لقد كنت لى زيارات لسوريا عندما كان حافظ الاسد فى سدة الحكم كانت صور الرئيس وأبنائه تقابلك اينما ييمت وجهك على الابنيه .. فى الطرقات على السيارات .. فى الشوارع .. فى المنازل والمحال التجاريه هذا عدا عن ثماثيله المنتشره فى الميادين العامه ........كنت أسأل نفسى كثيرا هل هذا حب ام خوف ... لم تكن لى جرئة على السؤال ولم يكن لاحد جرئة على الجواب ... الخوف فى ملامح الناس الفقر الغبن والضعف
كنت فى صبيحة يوم بارد افطر فى احدى البوفيهات فى احد احياء دمشق .. دخل شابان مفتولا العضلات وبداء بالحديث مع صاحب البوفيه بسخريه وبالفاض بذيئه .. كان صاحب البوفيه رغم عمق جرح كلاماتهم صامتا بوجه كاد ان يتفجر الخوف منه .. لم يكن ينظر اليهم خانعا ذليلا .... لاحظت وجود مسدس بخصر كل منهم الى الخلف قليلا عرفت انهم من المخابرات .. فبداء الخوف يضرب صدرى.. ولاكن لامجال للخروج .... طلباه ببذائة ان يصنع لهم ساندوشتات فلافل .. التفت احدهم الى وقال شو اسمك ....قلت انا سعودى ...تبسم الكلب وقال اهلين وسهلين ثم تكلم بكلام فيه من السخريه ما يفجر عروق الرأس .. لم اعره انتابها ولم ارد وهذا طبعا ليس شجاعة ولاكن خوفا .....هنا بدء كل شئ يتضح امامي ... .. هذا هو ديدن الحياة فى سوريا
عصابة علويه شيعية مجرمه مسكة زمام الامور فى بلد غالبيته من اهل السنه فكان الطريق الوحيد لحكم البلاد ملئ بالذل والخوف والغبن والاغتصاب والتعذيب والقتل
كنت اسأل نفسى كيف يصبر الناس على كل ذلك وخصوصا اناس مثل اهل سوريا اهل نخوة وكرامة وشجاعه ووفاء .. قبائل عربية ذات شوكت ومكانه كيف ترضى على نفسها ذل هؤلاء العلويين والذين كانوا قبل حافظ الاسد من اذل خلق الله
كانت الاجابه بعد خمس وعشرين عاما
يقال وكما يروي الرواة ان صبي كتب على جدار فى درعا ..... الشعب يريد اسقاط النظام ..... قام محافظ درعا وهو قريب من اقرابء بشار الاسد بأعتقال مجموعة صبيه ... تم تعذيبهم وقلع اضافرهم ... جاء اهل الاطفال يطالبون بأطفالهم ... قال لهم ازلام النظام .. راح نذبحهون روحوا خلفوا غيرهم واذا ما بتقدروا جيبوا نساونكم لهون احنا نجيبلكم اولاد غيرهون ...
قالها ازلام النظام بكبرهم وتجبرهم المعهود ..... ذهب وفد من درعا الى بشار الاسد ابلغوه بالذى حدث وكانت اجابته ........لم تقدم لى شكوى رسميه بذلك ....
وهنا تفذ صبر اهل درعا طوقوا المركز المسجون فيه اطفالهم .. قام المحافظ بفتح النار على المتجمهرين ...وكانت تلك اول دماء لابطال سوريا تقطر وتستحق ان يفتخر بها .... هب الناس وكان بعدها ما كان والى الان لم تنتهى القصه .
القوقعه رواية كتبها المسيحي مصطفى خليفه والذى كان معتقلا لمدة خمس عشرة عاما فى السجن الصحراوى فى سوريا بسبب بضع كلمات قالها .... منها عرفت حجم المعاناة ومنها عرفت حجم القوة والصبر الذى يتميز به اهل الشام وأجابت على كثير من تساؤلاتى ..... الروايه فى المرفقات
هناك بعض الكلمات البذيئه فى الروايه لذا وجب التنبيه