استهجنت رابطة علماء المسلمين الإعلان الصادر عن مفوَّضية وضع المرأة بالأمم المتحدة؛ لما يتضمَّنه من إباحةِ الزنا، وتشجيعٍ على الانحلال والتفكُّك الأسري، وإجبارِ المسلمين على تبديل أحكام الشريعة، وتقديمِ القوانين الطاغوتية عليها.
ووصفت الرابطة الإعلان الأممي الذي يدعو إلى "القضاء على العنف ضد النساء والصغيرات"، بأنه تلبيسٌ اعتادته الأمم المتحدة بالمصطلحات البرَّاقة؛ "لتفرض ما يناقض الدين، ويخالف الفِطَر والعقول".
وأصدر "علماء المسلمين" بياناً للردِّ على ما وصفوه بـ"الحدث المنكر"، قالوا فيه: "إن تحفُّظ بعض الدول على بعض ما في الإعلان مع إمراره لا يعذرها ولا ينفعها؛ فالإعلان لا يصادَق عليه أو يستثنى منه، بل إما أن يقوض أو يمر ليكون عرفاً دولياً ترعاه المواثيق الجائرة والقوانين الوضعية الفاجرة".
وأضاف البيان: "أخطر ما في الإعلان تضمُّنه إباحة الزنا، وتشجيعه الانحلال الخلقي والتفكُّك الأُسَري، ورفضه أن يكون الإسلام أو غيره من القوانين والأعراف والأديان مسوِّغاً للتقصير في تنفيذ ما جاء في الإعلان. وهذا يفرض على المسلمين تبديل أحكام الشريعة، وتقديم القوانين الطاغوتية عليها".
وأردف: "يجعل الإعلانُ العنفَ ضدَّ النساء نتيجة حتمية للتمييز بين الجنسين، ومن ثمَّ يأمر بإزالة كل أشكال التمييز ضدَّ المرأة، وبالمصادقة -دون تحفُّظ- على "سيداو"، والبروتوكول الملحق بها، والالتزام بهذا يعرِّض الدول لانتهاك سيادتها، ويلزمها بتغيير التشريعات أياً كان مصدرها؛ لتحقق المساواة التامَّة بين الجنسين، وهذه ردة عن الإسلام، ومناقضة لمقررات سائر الأديان، وخروج عن الفطرة، ومعارضة للعقل القاضي بالتفريق بين المختلفين".
ومن مخاطر الإعلان كذلك -بحسب البيان- أنه "فتح الباب أمام الأمم المتحدة للتمويل واستقبال التقارير الرسمية، والتعامل المباشر مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات غير الحكومية الضاغطة على الدولة؛ لتحقيق مقتضى الإعلان".
وأعرب العلماء عن أسفهم لـ"إمرار بعض الدول الإسلامية للإعلان، وانحياز بعض مجموعات حقوق الإنسان العربية لهذا الضلال، داعيةً لإمراره كما هو رافضة التذرُّع بالدين في رفضه، فكان موقف هندوراس والفاتيكان خيراً منها!"
وفي الختام طالبت الرابطة منظمة التعاون الإسلامي، وكل البلدان، إلى إعلان البراءة من هذا الإعلان، وحثَّت الدول الإسلامية على الانسحاب من "سيداو"، ونحوها من مرجعيات هذا الإعلان، وتوعية مجتماعاتها بخطورتها ومناقضتها لصريح الدين.
وشدَّدت على ضرورة أن العمل بمقرَّرات شريعة العدل والحكمة التي كفلت الحقوق في كل الشؤون، سائلة الله أن "يحمي مجتمعات المسلمين من كيد الأعداء الماكرين، وعبث العملاء والجاهلين".
sسبقs