سم الزئبق ومركباته
(Mercury Compounds-Hg)
خواص الزئبق: معدن ثقيل على شكل سائل فضي اللون لا يتأثر بالاحماض ما عدا حمض النيتريك كثافته 13.5غم/سم3 ورمزه (Hg) وله أربعة أشكال تختلف في سميتها.
1- معدن الزئبق Hg.
2- الزئبق الاحادي Hg+ .
3- الزئبق ثنائي الشحنة
4-الزئبق العضوي (Organic Murcury)
ومن أهم مصادره النفايات الصناعية في مثيل الزئبق مثلا (Methyl Mercury) كذلك المبيدات حيث تستخدم املاح الزئبق مثل أملاح مثيل الزئبق (methyl mercury salts) كمبيدات للفطريات والاعشاب (Fungicides) ويستخدم الزئبق في صناعة الكلورين والادوية والمتفجرات وتحضير ملغمات المستخدمة في حشوات الاسنان وتقوم البكتريا في البيئة بتحويل نفايته الى مثيل واثيل الزئبق كما ذكر سابقا.
الامتصاص:
يتبخر الزئبق في درجة الحرارة العادية ويمتص بالاستنشاق ومن خلال الجلد ويتم انتقاله بواسطة الدم وتمتص مركباته الاحادية بكمية قليلة نظرا لقلة ذائبيتها في حين ان املاحه الثنائية يمتص بسهولة من الامعاء والجلد وبخاصة عند وجود أمراض جلدية أما الزئبق العضوي فيمتص بسهولة من الرئتين والجلد والقناة الهضمية.
التوزيع والاطراح : تتوزع جميع أشكال الزئبق في الجسم وبتركيز اعلى في الكبد والكلي ويميل فلز الزئبق والكلية الى التجمع في الجهاز العصبي وكرات الدم الحمراء وتبلغ وذائبيته الكلية في الدهون مائة مرة أكثر منها في الماء ويتم الاطراح بشكل رئيس في البول والبراز أيضا.
سميته: يرتبط الزئبق بمجموعات مختلفة داخل الجسم مما يؤدي الى منع انتقال الجلوكوز الفعال داخل الخلايا كما يؤثر على نفاذية الاغشية ويستطيع فلز الزئبق ان يسبب تسمما حادا مع تقيوء شديد وجفافا وفقدان للوعي ومن ثم الى الوفاة أما أعراضه سمية مركباته بعد أخذ الجرعة القاتلة وهي تترواح بين 0.2- 0.3 غم وفترة الموت تترواح بين ثلاثة دقائق 5 دقيقة وهذه الاعراض خاصة بكلوريد الزئبق ونترات الزئبق.
صعوبة في البلع وتأكل الغشاء المخاطي في الفم ووجود بقع بيضاء مائلة للون الرصاص في البراز مع وجود دم وهبوط في الضغط وزيادة اليوريا في الدم واغماء ثم الموت.
اما التعرض المزمن للزئبق فيؤدي الى تسمم في الجهاز العصبي يتأخر ظهوره في العادة ويسبب الزئبق غير العضوي تأثيرات مشابهة في حالة التسمم الحاد اضافة الى زيادة في إفراز اللعاب وإسهال أما التسمم المزمن به فيؤدي الا اضطراب عقلي وعدم استقرار وتردد وارتباك شديد وتتكون عند المصاب رجفة تزداد سوءُ مع المدة وتغيرا في القدرة على القراءة وتصببا غزيرا للعرق وردود فعل زائدة وتصير مشية المصاب متشنجة ويكون الم العضلات والاطراف وتلف الاسنان شائعا.
اما الزئبق العضوي فيسبب تلفا في الدماغ وبخاصة مناطق الاحساس واللمس والنظر مع شلل وفقدان وعي ثم الموت وتستطيع مركباته المرور عبر المشيمة (وهي الغشاء الذي يحمي الجنين داخل بطن الام الحامل) مما يؤدي الى وفاد الاجنة أو اجهاضها أو تشوهات في الفك السفلى والحبل الشوكي ونقص في نمو المخيخ .
