هذا هو موضوعي الثاني والذي يحمل نفس عنوان موضوعي الأول وسيكون محتواه معبراً عن الوقفه الثانيه من سلسلة وقفات حول جميع مايتعلق بالعالم الإفتراضي ومتصفحي مواقعه ..
موضوعنا اليوم يتحدث عن ( الإقتران الشرطي بين النت ومشاعر المتصفح )
وأعني بــ المتصفح .. الشخص (الإفتراضي ) سواءً كان زائراً أو عضواً منتسباً لموقع ما ... وأياً كان هذا الموقع سواءً كان منتدى أو مواقع التواصل الإجتماعيه أو غيرها من الوسائل الأخرى المماثله والتي تكون وسيلة الإتصال من خلال الأنترنت !
هذا الإرتباط الشرطي بين المشاعر( العاطفه ) وذلك الموقع اذا إقترنا إقتراناً شرطياً تلازمياً .. تحول ذلك الأمر الى الإدمان ولعلي أسميه (الإدمان الأنترنتي ) فأصبح هذا الشخص متعلقاً بشكل كبير لايمكن أن يتخلص منه بسهوله ... والسبب في ذلك كله هو الإفراط الكبير في التصفح والمتابعه ومحاولة نقل أفعاله وتصرفاته الى ذلك الموقع مماجعل تلك الأفعال والتصرفات والمشاعر ترتبط به !... فنقل الإفتراض الى الحقيقه فأصبح ينفعل بشكل مخيف وربما يرتجف وربما يبكي وربما يرتفع ضغطه وسكره وأصبح كأنه يعيش في واقع مجتمعه المحيط به ...!
كذلك إنتقل اليه الهم والغم بسبب مايعتريه من مشاكل أو تصرفات لاتروق له أوصابه تحسس وأصبح حساساً لكل أمر يحدث في ذلك المكان او الموقع .... أواصبح تفكيره متعلق بأحوال تلك الأسماء الإفتراضيه فأصبح يهتم لها أكثر من واقعه أو من هو أقرب اليه في أرض الواقع ... وربما يفكر كثيراً بهؤلاء والذين ربما لايبادلونه نفس التفكير والشعور والإهتمام ...
كل تلك الأمور السلبيه واعطاء الأمور أكبر من حجمها أثر سلباً على نفسية الشخص المتصفح وجعل لديه خلل في عواطفه ومشاعره وربما قد يكون متناقضاً حتى مع نفسه ..وكذلك ربما يترك أقرب الناس اليه ويبقى تفكيره منصباً الى ذلك المكان او ربما انتقلت مشاكل ومعكرات تلك المواقع الى بيته وأسرته ..
وحتى لو حاول الشخص أن يبتعد عن ذلك الموقع!! فقد يصبر ساعات ولكن لن تدوم ولن يصمد فتعتريه مشاعر الحنان والإشتياق الى ذلك المكان حتى ولو وجد تلك المنغصات التي كانت تدعوه الى مغادرة ذلك المكان أو الموقع ... ويزداد الأمر سوءً مع توفر وسائل الإتصال بالنت سواءً توفرها في المكتب أو السياره أو الجوال أو حتى السرقه من الجيران ! في سبيل الحصول على الاتصال لدخل المكان المراد !
وبنظرةٍ فاحصةٍ نجد ان تلك الإفرازات السلبيه أساسها ( الإدمان ) وعدم وجود هدف هادف أو او وقت منظم يضبط عملية التواجد في تلك المواقع على إختلافه تسمياتها كماذكرنا آنفاً ..!
إذن ماهو الحل ؟!!
الحل من وجهة نظري الخاصه يكمن في الأمور التاليه والتي قد تساعد على حل لهذا الإدمان أو فك الإرتباط الشرطي المتلازم:
1- أولاً تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن .
2- أن يكون للإنسان هدف مسبق لدخول لتلك المواقع إما تعليمي أو تقديم إستشارات أو تسليه ومحاولة تنفيس النفس من المعكرات الخارجيه والضغوطات العمليه والعلمية والأسريه !
3- أن يضع زمناً محدداً ويضع فيه بعض الزيادات او النقص في الزمن وعلى حسب أولوياته وارتباطاته الخارجيه ( خارج النت )!
4- أن تكون واجباته وأموره والتزاماته الأسريه أولى من النت ولايدخل الا اذا انتهى منها أولاً بأول .
5- أن لايربط مشاعره وأحاسيسه في شخصيات إفتراضيه قد تكون هي مخالفه بالواقع عن واقعها الإفتراضي وكتاباتها وحتى مكانتها ... فأغلب من يدخل النت يهرب من واقعه الذي يعيشه الى النت ويحاول ان يسد النقص الذي يعتريه ..
فقد يوهم الناس بانه ذو شخصية كبيره أو مكانه علميه أو تجاريه أو أنه مرهف الإحساس والمشاعر ... وهو في الواقع مجرد عنكبوت ليس له قيمه مكانيه أوإجتماعيه إنما وجد مواقع النت بيئةً خصبه لكي يكمل النقص الذي في شخصيته ! أو الأمر الذي لايمكن ان يحققه في الواقع !
6- أن لا نعطى الأمور أكبر من حجمها
7- أن لا ننقل مؤثرات تلك المواقع والتي تعتري نفسياتنا الى واقعنا الحالي وعلاقاتنا بين اسرنا وابنائنا او حتى زملائنا في العمل ... فبمجرد اغلاق الجهاز ننسى كل شي في عالم النت !
هذا ماتيسر الحديث عنه عن الوقفة الثانيه وهي عن الإدمان الحقيقي على النت وتصفح مواقعه ..
اسأل الله ان يكون ذلك خالصاً لوجهه الكريم وأن يجعل أعمالنا ومشاركاتنا شاهدةً لنا لا علينا وأن تسرنا يوم أن نلقاه .