة للإفتاء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز، إصدار فتوى بتحريم جعل العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، وبحسب الفتوى فإنه لا يجوز تخصيص يوم السبت أو الأحد بالعطلة أو تعطيلهما جميعاً، لما في ذلك من مشابهة اليهود والنصارى، فإن اليهود يعطلون يوم السبت والنصارى يعطلون يوم الأحد، تعظيماً لهما، وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم»، فهذا الحديث فيه نهي عن التشبه بغير جماعة المسلمين، فيدخل فيه النهي عن التشبه باليهود والنصارى عموماً في كل ما هو من سماتهم، ومن ذلك تعطيل اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد».
غير أن علماء آخرين اعتبروا أن تخصيص يوم من أيام الأسبوع للتوقف عن العمل هو نوع من التشبه باليهود والنصارى أيضاً. وبحسب فتوى للشيخ عبدالرحمن البراك، فإن المسلمين في عصورهم الأولى لم يخصون يوماً يترك العمل فيه، ولهذا عد بعض العلماء العطلة يوم الجمعة نوعاً من التشبه باليهود والنصارى، لأن من عادتهم ترك العمل في عيدهم الأسبوعي كالسبت لليهود والأحد للنصارى، ويقول الشيخ البراك: «وقد سرى في العالم الإسلامي ترك العمل الرسمي وشبه الرسمي كالشركات في يوم الجمعة، وكان من الشبهات للتعطيل في يوم الجمعة أن فيه تفرغاً لصلاة الجمعة، فلهذا صار عرفاً لا يستنكر»، مشيراً إلى أن ذلك يبعده عن صورة التشبه أن يوم الجمعة هو عيد المسلمين الأسبوعي، فهو اليوم الذي هدى الله إليه هذه الأمة وأضل عنه اليهود والنصارى، فلليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد، مؤكداً أنه «لما اشتد داء التشبه في الأمة الإسلامية تنوعت طرقهم في التقرب إلى مناهج الأمم الأخرى»، ويقول منهم من جعل عطلة الأسبوع السبت والأحد موافقة للدول اليهودية والنصرانية، وهذا أقبح أنواع التشبه في هذه المسألة، ومنهم من جعل عطلة الأسبوع يومي الجمعة والسبت، ولا أظن أحداً جعل عطلة الأسبوع ثلاثة أيام، ومنهم من كفاه في التشبه الموافقة في عدد أيام إجازة الأسبوع، فجعل إجازة الأسبوع يومي الخميس والجمعة وهذا أهونها.