منذ انتشار مقطع عضو الهيئة رفع الله قدره في الجنادرية وأنا في ذهول عجيب وصمت مطبق مابين تصديق وتكذيب ومابين حيرة وحزن . افي بلاد الحرمين تقام حفلات الاغاني وتدعى اليها الفاجرات ؟ افي بلاد الحرمين تهان شريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
بلادي والله اني احبك حتى لو قاسيت الفقر في جنباتك .. بلادي والله اني اشفق عليك من غضب الجبار وانتقام القهار .
- بلادي لم تقوم على انظمة وضعية ودساتير اجنبية كي تتخلي عن شعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بل كانت هذه الشعيرة هي من عمادك وذخيرة من ذخائرك وبسببها بسط الله لك الامن والامان ومكنك من الصمود عقودا طويلة في وجه الفتن والمتغيرات العالمية .
- بلادي لماذا اخترتي هذا الوقت العصيب للانسلاخ من هذه الشعيرة العظيمة وانت ترين العالم يتخطف من حولك مابين فقر وقتل ومابين شعوب تغلي ودماء تسفك وعروش تتنزع وفتن كقطع الليالي الظلماء وفرق تعيش بيننا بقلوب لاتنتمي الينا وجماعات متربصة تنتظر ساعة الانقضاض والاجهاز عليك.. مع انك في هذا الوقت العصيب انت اشد حاجة للتعلق بحبل الله والتمسك الحقيقي بشرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
- يسير احدنا من الشرق الى الغرب لايخاف الى الله تعالى .. فيعتقد ان الامن المبسوط والامان الممدود هو بقوة وتكنلوجيا الجهات الرقابية ،، يجتمع الحجاج في ( منى ) في مكان جغرافي ضيق جدا يكتظ بأعداد مهولة وبطرقات ضيقة مشلولة ثم تنفك العقدة وتنفرج المحنة وينتهي موسم الحج بكل يسر وسهولة فيعتقد البعض ان الفضل يعود الى التنظيم المتقن والعمل الدقيق ولسنا ننكر الجهود الملموسة ولكن الفضل يعود ( حفظ الرحمن ) ويعود الى العهد المبرم مع الديان في قوله تعالى ( لَّذِينَ إن مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ ) فحين مكن الله لك هذه المساحات الواسعة ووحد لك هذه الاطراف المترامية أسلحة بدائية ثم فتح الله لك من بركات الارض وكنوزها ماعجزت عنه قوى عظمى ومافنيت من اجله جيوش جرارة وماهلكت من دونه ملوك وجبابره فمكن لك الله تعالى هذه النعم وبسط بين يديك هذه الخيرات فأعلنتي التوحيد لك راية والعقيدة شرعة ومنهاجا والامر بالمعروف والنهي عن المنكر اساً وأساساً ثم تغلغل في جسدك القوي المتماسك ورم خبيث ينوح كاذبا على حقوق المرأة المزعومة ويدندن على وتر التفسخ والانحلال فيظهر بثوب الناصح وهو الغاش وبجلباب الصادق وهو الكذوب وهدفه تقويض اركانك وفت عضدك والاجهاز على قوتك وأكبر هم بني علمنة نشر الفساد وفشو الانحطاط فلم يكتب لنا التاريخ ان بني علمان كان لهم دور بناء في معالجة قضايا المجتمع بل كان ولا يزال ولن يزل هو ( الشهوة والفروج ) ضاربين بمصلحة وأمن واستقرار البلاد عرض الحائط فقد كانوا خلايا نائمة ينتظرون الفرص المناسبة لبث سمومهم ونفث خبيث افكارهم .. ويكفيك ان تعرف مدى خطورتهم انهم يريدون انجاح مخططاتهم حتى في وقت تحتاج فيه الدولة للتعاضد والتماسك في وجه الخطر الخارجي الحقيقي فهل تعتبيرنهم مخلصين ام اعداء صادقين ام كذباء ؟
- بلادي الحبيبة نسمع كل وقت عن دول الجوار مابين تسديد قروض ورفع رواتب وميزات لاتنتهي .. كنا نريد مثلهم ونتأمل اقتباس اثرهم لكن حين نزلت بنا مصيبة الجنادرية كان المصاب في الدين فقررنا ان يبقى ديننا بلا تسديد قروض وأن يحفظ شعرنا بلا زيادة رواتب .. فالدين رأس المال وضياعه من اعظم الخسران .. ولن تجدي يادولتي العزيزة اطيب من هذا الشعب الصبور وألين من هذا المواطن المقهور .
بلادي العزيزة عودي الى رحابك الطاهرة وإلي معدنك النقي وأحذري من كفر النعمة حتى لايحلل بنا العذاب وينطبق علينا قوله تعالى (( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) فالدين لايذهب دفعة واحدة ولكن تنقض عراه عروة عروة حين يسند الامر الى غير اهله فتكون النتائج مؤلمة والعواقب وخيمة واقراء ان شئت قوله تعالى (( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ))
اسأل الله تعالى ان يحفظ بلادنا ممن يمكرون بها ويظهرون بدور المصلحين وهم المفسدون وأن يعزنا بطاعته ولايذلنا بذنوبنا وخطايانا .