حقق الفيلم السعودي «أبي ؟»مركزا متقدما في مهرجان الجزيرة الدولي للافلام الوثائقية القصيرة، الذي أقيم في الدوحة، وسط منافسة كبيرة مع 1300 فيلم من دول العالم، تنافست في الفئة نفسها، ومن المقرر أن يدخل الفيلم في منافسة جديدة في الأدوار النهائية، مع 36 فيلما آخر للظفر بالمراكز الأولى في المهرجان. وتدور أحداث الفيلم، الذي تبلغ مدته 14دقيقة، حول ظاهرة زواج الخليجيين في أندونيسيا، أثناء سفرهم هناك، وما تسفر عنه هذه الزواجات من إنجاب أبناء يعانون الأمرين بعد عودة آبائهم إلى بلادهم، تاركين أسرهم للضياع. ويلعب دور البطولة في الفيلم، الممثل سلطان المزيد، وأربعة أطفال، وتم تصوير المشاهد في أندونيسيا على مدار أسبوعين، فيما استغرق التحضير للفيلم قرابة ستة أشهر، وهو من إخراج محمد السلولي، ومساعد منتج عبد العزيز الحسيني.
وعاش بطل الفيلم سلطان المزيد في أندونيسيا قرابة 10 سنوات، واطلع على حالات زواج كثيرة للخليجيين من أندونيسيات.واستعد المزيد لتصوير الفيلم بزيارة عدد كبير من الملاجئ هناك، التقى خلالها عشرات الأطفال الذين يعود نسبهم إلى آباء خليجيين من الفئات الميسورة، فيما يعاني أطفالهم من الفقر والعوز داخل الملاجئ.
ويقول حسين الشريف منتج الفيلم وصاحب الفكرة، إن القضية التي يعالجها الفيلم تعد مشكلة كبيرة متشعبة الأسباب، وتحتاج إلى حل عاجل، موضحا أن سفر الخليجيين إلى دولة أندونيسيا وزواجهم من أندونيسيات أثناء فترة السفر مازال مستمراً، وقال إن هذا الزواج يثمر عن أطفال يعانون التشرد والضياع بعد هروب الآباء إلى بلادهم، مبينا أن هذا النوع من الزواج غالبا لا يدوم طويلا، إذا عرفنا أن معظمه يكون عرفيا أو مسياراً، أو من أجل المتعة العابرة، أو ما يعرف بـ»الزواج السياحي».
وتابع الشريف: «قد تثمر العلاقات المحرمة التي تجمع الخليجيين بخادماتهم الأندونيسيات عن أطفال لقطاء، لا يجدون مأوى لهم بعد إنجابهم سوى الملاجئ، بعد عودة آبائهم إلى بلادهم، وعدم قدرة أمهاتهم على الانفاق عليهم ورعايتهم»، مبيناً أن «الفيلم سيسلط الضوء على مشكلة أربعة أطفال يعود نسبهم لآباء خليجيين، يعانون الفقر واليتم والتشرد بعد هروب آبائهم الأغنياء إلى أوطانهم». وقال: «لمصداقية الفيلم، تم تصويره في أندونيسيا، وبطله سلطان الزويد الذي عاش هناك أكثر من عشر سنوات، واطلع عن كثب على فصول هذه المعاناة الحقيقية للأطفال الخليجيين.
وحذر الشريف من استمرار المشكلة التي يناقشها الفيلم إذا لم تكن هناك حلول جذرية لها، متمنيا أن يطلق الفيلم إشارة إنذار إلى المعنيين بالأمر والمسؤولين في دول الخليج، لمحاولة إيجاد حل للمشكلة، التي يذهب ضحيتها أطفال أبرياء، يواجهون التشرد والضياع والبؤس والفقر.