الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, أما بعد : فإننا نحمد الله سبحانه ونثني عليه أن شفى صدور المؤمنين بهلاك نصير النصيرية وإمام الضلالة محمد سعيد رمضان البوطي، فكان إلى آخر أيامه يظاهر الكفار من النصيرية وإخوانهم الرافضة على المسلمين الموّحدين, ويبارك جرائم قادتهم، ويشبّه عظيمهم الهالك حافظ الأسد بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ويحكم على بعض من مات منهم بأنهم في الجنة مع الصديقين والأنبياء, ويقول: " ليتني أكون عند الله مساويًا ولو لأصبع من حسن نصر الله " , ويُخشى أنه تحققت أمنيته, بل وأسوأ منها, مع ما عُرف عنه من الحث على القتال مع النصيرية والرافضة ضد المسلمين الموحّدين؛ الذين يصفهم بأنهم حثالة, وأنهم كحساة الخمر ومرتكبي الفاحشة, ولا تعرف جباههم السجود! إلى آخر غثائه، مقابل تشبيههه للشبيحة المجرمين بالصحابة الكرام، وتبريره لإجبار المسلمين بالسجود لصور المجرم بشار... فلا يجوز لأحد أن يُحسن الظن به أو يترحم عليه. وأمثال عباراته ومواقفه السابقة تحتاج إلى من يتتبعها ويحصرها؛ ليُعلم أن ما يقال عنه غيض من فيض, ويمكن الرجوع للمقاطع والكتابات التي كانت أيام هلاك جزار حماة النصيري حافظ الأسد وصلاة البوطي عليه، وما قال عنه وعن ابنه باسل, من التألي على الله في كونه بالجنة. وفي المقابل قارن هذا بعدائه لأهل السنّة, وإيذائه لهم, وكتابة التقارير فيهم لدوائر المباحث والاستخبارات؛ مثل مواقفه مع المشايخ الألباني وعبد القادر الأرناؤوط وسعيد البستاني رحمة الله عليهم, وغيرهم، سواء ممن مات أو ما يزال حيًّا, وتسبب بسجن كثير من الشباب السلفي في سوريا، فقد كان البوطي رأسًا للبدعة وعدوًا للسنة وأهلها، قولًا وعملًا، وهو صاحب كتابَي: اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية, والسلفية ليست مذهبًا إسلاميًّا، والأشد دعوته للاستغاثة بغير الله. ومواقفه السابقة ضد الإسلام لم تتغير من أيام مذبحة حماة إلى آخر خطبة خطبها قبل هلاكه بستة أيام، وفتواه الحديثة في وجوب الجهاد مع النصيرية ضد المسلمين، فالبوطي هو البوطي لم يتغير, فعلام إذًا الاختلاف في حاله؟ إلا إن كانت لبعضهم مقاصد غير نُصرة دين الله, أو كانوا جهالًا بعقيدة التوحيد أو واقع القضية, فلا يجوز لهم إذًا التكلم في قضية يجهلونها, فليسعهم السكوت على الأقل إذا لم يتبين لهم وجهة الحق, لكن من الواضح أن الإرجاء قد أحكم طوقه -وللأسف- حتى على كثير ممن ينتسب إلى العلم والدعوة, وقد سمعنا من بعضهم وقرأنا ما هو أسوأ من هذا, فبعضهم كان يتوقف عن الحكم على الخميني حينما هلك, بل بعضهم توقف عن الحكم أيضًا على النصارى؛ مثل ديانا حينما هلكت, فيا لله للمسلمين! أي تمكين يريدون وأساسهم هارٍ هكذا, فرحم الله أعلام السنّة الذين ما كانت تقودهم الأهواء. هذا ولا يلزم مما تقدم إقرار تفجير المساجد, أو الرضا بالطريقة التي هلك بها البوطي -على ما زعمه إعلام النصيرية- فهذا لا يجوز, كما لا يلزم من ذلك الجزم عليه بأنه سيدخل النار, فمردُّ هذا لرب العالمين سبحانه, وهو حَكَم عدلٌ لا يظلم الناس شيئًا. ولكن نقول: إن البوطي وقع في أمور يُعَدّ الوقوع فيها كُفرًا يخرج من الملة, وأزهقت بسببه أرواح آلاف الرجال والنساء والأطفال, واستبيحت أعراض... عامله الله بما يستحق, وإن في نهاية أذناب الظلمة وأعداء الدين والسنّة، لعبرة , نسأل الله العافية، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
## لمّا رأيت بعض الإخوة في هذا المنتدى قد أوشكوا على الوقوع في الإرجاء , كان واجباً عليّ أن انقل بيان الشيخ الحميد حفظه الله