اعتبر مسؤول حكومي في اليمن إن "آلاف اليمنيين اضطروا لمغادرة السعودية بعد استهدافهم بإجراءات تعسفية" لتطبيق قانون جديد بخصوص العمال الأجانب، بينما دعا ناشطون لاحتجاجات أمام السفارة السعودية بصنعاء.
وأشار المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أنه "في بعض الحالات يجري تمزيق الإقامات بالمقصات بطريقة عشوائية".
وكانت صنعاء شكلت الأسبوع الماضي لجنة وزارية مكلفة بالقيام بمساع لدى السلطات السعودية لتخفيف تبعات القانون الجديد على اليمنيين، بحسب المسؤول الحكومي، حسب ما ذكرت وكالة أنباء فرانس برس.
من جهتها، قالت اليمنية توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل السلام: "عشرات الآلاف من العمال قد تم تهجيرهم خلال الأيام الماضية بسبب تنفيذ تلك الإجراءات".
وتابعت: "العمالة اليمنية تتعرض للملاحقة الواسعة ومداهمة بيوتهم ومحلاتهم بدعوى مخالفتهم للإجراءات الجديدة بعد أن جرى استثنائهم خلال الفترة الماضية، ورتب العمال أوضاعهم بناء على ذلك الاستثناء".
واعتبرت كرمان أن هذه السياسات "من شأنها أن تقوض الاستقرار في اليمن".
واقترحت "إلغاء نظام التأشيرة في انتقال المواطنين للعمل أو الإقامة بين البلدين بحرية وسهولة تماما كما كان الحال عليه قبل غزو نظام صدام حسين للكويت عام 1990".
يذكر أن السعودية طردت مئات آلاف اليمنيين في تلك الفترة عقابا لسلطات صنعاء التي أيدت صدام حسين بعد اجتياحه الكويت.
وكان ناشطون يمنيون دعوا إلى مظاهرات، الثلاثاء، أمام السفارة السعودية في العاصمة صنعاء احتجاجا على ترحيل المملكة آلاف العمال اليمنيين ما يهدد اليمن بخسارة نحو ملياري دولار سنويا تدرها تحويلات اليمنيين العاملين في السعودية.
وبدأت السعودية، الاثنين، بترحيل آلاف العمال اليمنيين عقب بعد البدء بتطبيق قانون "السعودة" الذي يفرض على المؤسسات تقليص العمالة الخارجية لتوظيف سعوديين.
وقال راجح بادي مستشار رئيس الوزراء اليمني لرويترز إن تنفيذ القرار سيلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد اليمني الذي يشكل المغتربون عموده الفقري.
وأضاف بادي أن هذه القضية ستؤثر على أكثر من 200 ألف يمني دخلوا السعودية بتأشيرة عمل لكنهم لا يعملون لدى الكفلاء الذين سجلوا لديهم أصلا.
وقال إن الحكومة اليمنية تجري محادثات مع المسؤولين السعوديين لمحاولة منح العمال اليمنيين فرصة لتصحيح وضعهم القانوني.
وقدر الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع اليمنية أن ما يصل إلى 2000 يمني يجري ترحيلهم يوميا منذ بدء تنفيذ القواعد الجديدة قبل نحو عشرة أيام.
ويوجد نحو ثمانية ملايين عامل أجنبي في السعودية أغلبهم من شرق وجنوب شرق آسيا ومن بينهم أكثر من مليون يمني.