سارعت كوريا الشمالية من وتيرة تهديداتها للولايات المتحدة الأمريكية، فبعد يوم من إعلان الجيش الكورى الشمالى عن تلقيه أوامر بتوجيه ضربه عسكرية لأمريكا وحلفاء واشنطن فى المنطقة، قالت دول غربية ومنها بريطانيا، إنها تلقت طلبا من كوريا لبحث إخلاء سفارتهم فى بيونج يانج، بما يشير إلى قرب المواجهة العسكرية التى يشبهها البعض حال حدوثها بالحرب العالمية الثالثة.
البداية كانت بعرض وزارة الخارجية الكورية الشمالية على روسيا النظر فى مسألة إخلاء السفارة الروسية بسبب تفاقم الوضع فى شبه الجزيرة الكورية، وقال مصدر بالسفارة الروسية فى بيونج يانج لوكالة "نوفوستى" إن "متحدث باسم وزارة خارجية كوريا الديمقراطية اقترح يوم 5 ابريل على الجانب الروسى النظر فى إخلاء السفارة الروسية، وأخذ الجانب الروسى الاقتراح بعين الاعتبار. كما تم طرح هذا الاقتراح على بعثات دبلوماسية أخرى فى كوريا الديمقراطية"، لكن الأمر لم يقتصر على روسيا، فقد نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة )شينخوا( عن مصادر دبلوماسية، اليوم الجمعة، قولها إن كوريا الشمالية أخطرت السفارات الأجنبية بأن تأخذ فى الاعتبار احتمال إجلاء موظفيها إذا ما تصاعدت حدة التوتر. التصعيد لم يقتصر على الطلب من السفارات الاستعداد للإخلاء، فقالت وسائل إعلام كورية جنوبية إن كوريا الشمالية وضعت اثنين من صواريخها متوسطة المدى على منصتى إطلاق متحركتين وأخفتهما على الساحل الشرقى للبلاد فى خطوة يمكن أن تهدد اليابان أو القواعد الأمريكية فى المحيط الهادى. ولم يتسن التأكد من التقرير لكن ربما يكون الهدف من هذه التحركات أن تظهر كوريا الشمالية قدرتها على شن هجوم. وتشعر بيونج يانج بالغضب من مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وإزاء العقوبات التى فرضتها عليها الأمم المتحدة.
كانت كوريا الشمالية قد هددت بتفجر حرب نووية فى أى وقت فى شبه الجزيرة الكورية فى حرب كلامية مستمرة منذ شهر دفعت الولايات المتحدة لتحريك قطع عسكرية إلى المنطقة، وأضرت التوترات مع الشمال بالأسواق المالية فى كوريا الجنوبية وحذر كبار المسئولين الماليين فى سول من أنه قد يكون لهذه التوترات تأثير طويل الأجل على الأسواق.
وتركزت التكهنات حول نوعين من الصواريخ ليس من المعروف أنه جرى اختبارهما أحدهما هو ما يحمل اسم موسودان والذى تقدر وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن مداه يصل إلى ثلاثة آلاف كيلومتر والآخر هو (كيه.إن-08) ويعتقد أنه صاروخ ذاتى الدفع عابر للقارات ولم يختبر أيضا.
وفى محاولة لمحاصرة كوريا الشمالية، تحركت الدول الحليفة لواشنطن لإعلان مساندتها، وقال وزير خارجية الفلبين اليوم الجمعة، إن بلاده مستعدة لمساعدة الولايات المتحدة التى تستعد لمواجهة تهديدات من كوريا الشمالية بمهاجمتها ملمحا إلى احتمال فتح المزيد من القواعد الفلبينية للجيش الأمريكى.
كانت القوات الأمريكية قد استخدمت من قبل قواعد عسكرية ومطارات مدنية فى الفلبين لإصلاح وإعادة تزويد طائرات وسفن حربية بالوقود خلال حربى العراق وأفغانستان، وللولايات المتحدة سفن فى سوبيك، التى كان يتمركز بها فيما سبق الأسطول السابع الأمريكى وطائرات فى قاعدة كلارك القريبة، وكانت قاعدة أمريكية فيما سبق بجزيرة لوزون الرئيسية.
وقال وزير الخارجية ألبرت ديل روزاريو للصحفيين فى القاعدة العسكرية الرئيسية بمانيلا اليوم "أعتقد أننا كحليفين بيننا معاهدة، فإنه إذا وقع هجوم فعلينا أن نساعد أحدنا الآخر وهذه هى طبيعة التحالف بموجب معاهدة".
وكانت مانيلا قد وقعت معاهدة للدفاع المشترك مع واشنطن عام 1951، وهى إحدى الحلقات الرئيسية فى مجموعة التحالفات الأمنية بين الولايات المتحدة ودول بمنطقة آسيا والمحيط الهادى منها اليابان وكوريا الشمالية وسنغافورة وتايلاند وأستراليا.
كما استدعت الحكومة الألمانية، سفير كوريا الشمالية بناء على تعليمات من وزير الخارجية جيدو فيسترفيله، اليوم الجمعة، وقال المتحدث باسم الوزارة أندرياس بيشكه، إنه تم إبلاغ السفير "بعبارات واضحة بقلق الحكومة الألمانية البالغ إزاء التصعيد المسئولة عنه كوريا الشمالية"، مشيرا إلى أن التصرف الأخير لقيادة كوريا الشمالية "غير مقبول على الإطلاق سواء من ناحية اللهجة أو المضمون".
كما قال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى يوشيهايد سوجا اليوم، إن رئيس الوزراء شينزو آبى أعطى أوامره لموظفى إدارة الأزمات بالاستعداد الكامل لحالات الطوارئ المحتملة فى كوريا الشمالية، ونقلت وكالة أنباء "جى جى برس" عن سوجا قوله إن أبى أصدر أوامره مساء أمس الخميس، ردا على الاستفزازات المتصاعدة من جانب البلد المنعزل.
وأصدر آبى تعليمات لتوشيرو يونيمورا، نائب كبير أمناء مجلس الوزراء لإدارة الأزمات، باتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان سلامة وأمن الشعب، وأمر آبى يونيمورا أيضا بتعزيز سبل جمع المعلومات وتحليلها عن حالة كوريا الشمالية، وتوفير معلومات دقيقة بسرعة إلى العامة.
وقال سوجا، إن اليابان ستكون مستعدة لاعتراض الصواريخ الكورية الشمالية المحتملة، "نحن نقوم بعمل كل الاستعدادات الممكنة".