السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونحن نتقلب في اسباب ما انعم الله به علينا من نعم كثيرة يأخذني التفكير ليحلق بي في اجواء ذلك الزمن الذي جعلني والكثيرين امثالي نقدر ونشكر ما نحن فيه من نعم كثيرة
فذلك الزمن كان جميل بتواضع الامكانيات المادية للمجتمع وهذه الامكانيات المحدودة رغم قسوتها إلا انه كان لها رونقها الخاص وطعمها الحلو تلك الايام التي شعرنا فيها بالبساطة والحرمان الا انها كان لها اثرها الايجابي على المجتمع من ترابط وتلاحم والفة ومودة
ومن الصور التي لا تزال عالقة في الذهن
صورة حاجتنا للماء حيث كنت اذهب بجالون الماء واصطف مع الطابور حتى يأتي دوري واعبي جالوني وبزبوز الماء لايقوى على تعبئة الجالون في اقل من عشرة دقائق وربما اكثر لم يكن لدينا خزانات سوى تلك البراميل البسيطة كما ان البيوت في مكة والطائف كانت تحتوي على مكان مخصص للماء في دورة المياه لايتسع لاكثر من عشرة جوالين وفي بعض الاوقات نستعين بالسقا الذي يحمل تنكتين ماء على اكتافه وكان يأتي يوميا ليضع لنا زفه او زفتين
السقا من المهن القديمة التي كان كثير من الناس يمتهنونها في الماضي لتوصيل المياه إلى البيوت كل صباح، وبأجر زهيد يتقاضاه في آخر كل شهر. وكانت هناك وسيلتان لتوصيل المياه إلى البيوت؛ عن طريق الزفة حيث تحمل على الكتف، والأخرى بواسطة الحمير "اكرمكم الله " التي تجر العربة وبها برميل الماء. وكان استهلاك المياه في ذلك الوقت لا يقارن بوقتنا الحاضر، حيث زفة أو زفتين تكفي لذلك اليوم من شرب وغسيل وطبخ لكامل الاسرة وكما تلاحظون الزفة عبارة عن تنكتين تتسع الواحدة الى عشرون لتر تقريبا
الصورة القادمة عن حاجتنا للكهرباء وكيف ان بعض البيوت لم تصلها الكهرباء لتواضع الامكانيات بل ان بعض شوارع واحياء مكة القريبة من الحرم كانت تضاء بالاتاريك والفوانيس وكيف كنا نتعايش مع الاتاريك والفوانيس وكوي الملابس بمكوى الفحم