العلاج: يأخذ المصاب زلال البيض من 2- 3 بيضة مخلوطة في الحليب ووضع مسخنات فوق المعدة واعطاء منبه مثل الشاي أو القهوة الكثيفة وشرب حليب بكمية كبيرة ويحقن في الوريد بمقدار 100- 200 مل من محلول تركيز من 0.05% أو من سلفوكسيلات الصوديوم مع محلول الفورمالدهايد المحضر حديثا.
ويمكن ايضا استخدام المواد المستحلبة مثل الدايمركرول والبنسيلامين (Pencillamine)التي تحتوي على مجموعة سلفهيدرل (SH) المعروفة بالفتها للزئبق لازالته من جسم المصاب.
بعض المعلومات الخاصة بمعدن الزئبق
وجوده في الطبيعة:
يوجد في الطبيعة على شكل كبريتيد الزئبق (II) الاحمر (HgS) في خام السنابار (cinnabar) ويختلط بهذا الخام فلز الزئبق الحر ويوجد السنابار في الطبيعة متحدا مع كميات كبيرة من مواد لا قيمة لها حتى أن أعلى خامات الزئبق (وهي الموجودة في اسبانيا) لا تحوي اكثر من 7% من وزنها زئبقا في حين ان الخامات الامريكية تحوي أقل من 1% من وزنها زئبقا.
بعض مركبات الزئبق نظرا لأن ذرة الزئبق مشبعة بالاكترونات مكتملة الحلقات ولهذا نتوقع أن نجده حاملا نسبيا ولعل هذا هو السبب في أنه سائل عند درجة الحرارة العادية وبخاره احادي الذرات وعدد اكسدته (+2) وعدده الذري 80 ويوجد ايضا الزئبق الاحادي عدد اكسدته (+1) يحتوي محل جزئي من مركباته ذرتين من الزئبق مرتبطين تساهميا
Hg . Hg x Hg2 + +
اكسيد الزئبق (II) (HgO) يحضر كمسحوق أحمر بتسخين مزيج من نترات الزئبق (II)والزئبق على نار هادئة.
Hg +Hg (NO3)2 ¾D® 2 Hg +2NO2
كما يمكن تحضيره كراسب أصفر بإضافة محلول هيدروكسيد الصوديوم الى محلول كلوريد الزئبق (II)
Hg CL2 + 2 NaOH ¾¾® HgO + H2O 2NaCL
ويتحلل الاكسيد الى الزئبق والاكسجين اذا سخن الى 500م أو أعلى واكسيد الزئبق قاعدي اذ يذوب في الاحماض المخففة لكنه لا يذوب في الماء.
تجارب ومشاهدات:
يلاحظ أننا استخدمنا مركبات الزئبق، نترات الزئبق [Hg(NO3)2] وكلوريد الزئبق(HgCL2)
أما بالنسبة لنترات الزئبق [Hg(NO3)2] (MURCUTY II NITRATE) فيمكن تحضيرها بتفاعل الزئبق مع حمض النيتريك المركز وهي بلورات بيضاء اللون تذوب في الماء بسهولة.
طريقة التحضير: ضع 1.5غم من الزئبق على 11 مل من حمض النيتريك وانتظر حتى تظهر بلورات النترات البيضاء.
1- وتم تحضير نترات الزئبق وعمل محلول فيها (وذلك باذابة 1.5غم من الزئبق في 2.5 مل من حمض النيتريك ثم الحصول على البلورات واذابتها في أقل كمية من الماء) ثم اعطى المحلول لأرنب عن طريق الفم فمات بعد دقيقتين ونصف بعد أن ظهرت عليه الاعراض السابقة.
2- تم اذابة 1غم من نترات الزئبق في أقل كمية من الماء واعطيت جرعة مقدارها 1مل لارنب عن طريق الحقن أخذ يصرخ منذ البداية وبدأ يرفس بشدة وبعد 5 دقائق تشنج ثم مات.
أما بالنسبة لملح كلوريد الزئبق (Mercury II Chloride) فهو عبارة عن بلورات بيضاء اللون وتذوب في الماء بسهولة.
1- تمت اذابة 0.5 غم من ملح كلوريد الزئبق في 3مل من الماء واعطيت لارنب عن طريق الحقن وقع بعد 5 دقائق ومات بعدها بدقيقتين ونصف.
