من أغرب الأخبار التي قرأتها (في عالم المال والأسهم) خبر القبض على مستثمر في بورصة نيويورك يدعى ندرو كرسن بحجة التعامل غير النزيه ؛ فخلال ثلاثة أشهر فقط استطاع جمع 45 مليون دولار من خلال المتاجرة بأسهم كاسدة وغير متوقعة . وما لفت الأنظار اليه أكثر تصريحه الدائم بأنه من سكان المستقبل وأنه قدم الينا من العام 2256 .. وحسب قوله انه درس جيدا أحداث الماضي (وهو مايعني عصرنا الحاضر) ويعرف مسبقا أي الشركات ستنجح وأيها ستفشل وبالتالي يتعامل مع أسهم البورصة على هذا الأساس !!
وبالطبع لم تصدق السلطات الفيدرالية قدرته على السفر عبر الزمن وتعتقد ان لكرسن علاقات سرية مع الشركات المعنية تسرب له الأخبار بطريقة غير مشروعة .. الطريف ان المدعي العام قال له : لن أصدق حضورك من المستقبل إلا إذا أخبرتنا بمصير ابن لادن والعدد النهائي لضحايا زلزال هايتي !!
... وبطبيعة الحال هناك فرق بين "روايات الخيال العلمي" وأشخاص يؤكدون حضورهم من المستقبل ومعرفة الشركات الرابحة ؛ فالسفر عبر الزمن من الأفكار الكلاسيكية المستحيلة التي طرحت في ادب الخيال العلمي ولن تتجاوز أبدا هذا الحد . وأول من تعرض لها الاديب الانجليزي ج. ويلز عام 1895 في ( آلة الزمن) ثم جاك فيسني في (وجه في الصورة) .. أما من عالمنا العربي فهناك رؤوف وصفي في (مغامرة في القرن السادس عشر) وتوفيق الحكيم في مسرحيتيْ ( أهل الكهف، ورحلة إلى الغد ) ...
ومن أجمل الروايات التي قرأتها قصة تدور حول وكالة سياحية ( من العام 2099 ) تنظم لعملائها رحلات الى الماضي لمشاهدة الكوارث والأحداث العظيمة التي وقعت خلال التاريخ .. وبهذا المفهوم يتنقل السياح عبر الزمن لمراقبة الحرب الاهلية في امريكا وسقوط القنبلة الذرية على هيروشيما ثم الانتقال إلى الستينيات لمشاهدة اغتيال الرئيس كيندي على الطبيعة ثم العودة إلى سان فرانسيسكو لمعاينة زلزالها الشهير ثم إلى نيويورك لمشاهدة تفجيرات سبتمبر وسقوط البرجين (وحسب علمي لم يتخلف منهم أحد لدخول بورصة نيويورك) !!
أما من وجهة نظر علمية فهناك شبه اتفاق على وجود طريقة ما لعكس اتجاه الزمن ؛ فقوانين الكون ليس فيها ما يمنع تراجع الأجسام إلى الماضي (نظريا على الأقل) كما أن قوانين الفيزياء النسبية (المتعلقة بالحركة) تصلح للتطبيق بنفس الفعالية عندما يعود الزمن للماضي ..
وفي الحقيقة هناك فرضيات وأفكار كثيرة للسفر عبر الزمن مثل وجود مسارب دودية في الفضاء تنقلنا الى أزمنة ومواقع متفاوتة (وهي الفكرة التي يعتمد عليها مسلسل بوابة الزمن) وحتمية تباطؤ الزمن وتراجعه حين يتحرك الجسم بسرعة الضوء (وهو ما يحدث دائما لأبطال سفينة النجوم) بل وحتى تغير الأزمنة واختلاط العصور حين تتواجد كتل مادية ضخمة تؤثر في الأبعاد الفراغية للكون (مثلما يحدث حين تتداخل المجرات وتختلط الأنظمة النجمية) ... !
ورغم أن هذه الأفكار مقبولة نظريا إلا أنه يصعب وقوعها عمليا بسبب تخلف معارفنا وتقنياتنا الحالية .. غير أن هذا بالضبط هو ما يدعونا للتساؤل: ماذا لو تمتع سكان المستقبل بتقنيات متطورة تتيح لهم السفر باتجاه الماضي والانتقال إلى وقتنا الحاضر!؟
(حينها فقط يمكننا النظر بعين الشك لكل هامور يربح بشكل متواصل)
المواضيع المتشابهه 
مـــــــــــضارب يكسب (168) مليون..في ثلاثة أشهر 
العرض الشجري