2- تم تخفيف محلول الكلوريد السابق جدا واعطي لأرنب حقنا فسقط بعد 2.5 دقيقة ومات بعده بدقيقة وهذا يثبت أنه كلما قل تركيز السم زاد وقت القتل.
كلوريد الزئبق(HgCL2): يحضر بتسخين مزيج من كبريتات الزئبق (HgSO4) وكلوريد الصوديوم مع قليل من ثاني اكسيد المنجنيز
ويتسامى كلوريد الزئبق (II) ويتكشف على الاجزاء العليا الباردة من وعاء التفاعل وينقي الملح بإذابته في الماء وبلورته فيه على شكل ابر عديمة اللون وكلوريد الزئبق (II) شحيح الذوبان في الماء البارد لكنه سهل الذوبان في الماء الساخن وسهل الذوبان في الاغوال والاثير.
ولا يتأثر كلوريد الزئبق (II) بحامض النيتريك وحامض الكبريتيك ويختزل الملح بسهولة الى كلوريد الزئبق (I) أو الزئبق بفعل العوامل المختزلة مثل كلوريد القصدير (SnCl2)
2 HgCL2 + SnCL2 ¾¾® Hg2 CL2 + SnCL4
كلوريد الزئبق (I) (HgCL2)
ويحضر بتسخين مزيج من كبريتات الزئبق (II) والزئبق وكلوريد الصوديوم في وعاء من الحديد.
كما يمكن تحضيره كراسب أبيض باضافة محلول حامض كلوريد الهيدروجين المخفف الى محلول نترات الزئبق(I)
Hg2(NO3)2 + 1HCL ¾¾® Hg2CL2 + 2 HNO3
وكلوريد الزئبق(I) عديم الذوبان في الماء أو في الاحماض المخففة.
سم رابع كلوريد الكربون
Carbon Tetra Chloride (ccl4)
خواصه: سائل شفاف درجة غليانه 765م ودرجة انصهاره 23م ويتكون من ذرة كربون واربع ذرات كلور ويمكن تحضيره بتفاعل كبريتيد والكربون (CS2) مع غاز الكلور أو بتفاعل غاز الميثان مع الكلور.
وهو يستخدم في ازالة البقع والاوساخ عن الملابس والسجاد وازالة الشحوم ويباع في الصيدليات ومحلات البقالة على أنه منظف ويستخدم كذلك في اطفاء الحرائق يحذر من تفاعله مع الماء أو تسخينه على سطح معدني ففي كلتا الحالتين ينتج منه غاز الفوسجين السام جدا (COCL2)
سميته: يمتص بشكل تام من الجهاز العصبي بعد تناوله عن طريق الفم ومن خلال الرئتين عند التعرض لبخاره وعلى الرغم من الجرعة القاتلة له تترواح ما بين 90- 150 ملغم منه الا أن هناك وفاة حدثت بعد تناول 5ملغم فقط منه ومن العوامل التي تؤثر على ذلك تناول الكحول الاثيلي والعمر والسمنة (OBESITY) أو وجود اصابه سابقا للكلى والكبد.
التسمم الحاد واعراض:
يؤدي التعرض لجرعة كبيرة منه لاعراض منها تثبيط الجهاز العصبي وتلف الكبد والكلى والغثيان والدوخة والصداع وتشويش في الرؤيا والترنح والغيبوبة واختلاجات وتحدث الوفاة نتيجة تثبيط الجهاز العصبي المركزي يعاني المصاب من الم في البطن وغثيان ويبدأ قصور الكبد مباشرة بعد تناول رباعي كلوريد الكربون ويبلغ ذروته بعد مرور 48- 72 ساعة ويظهر اليرقان بعد مرور 4 أيام ويلي ذلك الوفاة نتيجة القصور الكلوي.
العلاج: لا يوجد ترياق خاص له لذا يجب عمل اقياء المصاب وغسل المعدة واجراء التنفس الاصطناعي ان لزم الامر.تجارب ومشاهدات:
1- تم اعطاء أرنب جرعة مقدارها 3مل من رباعي كلوريد الكربون المخفف لم تظهر عليه الاعراض مباشرة لكنه مات على الراجح بعد يومين.